ما هو بروتوكول Interledger وكيف يعمل؟

يعد بروتوكول Interledger بوابة لمستقبل يكون فيه الوصول إلى الأنظمة المالية أكثر سهولة وشمولا. من خلاله، يمكن تسهيل المدفوعات الصغيرة على نطاق واسع، مما يدعم نماذج أعمال جديدة ويعزز الشمول المالي للأشخاص الذين لا يحصلون حالياً على الخدمات المالية بشكل كافٍ. وخلال هذا المقال نتعرف عليه بشيء من التفصيل وعلى كيفية عمله ومستقبله في عالم التشفير

 

ما هو بروتوكول Interledger؟ وكيف يعمل؟

بروتوكول Interledger (ILP) هو نظام يساعد في إجراء المدفوعات بين شبكتين أو أكثر. الهدف من هذا البروتوكول هو تمكين المعاملات المباشرة بين الأطراف المختلفة، لكنه يسمح بوجود وسطاء إذا كان ذلك ضروري.

بشكل أساسي، هذا البروتوكول يجعل الأنظمة المالية المختلفة قادرة على العمل معا في بيئة واحدة. وعندما يتم ربط حسابات متعددة من بنوك أو مؤسسات مالية مختلفة، يسهل بروتوكول Interledger إجراء المعاملات بسلاسة بين هذه الحسابات. وهذا يساعد في تقليل الوقت والتكاليف التي كانت تستغرقها هذه العمليات بين البنوك. ويشبه هذا النظام الانترنت، الذي يرسل حزم من المعلومات بين أجهزة الكمبيوتر، لكن بدلا من ذلك، ينقل Interledger قيمة أو أموالا بين أنظمة الدفع المختلفة.

في شبكة Interledger، هناك أدوار محددة لكل جهة مشاركة:

المرسلون: يبدأون عملية إرسال المال.

الموصلات: تعمل كجسور بين المرسلين والمستلمينتقوم هذه الموصلات بتحويل الأموال إلى عملات مختلفة عند الحاجة وإعادة توجيهها.

المستلمون: يستقبلون الأموال بعد أن يتم تحويلها عبر الشبكة.

يمكن استخدام عملة XRP الخاصة بشركة الريبل لتسوية المدفوعات داخل هذا النظام، لكن هناك أيضا خيارات أخرى للتسوية تعتمد على احتياجات المستخدمين.

 

من الذي أنشأ بروتوكول Interledger؟

تم تطوير بروتوكول Interledger في الأساس بواسطة شركة الريبل المتخصصة في العملات المشفرة والمدفوعات. وقد بدأ العمل على هذا البروتوكول في عام 2015، وكان "ستيفان توماس"، الرئيس التنفيذي السابق للتكنولوجيا في الريبل، من الشخصيات الرئيسية التي ساهمت في تطويره.

الهدف من إنشاء البروتوكول كان ربط دفاتر الحسابات المختلفة بين المؤسسات المالية، مما يساعد في بناء "إنترنت القيمة" (Internet of Value) الذي يسهل تبادل الأصول الرقمية بطريقة موحدة وسلسة.

رغم أن الريبل كانت المبادرة الأساسية وراء تطوير Interledger، فقد لعب اتحاد شبكة الويب العالمية (W3C) دور مهم في تقديم ملاحظات حول التصميم. ولا يزال البروتوكول قيد التطوير، بمساهمة العديد من الشركات والأفراد لتحسينه.

 

التحديات التي تواجه التحويلات عبر الحدود:

تواجه التحويلات المالية عبر الحدود عادة تحديات بسبب تجزئة بروتوكولات الدفع، حيث تجد الأنظمة المختلفة صعوبة في التواصل فيما بينها. ويتطلب هذا أحيانا إشراك بنوك وسيطة لتسهيل المعاملات بين البنوك غير المرتبطة بشكل مباشر، مما يزيد من تعقيد العملية، ويرفع التكاليف، ويطيل الوقت اللازم لإتمام المعاملة.

قبل وصول الأموال إلى المستلم، قد تمر عبر عدة قنوات، مما يزيد من المخاطر الأمنية. ولحل هذه المشكلات، يعتمد بروتوكول Interledger على خدمة الضمان المشفرة لتسهيل نقل الأموال عبر الشبكات. وهذه الخدمة تعمل كآلية أمان، حيث تشبه العملية نظام من خطوتين لضمان أمان المعاملات:

  • المرحلة الأولى: تحديد الشروط اللازمة للمضي في المعاملة أو إلغائها.
  • المرحلة الثانية: إتمام المعاملة بعد استيفاء جميع الشروط.

في هذه الآلية، يتم قفل الأموال بشكل مشروط بين الطرفين، ولا يتم الإفراج عنها إلا بعد تلبية المتطلبات المحددة مسبقا. وإذا لم يتم استيفاء هذه الشروط، يتم إلغاء المعاملة، وتُعاد الأموال إلى المرسل.

 

كيف يعمل بروتوكول ILPv4 داخل نظام Interledger؟

يُعتبر بروتوكول Interledger (ILPv4) العنصر الأساسي في نظام Interledger، حيث يُحدد كيفية نقل القيمة عبر الشبكة. ويعتمد البروتوكول على نموذج الطلب والاستجابة، حيث يتم تقسيم كل معاملة إلى حزم بيانات ILPv4 صغيرة تُستخدم كوحدات لنقل المعلومات.

عندما تبدأ معاملة ما، يتم تقسيمها إلى عدة حزم ILP تُرسل من المرسل إلى المستقبل. تحتوي كل حزمة على معلومات محمية خاصة بالمعاملة.

تُصنف هذه الحزم إلى ثلاثة أنواع:

  • حزم التحضير: التي تبدأ العملية.
  • حزم التنفيذ: التي تؤكد إتمام المعاملة.
  • حزم الرفض: التي تُستخدم لإلغاء أو رفض المعاملة.

يُرسل المرسل أولا حزمة التحضير إلى موصل في الشبكة، الذي يقوم بدوره بنقل الحزمة حتى تصل إلى المستقبل. ويستطيع المستقبل إما قبول الحزمة وإرسال حزمة تنفيذ، أو رفضها بإرسال حزمة رفض. يتم نقل استجابة المستقبل عبر الموصلات إلى المرسل. إذا استلم المرسل حزمة التنفيذ، يتم تأكيد إتمام المعاملة، ويستمر في إرسال بقية الحزم حتى تُنقل القيمة بالكامل. وإذا تم رفض الحزمة من المستقبل أو أي موصل، أو إذا انتهت صلاحية المعاملة، يتم إرجاع الأموال ولا تتغير الأرصدة، مما يحافظ على أمان العملية.

تعمل Interledger بشكل مستقل عن أي شبكة دفع محددة، مما يسمح بنقل القيمة في حزم صغيرة، ما يجعل المعاملات أرخص، أكثر أمان، وأسرع.

 

الوضع الذري مقابل الوضع العالمي في بروتوكول Interledger

يعمل بروتوكول Interledger (ILP) في وضعين مختلفين: الوضع الذري والوضع العالمي.

في الوضع الذري، يتم استخدام موثقين، وهم مجموعة من الجهات التي تتحقق من صحة المعاملات. يكون هذا الوضع أكثر شيوعا بين العقد الموثوقة، مثل البنوك والمؤسسات المالية، حيث يقوم الموثقون بالتأكد من أن المعاملة صحيحة وآمنة قبل إتمامها.

أما الوضع العالمي، فيعمل بدون الحاجة إلى موثقين ويستخدم بين موصلات غير موثوقة. بدلا من ذلك، يعتمد هذا الوضع على استخدام عملة XRP الخاصة بالريبل لتنفيذ المعاملات.

المعاملات في الوضع العالمي حساسة للوقت، فإذا لم تُكمل المعاملة في إطار زمني محدد، يتم إلغاؤها تلقائيا. هذه السرعة الزمنية ضرورية لضمان أن المعاملات تتم بكفاءة وموثوقية عالية في شبكة Interledger.

 

هل يستخدم بروتوكول Interledger عملة XRP؟

بروتوكول Interledger (ILP) لا يعتمد على عملة مشفرة محددة، بما في ذلك XRP. فهو مصمم ليكون إطار مرن يُسهل المعاملات عبر دفاتر متعددة، بغض النظر عن نوع الأصول الرقمية المستخدمة. ورغم أن شركة الريبل تدعم استخدام ILP وتدمج XRP في بعض حلولها، إلا أن ILP نفسه لا يفرض استخدام XRP.

بدلا من ذلك، يهدف البروتوكول إلى إنشاء نظام مفتوح يسمح بإجراء المدفوعات بسلاسة عبر شبكات مختلفة، والتي قد تشمل أصولا رقمية متنوعة. بينما تُستخدم XRP بشكل أساسي ضمن نظام الريبل البيئي، إلا أن قابلية تشغيلها يمكن تطبيقها خارج هذا النظام أيضا. فهي تساهم في جعل المدفوعات عبر الحدود أسرع وأكثر كفاءة من خلال التكامل مع مؤسسات مالية ومنصات دفع مختلفة.

وبالرغم من أن ILP يعد أكثر شمولية في تسهيل المعاملات بين الشبكات، فإن الريبل تواصل الترويج لتكاملات وشراكات بين ILP وXRP لتعزيز التعاون بينهما.

 

مزايا بروتوكول  Interledger

الميزة الأبرز في بروتوكول Interledger هي قدرته على ربط شبكات الدفع المختلفة، مما يجعل المعاملات الدولية أكثر سهولة وسرعة وكفاءة من حيث التكلفة. هذا البروتوكول ساهم في تحسين المدفوعات عبر الحدود، مما جعلها أكثر سلاسة وملاءمة للأفراد والشركات. ويتيح هيكل Interledger للمطورين تصميم منتجات مالية مبتكرة تعتمد على نظام لامركزي وآمن.

من أبرز مزاياه أنه يدعم المدفوعات الصغيرة، ما يسمح بإجراء معاملات بمبالغ صغيرة على مستوى عالمي، وهو أمر يتفوق فيه على أنظمة الدفع التقليدية. بالنسبة لعالم التمويل اللامركزي (DeFi)، يعد Interledger أداة قوية، حيث يُمكن المستخدمين من نقل الأصول بين شبكات البلوكشين المختلفة بسلاسة، مما يعزز السيولة ويسهل إدارة المحافظ المتعددة. إضافة إلى ذلك، يتميز البروتوكول بقدرته على التعامل مع حجم كبير من المعاملات عبر شبكات متعددة بفضل تصميمه القابل للتوسع.

بفضل هندسته المعيارية، يمكن دمجه بسهولة مع الأنظمة الحالية، والتكيف بسرعة مع الاحتياجات المتغيرة للأفراد والشركات. هذه القدرة على التوسع تجعل Interledger مثاليا لتلبية احتياجات المستخدمين المختلفين، من الأفراد الذين يقومون بمعاملات صغيرة إلى الشركات الكبرى التي تحتاج إلى تحويلات مالية كبيرة عبر الحدود.

مستقبل بروتوكول Interledger:

قد يُحدث البروتوكول ثورة في التحويلات المالية الدولية، حيث سيجعلها أكثر كفاءة وسرعة وأقل تكلفة، مما سيكون له تأثير كبير على الأفراد الذين يعتمدون على التحويلات عبر الحدود.

مع استمرار تطور نظام Interledger، من المتوقع أن يشهد المزيد من الابتكارات التي يمكن أن تربط بين الأنظمة المالية التقليدية والعالم اللامركزي القائم على تقنية البلوكشين، مما يعزز من التفاعل بين هذين العالمين ويسد الفجوة بينهما.

اقرأ أيضا:

ما هي الشبكة الرئيسية (Mainnet) في عالم العملات المشفرة والبلوكشين؟

 
الأسئلة الأكثر شيوعًا:

بروتوكول Interledger (ILP) هو نظام يساعد في إجراء المدفوعات بين شبكتين أو أكثر. الهدف من هذا البروتوكول هو تمكين المعاملات المباشرة بين الأطراف المختلفة، لكنه يسمح بوجود وسطاء إذا كان ذلك ضروري. بشكل أساسي، هذا البروتوكول يجعل الأنظمة المالية المختلفة قادرة على العمل معا في بيئة واحدة. عندما يتم ربط حسابات متعددة من بنوك أو مؤسسات مالية مختلفة، يسهل بروتوكول Interledger إجراء المعاملات بسلاسة بين هذه الحسابات. وهذا يساعد في تقليل الوقت والتكاليف التي كانت تستغرقها هذه العمليات بين البنوك.

في شبكة Interledger، هناك أدوار محددة لكل جهة مشاركة:

  • المرسلون: يبدأون عملية إرسال المال.
  • الموصلات: تعمل كجسور بين المرسلين والمستلمين. تقوم هذه الموصلات بتحويل الأموال إلى عملات مختلفة عند الحاجة وإعادة توجيهها.
  • المستلمون: يستقبلون الأموال بعد أن يتم تحويلها عبر الشبكة.

 

تم تطوير بروتوكول Interledger في الأساس بواسطة شركة الريبل المتخصصة في العملات المشفرة والمدفوعات. وقد بدأ العمل على هذا البروتوكول في عام 2015، وكان "ستيفان توماس"، الرئيس التنفيذي السابق للتكنولوجيا في الريبل، من الشخصيات الرئيسية التي ساهمت في تطويره.

 
الندوات و الدورات القادمة