كيف تتأثر الأسهم بأسعار الفائدة ؟
كان لبعض للأحداث تأثير كبير على بيئة الاستثمار خلال العامين الماضيين. أدى الانتعاش الاقتصادي السريع بعد الانتكاسة الأولية التي عانت منها الأيام الأولى من COVID-19 إلى قفزة كبيرة في معدل التضخم. أدى ذلك إلى تحول كبير في السياسة النقدية من الاحتياطي الفيدرالي والتي أدت إلى رفع أسعار الفائدة في عام 2022، فكيف تأثرت الأسواق بها، وكيف يتعامل السوق مع معدلات التضخم والفائدة.
نجيب عن هذه التساؤلات في هذه المقال
معدلات الفائدة والتضخم
معدل الفائدة، أو أسعار الفائدة، ذلك المصطلح الذي يتردد كثيرا، والذي يمكن تعريفه ببساطة بأنه تكلفة اقتراض الأموال، أو العائد من إقراض الأموال، حيث يقرر البنك المركزي - وهو المتحكم الأول والأخير في معدلات الفائدة - برفع أو خفض أو تثبيت الفائدة حسب ما تقتضيه الظروف الاقتصادية وحسب السياسة النقدية التي ينوي تبنيها، ومعدلات الفائدة المقصودة هنا هي تلك التي يحصل عليها البنك المركزي في مقابل إقراض البنوك الاستثمارية والتجارية، وتعتبر معدلات الفائدة واحدة من أهم العوامل المؤثرة على الحالة الاقتصادية، وعلى تحركات الأسواق المالية.
وترتبط الفائدة بشكل أساسي بمعدلات التضخم، فعند ارتفاع معدلات التضخم والذي يعني ارتفاع المعروض النقدي يقوم البنك المركزي برفع معدلات الفائدة حيث يزيد من تكلفة اقتراض الأموال، فيتم رفع معدلات الفائدة ويقل المعروض النقدي تدريجيا وتهدأ الضغوط التضخمية فعندما ترتفع أسعار الفائدة ، تصبح تزيد تكلفة اقتراض الأموال أكثر تكلفة وهذا يجعل شراء السلع أو الدفع مقابل الخدمات أكثر تكلفة للمستهلكين والشركات، أيضا تزيد تكلفة تمويل الأعمال لذا يتقلص إنفاق المستهلكين والشركات، مما يؤدي إلى تباطؤ الاقتصاد، فتهدأ الأسعار الذي تصبب ارتفاعها في حدوث التضخم
تأثير التضخم على الأسواق
كما لاحظنا في الفترة الأخيرة (بين الربع الأول والثاني من عام 2022) أنه يمكن أن يؤدي الارتفاع في معدلات التضخم إلى تقلبات السوق حيث تعتمد أسعار الأسهم وعوائد سوق الأسهم إلى حد كبير على توقعات أرباح الشركات المستقبلية نظرًا لأن التضخم يؤدي إلى تآكل قيمة الدولار كما يمكن أن يجعل من الصعب على السوق قياس القيمة الحالية للشركات التي تشكل مؤشرات السوق كما يمكن أن تؤثر الأسعار المرتفعة للمواد والمخزون والعمالة على الأرباح عندما تتكيف الشركات ونتيجة لذلك، يمكن أن تتقلب أسعار الأسهم
تأثير رفع الفائدة على الاستثمار
أما بالنسبة لسوق الأسهم فيمكنا القول أيضا أن العلاقة نوعا عكسية حيث يؤدي ارتفاع أسعار الفائدة إلى الإضرار بأداء الأسهم. فإذا ارتفعت أسعار الفائدة، فهذا يعني أن الأفراد سيرون عائدًا أعلى على مدخراتهم في التعامل مع الأصول محدودة المخاطرة كالسندات أو شهادات الإيداع هذا يضعف شهية مخاطرة الاستثمار في الأسهم مما يؤدي إلى انخفاض الطلب على الأسهم، وتراجع أسعارها، وايضا مع امتداد تأثير ارتفاع الفائدة على بطاقات الإئتمان والرهون العقارية تقبل قدرة المستهلكين على الدفع حيث تقل الأموال المقدرة للإنفاق فتنخفض إيرادات الشركات وأرباحها وهذا يضيف تأثيرا سلبيا آخر على الأسهم نتيجة تراجع طلب المستهلك.
ويمتد تأثير الفائدة إلى أبعد من ذلك، الاستثمار، حيث أنه يكون لدى المستثمرون مجموعة متنوعة من خيارات الاستثمار كعائد توزيعات الأرباح على الأسهم وسعر الفائدة على شهادة الإيداع في البنوك أو العائد على سندات الخزانة الأمريكية والتي يفضلها الكثير من المستثمرين/المدخرين باعتبارها أحد أوعية للعوائد محدودة / معدومة المخاطرة، فالعلاقة عكسية بين أسعار السندات وأسعار الفائدة، مما يعني أنه مع ارتفاع أسعار الفائدة تنخفض أسعار السندات، والعكس صحيح
ماذا يحدث عند خفض معدلات الفائدة
تباطؤ النشاط الاقتصادي يدفع الاحتياطي الفيدرالي إلى خفض سعر الفائدة لتحفيز النشاط المالي ويكون له تأثير معاكس لرفع سعر الفائدة حيث ينظر المستثمرون والاقتصاديون على حد سواء إلى أسعار الفائدة المنخفضة على أنها محفزات للنمو لأنها تقل من تكلفة الاقتراض الشخصي والشركات. وهذا بدوره يؤدي إلى أرباح أكبر واقتصاد قوي مع تحرك أسرع وأكبر للعجلة الاقتصادية
معدلات إنفاق المستهلكين تزيد ويرتفع معها معدلات الطلب التي تصب في مصلحة الشركات التي ستتمتع بالقدرة على تمويل العمليات المالية وعمليات الاستحواذ والتوسعات بتكلفة أرخص ، وبالتالي زيادة إمكانات أرباحها المستقبلية. وهذا بدوره يؤدي إلى ارتفاع أسعار الأسهم.
تأثير توقعات الفائدة على تحركات الأسواق
نظريا، من المفترض ألا يكون هناك تأثير فعلي على الأسواق حتى تحدث تغيرات في أسعار الفائدة ويتفاعل معها المستهلكين والشركات، لكن وجد أنه يمكن أن يؤثر ارتفاع أو انخفاض أسعار الفائدة أيضًا على نفسية المستثمرين خاصة عندما يعلن الاحتياطي الفيدرالي عن زيادة مرتقبة أو مجرد التفكير فيها أو وضعها في الاعتبار، سيقلص كل من الشركات والمستهلكين الإنفاق. سيؤدي هذا إلى انخفاض الأرباح وانخفاض أسعار الأسهم، وقد ينهار السوق تحسبا، وتتغير أسعار السوق كنوع من تسعير الخبر قبل حدوثه لكن بوجه عام يمكن القول أن التوقعات لا يكون لها نفس تأثير الإجراءات نفسها فقد لا تنطبق ردود الفعل التقليدية تلك بشكل عام على السوق في كل مرة
هل يجب أن نخاف دوما من التضخم
ضع في اعتبارك أن التضخم هو سبب الاستثمار، فأنت من خلال الاستثمار في سوق الأسهم مثلا كنت تستعد بالفعل لمواجهة التضخم، شراء السندات أو شهادات الإيداع CD سببها أنها تريد أن تحافظ على مدخراتك من التضخم، تريد الحفاظ على قيمة الأموال ومن خلال الاستمرار في الاستثمار على المدى الطويل، فأنت لا تواكب التضخم فحسب، بل كنت تبني الثروة، وبمتابعة الأسواق لوحظ ارتفاع عوائد الاستثمار بعد موجات ارتفاع التضخم تاريخيا.
كيف تأثرت أسواق الأسهم الأمريكية برفع الفائدة الأخيرة
تأثرت أسواق الأسهم الأمريكية كثيرا بعد قرار الفيدرالي الأخير (مايو 2022) بإعلان رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، عن أكبر ارتفاع في أسعار الفائدة منذ أكثر من 20 عامًا حيث تخوف المستثمرين بشأن خطط مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأكثر تشددا لرفع أسعار الفائدة لمواجهة التضخم المرتفع، حيث خسر مؤشر داو جونز الصناعي DJIA أكثر من 1000 نقطة كما انخفض مؤشر استاندرد أند بورز S&P 500 حوالي 3.5% و ناسداك Nasdaq المركب 4.9٪ بعدما تضررت أسهم التكنولوجيا بشكل خاص وعلى رأسها تراجع سهم أمازون 7.6٪ وتسلا 8.3٪
هي تكلفة اقتراض الأموال، أو العائد من إقراض الأموال، حيث يقرر البنك المركزي - وهو المتحكم الأول والأخير في معدلات الفائدة - برفع أو خفض أو تثبيت الفائدة حسب ما تقتضيه الظروف الاقتصادية وحسب السياسة النقدية التي ينوي تبنيها
العلاقة نوعا عكسية حيث يؤدي ارتفاع أسعار الفائدة إلى الإضرار بأداء الأسهم. فإذا ارتفعت أسعار الفائدة، فهذا يعني أن الأفراد سيرون عائدًا أعلى على مدخراتهم في التعامل مع الأصول محدودة المخاطرة كالسندات أو شهادات الإيداع هذا يضعف شهية مخاطرة الاستثمار في الأسهم مما يؤدي إلى انخفاض الطلب على الأسهم
نظريا، من المفترض ألا يكون هناك تأثير فعلي على الأسواق حتى تحدث تغيرات في أسعار الفائدة ويتفاعل معها المستهلكين والشركات، لكن وجد أنه يمكن أن يؤثر ارتفاع أو انخفاض أسعار الفائدة أيضًا على نفسية المستثمرين خاصة عندما يعلن الاحتياطي الفيدرالي عن زيادة مرتقبة أو مجرد التفكير فيها أو وضعها في الاعتبار