كيف يساهم البلوكشين والعقود الذكية في تحسين عمليات الشراء؟
غالبا ما تُعاني عمليات الشراء وسلاسل التوريد التقليدية من مشاكل تعيق الكفاءة وتزيد من التعقيد. هذه العمليات، التي تعتمد على الأنشطة اليدوية والأنظمة المبعثرة، تتسم بالبطء وعدم التنظيم وارتفاع التكاليف. تُعد المشتريات جزء جوهري من إدارة سلسلة التوريد، حيث تشمل عمليات الحصول على السلع والخدمات، وإبرام العقود، واستلام الطلبات. نتعرف في هذا المقال على كيفية مساهمة البلوكشين والعقود الذكية في تحسين عمليات الشراء
يدور المقال حول النقاط الرئيسية التالية
- تحديات رئيسية نتيجة لعدم كفاءة الأنظمة التقليدية
- الحلول التي تقدمها تقنية البلوكشين
- مفهوم البلوكشين ودوره في تحسين المشتريات
- فوائد استخدام البلوكشين في المشتريات
- دور العقود الذكية في تعزيز كفاءة عمليات الشراء
- كيف تتعامل الشركات مع دمج تقنية البلوكشين في المشتريات؟
- التحديات الرئيسية لاستخدام تقنية البلوكشين والعقود الذكية في المشتريات
- كيفية التعامل مع تحديات استخدام البلوكشين والعقود الذكية في المشتريات
- الأسئلة الشائعة حول البلوكشين والعقود الذكية في تحسين عمليات الشراء
تحديات رئيسية نتيجة لعدم كفاءة الأنظمة التقليدية
- الأخطاء والتأخيرات المتكررة: بسبب العمليات اليدوية والاعتماد على مستندات ورقية.
- غياب الشفافية: مما يعيق تتبع العمليات والمعلومات بدقة.
- تأخر الطلبات والمدفوعات: نتيجة لسوء التنسيق أو فقدان الوثائق.
- إدارة المخزون غير الفعّالة: سواء من حيث الدقة أو القدرة على التنبؤ.
- ضعف التواصل بين الأطراف المختلفة: الموردين والعملاء والأقسام الداخلية.
- صعوبة الامتثال للقوانين: بسبب غياب نظام مركزي وموثوق لتسجيل العمليات.
التأثير السلبي لهذه التحديات:
المشاكل المذكورة أعلاه يمكن أن تُعرّض الشركات لخسائر مالية ومعنوية. فعلى سبيل المثال، إذا وُجّهت شحنة إلى قسم خاطئ، وضاعت مذكرة التسليم، قد ترفض الشركة الدفع للمورد. نتيجة لذلك، قد يتوقف المورد عن تسليم الشحنات المستقبلية، مما يؤدي إلى تعطّل الإنتاج وتقصير الشركة في تلبية طلبات العملاء.
الحلول التي تقدمها تقنية البلوكشين:
تقدم تقنية البلوكشين بديل ثوري لإعادة هيكلة عمليات المشتريات، من خلال:
- توفير نظام لامركزي: يضمن توثيق جميع العمليات بطريقة شفافة ودقيقة.
- إدخال العقود الذكية: التي تُنفذ تلقائيا بناء على شروط متفق عليها مسبقا، مما يقلل من الحاجة إلى تدخل بشري ويُعزز الكفاءة.
- تعزيز الأمن والشفافية: بفضل الطبيعة الموزعة وغير القابلة للتلاعب للبلوكشين.
- باستخدام هذه التقنيات، يُمكن التغلب على المشاكل التقليدية وتحقيق إدارة سلسلة توريد أكثر فعالية وموثوقية.
مفهوم البلوكشين ودوره في تحسين المشتريات:
يأتي الآن دور الإجابة عن سؤال مهم وهو كيف تُستخدم تقنية البلوكشين في تحسين المشتريات؟
والأجابة تتلخص في تعزيز الكفاءة والشفافية والثقة: تُعد تقنية البلوكشين أداة فعّالة لإحداث تحول جذري في عمليات المشتريات التقليدية، وذلك بفضل قدرتها على تحسين الكفاءة، وضمان الشفافية، وتعزيز الثقة بين الأطراف المختلفة. لفهم كيفية استخدامها في هذا السياق، من الضروري التعرف على أساسيات التقنية ومكوناتها الرئيسية.
البلوكشين عبارة عن دفتر أستاذ رقمي موزع، يشبه إلى حد كبير السجل المحاسبي، ولكنه يتميز بكونه مشترك بين شبكة من أجهزة الكمبيوتر يعتمد هذا النظام على التشفير لضمان أن السجلات المسجلة فيه غير قابلة للتغيير، مما يجعلها وسيلة آمنة وموثوقة لتوثيق المعاملات.
الفرق بين أنواع البلوكشين:
البلوكشين العام: يُعرف أيضا بشبكة بدون إذن. مثال: شبكة البيتكوين، حيث يمكن لأي شخص الانضمام لإجراء المعاملات دون قيود. وبالرغم من الشفافية العالية، إلا أن هذا النوع أقل شيوعا في المشتريات بسبب قلة التحكم والأمان مقارنة بالشبكات الخاصة.
البلوكشين الخاص: تُعرف شبكة البلوكشين الخاصة بأنها مرخصة أو بإذن. وتُستخدم غالبا من قبل الشركات لضمان التحكم في الوصول إلى السجلات. مثالي لعمليات الشراء، حيث تكون السجلات متاحة فقط للأطراف المصرح لها، مثل الموظفين أو الموردين.
دور العقود الذكية:
العقود الذكية هي برامج ذاتية التنفيذ تعمل على البلوكشين. تُنفذ هذه العقود تلقائيا عند استيفاء شروط معينة، مثل تأكيد استلام البضائع أو إتمام الدفع.
فوائد استخدام البلوكشين في المشتريات:
- الأمان العالي: يجعل التشفير السجلات محصنة ضد التعديل أو التلاعب.
- الشفافية المنظمة: تُعرض السجلات للأطراف المخوّلة فقط، مما يعزز الثقة ويقلل النزاعات.
- إدارة فعّالة للبيانات: بفضل قاعدة بيانات موحدة تُسهّل تتبع المعاملات وتجنب فقدان الوثائق.
مثال وتطبيق عملي للبلوكشين في المشتريات:
في نظام قائم على البلوكشين، يمكن للشركات إنشاء دفتر حسابات خاص يضم كافة سجلات المشتريات، مثل أوامر الشراء والفواتير. يستطيع الموردون والموظفون الوصول إلى السجلات المسموح بها فقط، مما يضمن الأمان مع الحفاظ على الشفافية المطلوبة. باختصار، تقنية البلوكشين تمنح المؤسسات القدرة على إعادة تعريف عمليات المشتريات بطرق أكثر كفاءة وموثوقية.
دور العقود الذكية في تعزيز كفاءة عمليات الشراء:
ما هي العقود الذكية؟
العقد الذكي هو برنامج رقمي مكتوب باستخدام أكواد برمجية ويعمل على منصة البلوكشين. يتميز العقد الذكي بقدرته على أتمتة العقود التقليدية وتنفيذ الإجراءات المبرمجة تلقائيا دون الحاجة إلى تدخل بشري مستمر، مما يزيل العقبات الإدارية ويزيد من كفاءة العمليات.
آلية عمل العقود الذكية
تعتمد العقود الذكية على صيغة شرطية تُعرف بـ "إذا/عندما... ثم"، حيث يتم برمجة شروط وأحداث محددة داخل العقد.
مثال عملي:
تعزيز الشفافية في إدارة المشتريات: إذا تم تسليم البضائع إلى الموقع المحدد في الوقت المحدد، ثم يتم تنفيذ الدفعة المالية للمورد تلقائيا.
تتبع الشحنات في الوقت الفعلي: يمكن للعقد الذكي تسجيل موقع الشحنة وحالتها باستخدام أجهزة تتبع تعتمد على نظام تحديد المواقع العالمي (GPS). وتُرسل مذكرة التسليم رقميا إلى شبكة البلوكشين لتأكيد وصول الشحنة.
شفافية كاملة للأطراف المعنية: يمكن للموردين والعملاء التحقق من الحالة الفعلية للطلب والشحنة على شبكة البلوكشين في أي وقت.
الأتمتة وتقليل التدخل البشري: تقوم العقود الذكية بأتمتة المهام الروتينية مثل:
- إصدار الفواتير.
- التحقق من الامتثال لشروط الاتفاقيات.
- إدارة المدفوعات بناء على الأداء أو الإنجاز.
- تطبيق العقود الذكية في الشراء
تتبع سلسلة التوريد: يتم تسجيل كل مرحلة من مراحل الشحنة، بدءا من التحميل وحتى التسليم. يضمن هذا التتبع الدقيق تقليل الأخطاء وفقدان الشحنات.
إدارة الاتفاقيات: تضمن العقود الذكية التزام الأطراف بشروط وأحكام الاتفاقيات. وتوفر سجل شفاف وغير قابل لتغيير المعاملات.
الفوائد الرئيسية للعقود الذكية في المشتريات:
- تقليل التأخيرات والأخطاء: بفضل التنفيذ الآلي للمهام.
- تعزيز الثقة: نتيجة الشفافية العالية وعدم القابلية للتلاعب في السجلات.
- خفض التكاليف الإدارية: من خلال تقليل الحاجة إلى وسيط أو عمليات مراجعة يدوية.
باختصار، تعمل العقود الذكية على تحويل إدارة المشتريات من نموذج يعتمد على الإجراءات اليدوية إلى نموذج رقمي مؤتمت وشفاف، مما يُعزز كفاءة العمليات ويُحسن تجربة جميع الأطراف.
كيف تتعامل الشركات مع دمج تقنية البلوكشين في المشتريات؟
1. تحديد الاستخدامات المثلى لتقنية البلوكشين
يبدأ تطبيق تقنية البلوكشين في المشتريات بتحديد العمليات التي يمكن أن تستفيد من هذه التقنية بشكل مباشر.
تشمل المجالات المحتملة:
- إدارة أوامر الشراء: توثيق الطلبات وتتبعها بكفاءة.
- إدارة العقود الذكية: لضمان التنفيذ الآلي للشروط المتفق عليها.
- إدارة المخزون: تتبع الشحنات وضمان الدقة في البيانات.
- الامتثال والتدقيق: توفير سجلات لا يمكن التلاعب بها لضمان الامتثال التنظيمي.
2. اختيار المنصة المناسبة
بعد تحديد المجالات المستهدفة، تختار الشركة منصة البلوكشين التي تناسب احتياجاتها.
يمكن أن تكون:
- منصات بلوك تشين خاصة (مرخصة): مثل Hyperledger Fabric أو R3 Corda، وهي توفر مزيدا من الأمان والتحكم وتكون مثالية للاستخدامات الداخلية.
- منصات بلوكشين عامة: مثل الايثيريوم، التي توفر شفافية كبيرة ولكن قد تكون أقل مرونة للأعمال التي تحتاج إلى خصوصية تامة.
عوامل تؤثر على الاختيار:
- الخبرة التقنية داخل الشركة.
- التكلفة الإجمالية للتنفيذ.
- متطلبات الأمان.
- اللوائح التنظيمية.
- عدد ونوع المستخدمين الذين سيحتاجون إلى الوصول للشبكة.
3. التطوير والاختبار
بمجرد اختيار التقنية المناسبة، تأتي مرحلة التطوير التي تتضمن:
- إنشاء العقود الذكية المبرمجة حسب احتياجات الشركة.
- اختبار النظام لضمان عمل العقود الذكية وفقا للشروط المبرمجة، ولتجنب الأخطاء التي قد تؤثر على العمليات.
- التحقق من كفاءة المنصة في دعم العمليات وسرعتها.
4. التكامل مع الأنظمة القائمة
بعد تطوير النظام واختباره، تقوم الشركة بدمج تقنية البلوكشين مع أنظمة إدارة المشتريات الحالية.
يتضمن ذلك:
- إعداد عمليات ربط البيانات بين المنصة الجديدة والأنظمة المستخدمة سابقا، مثل أنظمة تخطيط الموارد المؤسسية (ERP).
- التأكد من توافق النظام مع عمليات الأعمال القائمة.
5. التدريب والتوعية
- لا يقتصر النجاح على التنفيذ التقني فقط، بل يحتاج إلى تعاون الموظفين والموردين.
- تدريب الفرق الداخلية على استخدام النظام الجديد.
- تقديم إرشادات واضحة للموردين حول كيفية العمل على منصة البلوكشين، بما في ذلك الاطلاع على العقود الذكية أو تحديث سجلات الشحنات.
التحديات الرئيسية لاستخدام تقنية البلوكشين والعقود الذكية في المشتريات:
رغم الفوائد العديدة التي تقدمها تقنية البلوكشين والعقود الذكية، إلا أن هناك تحديات كبيرة تواجه الشركات عند تبنيها، ومنها:
1. التوحيد القياسي والتوافق بين الأنظمة
- التنوع في شبكات البلوكشين: يوجد العديد من منصات البلوكشين، مثل الايثيريوم وCorda وHyperledger Fabric، ولكل منها تقنيات وبروتوكولات برمجية مختلفة.
- غياب المعايير الصناعية: لا توجد حتى الآن معايير موحدة لتقنيات البلوكشين، وبالتالي، قد تواجه الشركات صعوبة في اختيار المنصة الصحيحة.
- مشكلة التوافق: إذا استثمرت شركة في نظام معين، مثل الايثيريوم، ثم أصبح Hyperledger المعيار الصناعي، فقد تجد صعوبة في العمل مع الموردين الذين يستخدمون منصات أخرى.
2. الامتثال والتنظيم
- غياب الإطار القانوني الواضح: العقود الذكية غالبا ما تحل محل العقود التقليدية الورقية. ومع ذلك، لا يزال من غير الواضح مدى قانونية العقود الذكية في بعض الدول.
- التفاوت بين الدول: تختلف القوانين والتنظيمات المتعلقة بتقنية البلوكشين من بلد إلى آخر، مما يجعل المعاملات الدولية أكثر تعقيدا.
- الالتزامات القانونية: قد تكون هناك تحديات في إثبات الالتزام بشروط العقود الذكية في المحاكم إذا لم تكن هذه العقود معترف بها قانونيا.
3. التكلفة والتعقيد التقني
- التكاليف المرتفعة للتطوير: تطوير حلول قائمة على البلوكشين والعقود الذكية يتطلب استثمارات كبيرة.
- نقص الخبرة التقنية: قد يكون العثور على مطورين وخبراء متخصصين في البلوكشين مكلف وصعب.
- صعوبة التكامل: دمج تقنية البلوكشين مع الأنظمة الحالية للشركة قد يكون معقد ويستغرق وقت طويل.
4. المخاطر الأمنية وأخطاء العقود الذكية
- الثغرات البرمجية: العقود الذكية تعتمد على البرمجة الدقيقة، وأي خطأ صغير في الكود قد يؤدي إلى خسائر كبيرة أو تعطل العمليات.
- المخاطر الأمنية: رغم أن البلوكشين يُعتبر آمن بشكل عام، إلا أن العقود الذكية نفسها قد تكون عرضة للاختراق إذا لم تُبرمج بشكل صحيح.
- التداعيات المالية والسمعة: أي خرق أمني أو خلل في العقود الذكية قد يؤدي إلى فقدان الأموال، والتأثير على الثقة بين الشركة والموردين أو العملاء.
كيفية التعامل مع تحديات استخدام البلوكشين والعقود الذكية في المشتريات
1. تعزيز التوحيد القياسي والتوافق
- اختيار منصات بلوكشين مرنة تُسهل التكيف مع الأنظمة الأخرى.
- متابعة التطورات في المعايير الصناعية لضمان توافق الأنظمة.
2. إدارة الامتثال والتنظيم
- التعاون مع مستشارين قانونيين محليين ودوليين لفهم اللوائح ذات الصلة.
- توثيق العقود الذكية بطريقة تعكس العقود التقليدية لضمان الامتثال القانوني.
3. تقليل التكلفة وتعزيز المهارات
- بدءا من المشاريع التجريبية الصغيرة لتقليل التكاليف والاختبار.
- الاستثمار في تدريب الموظفين أو التعاون مع شركات متخصصة للحصول على الدعم الفني.
4. الحد من المخاطر الأمنية
- إجراء مراجعات دقيقة للكود المستخدم في العقود الذكية.
- استخدام تقنيات الأمان الحديثة واختبار المنصات بانتظام للكشف عن الثغرات الأمنية.
خلاصة القول:
رغم التحديات المرتبطة بتبني تقنية البلوكشين والعقود الذكية في المشتريات، يمكن للشركات التغلب عليها من خلال التخطيط الاستراتيجي، والاختيار المدروس للتقنيات، والاستثمار في الموارد البشرية والتقنية. هذا النهج يضمن تحقيق أقصى استفادة من هذه التقنيات مع تقليل المخاطر المحتملة.
اقرأ أيضا:
الأجابة تتلخص في تعزيز الكفاءة والشفافية والثقة: تُعد تقنية البلوكشين أداة فعّالة لإحداث تحول جذري في عمليات المشتريات التقليدية، وذلك بفضل قدرتها على تحسين الكفاءة، وضمان الشفافية، وتعزيز الثقة بين الأطراف المختلفة. لفهم كيفية استخدامها في هذا السياق، من الضروري التعرف على أساسيات التقنية ومكوناتها الرئيسية.
- الأمان العالي: يجعل التشفير السجلات محصنة ضد التعديل أو التلاعب.
- الشفافية المنظمة: تُعرض السجلات للأطراف المخوّلة فقط، مما يعزز الثقة ويقلل النزاعات.
- إدارة فعّالة للبيانات: بفضل قاعدة بيانات موحدة تُسهّل تتبع المعاملات وتجنب فقدان الوثائق.