أيهما أفضل، ناسداك أم S&P 500 أم داو DJIA ؟
ذكرنا في المقالات السابقة أن مؤشرات الأسهم عبارة عن مجموعات من الأسهم تم حسابها وتصميمها لتمثيل أداء سوق الأوراق المالية او جزء منه بشكل يجعل منها مقياسا لأداء الأسواق وكثيرا ما يستخدم المستثمرون المؤشرات لتتبع وقياس أداء الاستثمار، لكن يحتار العديد من المستثمرين في تحديد أي المؤشرات اقوي سواءا في التداول عليها أو في رصد تحركات السوق، خاصة في أسواق الأسهم التي يشترك أكثر من مؤشر في تتبعها، في هذا المقال نسلط الضوء على أقوى 3 مؤشرات في سوق الأسهم الأمريكية، لتحديد أيهما الأفضل؟
يدور المقال حول النقاط التالية
مؤشرات سوق الأسهم الأمريكية
بالحديث عن سوق الأسهم الأمريكية فلدينا مجموعة واسعة من المنهجيات والتصنيفات والتي لها دور فعال في متابعة وقياس أداء السوق الأمريكي حيث أن هناك حوالي 5000 مؤشر أمريكي بخلاف طرق الحساب والفصل المختلفة، لكن على رأسها ثلاثة مؤشرات تعتبر الأكثر متابعة وشهرة بين جمهور المستثمرين والمتداولين في سوق الأسهم الأمريكية حول العالم وهم ستاندرد اند بورز S&P 500 و مؤشر داو جونز الصناعي Dow Jones Industrial Average و مؤشر ناسداك المركب Nasdaq Composite بالإضافة إلى مؤشر
تتضمن المؤشرات الثلاثة الرئيسية أكبر الشركات، لذا تعتبر الأعلى من حيث القيمة السوقية، لكن بالإضافة لهم هناك مجموعة واسعة من المؤشرات الأقل درجة، ومنها مؤشرات الشركات المتوسطة البارزة مثل S&P Mid-Cap 400 و Russell Midcap و Wilshire US Mid-Cap Index، أما أسهم الشركات الصغيرة يأتي على سبيل المثال مؤشر Russell 2000 ومؤشر Russell 3000 وأيضا من مؤشرات أسهم الشركات الصغيرة مؤشر S&P 600 ومؤشر Dow Jones Small-Cap Growth Total Stock Market بالإضافة إلى مجموعة مؤشرات S&P الخاصة بقطاعات السوق الأمريكي
لكن شاع بين المهتمين والمتابعين للسوق الأمريكية متابعة المؤشرات الثلاثة المذكورة سابقا، حتى أنك ستجد أن أغلب الاخبار التي تشاهدها أو تسمع عنها حول الأسهم الامريكية غالبا ما تتعلق بشكل مباشر او غير مباشر بأحد تلك المؤشرات الثلاثة.
لكن أحيانا يجد البعض أنه من المربك التمييز بين المؤشرات، وأيهما أفضل للاستعانة به في تقييم وقياس أداء السوق والأنسب لبناء قراراتك الاستثمارية بناءً على أدائها وظروف السوق، لذا سنحاول في السطور القادمة إلقاء مزيد من الضوء على كل منهم، لفهمه بشكل أعمق، وتحديد الفروق الجوهرية بينهم.
مؤشر ناسداك NASDAQ 100
أنشأت الرابطة الوطنية لتجار الأوراق المالية (NASD) مؤشر ناسداك NASDAQ-100 في عام 1985 جنبًا إلى جنب مع NASDAQ Financial-100 الذي يركز على الشركات المالية فقط، ولهذا السبب لا يتضمن مؤشر NASDAQ-100 أي شركات مالية، حيث كان يتطلب الأمر أن يتم إدراج الشركات حصريًا في بورصة ناسداك، بالإضافة إلى مراعاة القيمة السوقية للشركة والسيولة.
ومن المثير للاهتمام أنه كان يقتصر على 100 سهم في الأصل؛ ومع ذلك، فهي تتكون اليوم من 107 ورقة مالية صادرة عن 100 شركة.
يتضمن مؤشر NASDAQ-100 العديد من المجالات مثل التكنولوجيا وتجارة التجزئة والصناعة والاتصالات والرعاية الصحية والنقل والإعلام لكن أكبر اللاعبين من الشركات الكبرى المدرجة كلها من قطاع التكنولوجيا وتشمل Microsoft و Apple و Amazon ولهذا اشتهر NASDAQ-100 بين جمهور المستثمرين والمتابعين باسم مؤشر التكنولوجيا.
مؤشر NASDAQ-100 هو مؤشر مرجح لرأس المال معدل وهذا يعني أن الأسهم يتم ترجيح ثقلها كمكون في المؤشر وفقا لإجمالي القيمة السوقية لأسهمها القائمة ومع تغير سعر سهم الشركة تتغير قيمة مؤشر أسهمها أيضًا حيث تقوم ناسداك بمراجعة الشركات المدرجة، وإعادة تصنيف الشركات المؤهلة وإجراء التعديلات
يلعب مؤشر NASDAQ-100 دورا مهما في الاقتصاد الأمريكي والعالمي لأنه يعكس تحركات وأداء أفضل الشركات خارج القطاع المالي وبالنسبة للسوق المالية والشركات فإن بورصة ناسداك معروفة وموثوقة للغاية بالنسبة لهم لإدراج أسهمها فيها، فإذا تم إدراجها في المؤشر، يؤثر ذلك بشدة على نجاحهم المالي.
مؤشر داو جونز الصناعي DJIA
من أقدم مؤشرات البورصات حيث تم إنشاء DJIA في مايو 1896 بواسطة تشارلز داو وشريكه إدوارد جونز كان ذلك بعد قام داو بإنشاء أول مؤشر للأسهم ، وهو مؤشر داو جونز للنقل Dow Jones Transportation Average (DJTA) وهو المقياس الأكثر شهرة لقطاع النقل في الولايات المتحدة.
المكونات الأولية لمؤشر داو جونز DJIA عبارة عن شركات صناعية مرتبطة بالغاز والسكر والتبغ والسكك الحديدية والنفط ويعكس المؤشر أداء 30 سهما من الشركات الرائدة في الولايات المتحدة، ولا توجد قواعد محددة لإدراج شركة في أسهم الشركة الثلاثين في DJIA. ومع ذلك ، لكي تظهر شركة في DJIA ، يجب أن تمثل جزءًا كبيرًا من الأنشطة الاقتصادية في الولايات المتحدة. يجب أيضًا أن تكون الشركة مدرجة في بورصة ناسداك أو بورصة نيويورك وأن تكون من بين الشركات الكبرى في القطاع الصناعي.
تم إنشاء مؤشر DJIA لقياس تحركات الشركات الرائدة في الولايات المتحدة العاملة في الأنشطة الصناعية مع الترجيح بالسعر، مما يعني أن الأسهم ذات سعر السهم الأعلى لها وزن أكبر في المؤشر من الأسهم ذات سعر السهم المنخفض، حيث يتم إضافة سعر 30 سهمًا في المؤشر معًا ثم يتم تقسيمها على معامل التقسيم، المعروف باسم معامل داو للتقسيم.
على سبيل المثال ، إذا كان المؤشر يتكون من ثلاثة أسهم سعر السهم الأول 13 دولار وسعر السهم الثاني 17 دولار وسعر السهم الثالث 70 دولار، فإن السهم الأعلى سعرا سيمثل 70٪ من القيمة الإجمالية لجميع الأسهم في المؤشر. لذلك ، فإن ارتفاع سعر هذا السهم سيكون له تأثير أكبر على القيمة الإجمالية للمؤشر الكلي مقارنة بزيادة سعر السهم البالغ 10 دولارات.
على الرغم من قدم وقوة المؤشر إلا أن مؤشر داو جونز الصناعي ليس أفضل مؤشر يعكس أداء السوق ككل لأنه يتضمن 30 سهمًا فقط مع تداول أكثر من 5300 سهم عادي في بورصة ناسداك وبورصة نيويورك، مما قد يكون تمثيل أقل من 1٪ من إجمالي سوق الأوراق المالية مضللًا وقد لا يصور الحالة الفعلية للاقتصاد إضافة إلى كونه مرجحا بالأسعار، أي أن السهم ذو القيمة الأكبر هو الأقوى تأثيرا على المؤشر، في حين قد لا يكون بهذه القوة في الاقتصاد نفسه.
مؤشر ستاندرد اند بورز S&P 500
بدايته كانت عام 1957 كمؤشر لسوق الأوراق المالية بهدف رصد وتتبع قيمة 500 شركة مدرجة في بورصة نيويورك NYSE وبورصة ناسداك NASDAQ. من قبل شركة بيانات مالية Standard & Poor’s تعمل كقسم في الكيان الأم S&P Global وهي شركة رائدة في السوق في توفير البيانات و تحليل الأسواق المالية والمؤشرات المعيارية والتصنيفات الائتمانية للشركات والبلدان.
مؤشر Standard and Poor’s 500 ، والمختصر S&P 500 هو مؤشر يضم أسهم 500 شركة متداولة معلنة في الولايات المتحدة مع أعلى قيم للقيمة السوقية لنتاج عدد الأسهم القائمة للشركة وسعر سهمها لذلك فإن الشركات التي تم اختيارها لتمثيل S&P 500 هي الأكبر والأكثر رسوخًا في الولايات المتحدة والمفتوحة للتداول العام ، مثل Apple و Amazon و Johnson & Johnson و Microsoft، لذلك يعتبر مؤشر S&P 500 ممثلًا جيدا لسوق رؤوس الأموال الكبيرة في الولايات المتحدة، ويتم حسابه باستخدام طريقة رسملة السوق الحرة، حيث تشير القيمة السوقية للأسهم الحرة إلى قيمة الأسهم المتاحة للتداول العام باستثناء جميع الأسهم التي يملكها مديرو الشركة أو أصحابها أو المروجون.
تضع لجنة المؤشر معايير واعتبارات يجب أن تستوفيها الشركة ليتم إدراجها في مؤشر S&P 500، أهمها
- أن تكون الشركة من الولايات المتحدة.
- ألا تقل قيمتها السوقية عن 8.2 مليار دولار.
- أن تكون 50٪ على الأقل من أسهمها القائمة متاحة للتداول العام.
- يجب أن يكون مجموع أرباحها في الأرباع الأربعة السابقة موجبا
مع الوضع في الاعتبار أن مكونات المؤشر تتغير باستمرار بتغير ظروف السوق وتقلب أسعاره
أي المؤشرات الثلاثة يعتبر الأفضل؟
ترتبط تحركات المؤشرات الثلاثة ارتباطًا وثيقًا باعتبارهم مرآة انعكاس حركة السوق الأمريكي فإن الثلاثة جميعًا يرتفعون أو ينخفضون تقريبا معنا، لكن مدى المكاسب أو الخسائر يختلف لكل مؤشر طبقا للاستراتيجية المستخدمة في التداول أو خطة الاستثمار التي يتم الاعتماد عليها
هناك ثلاث نقاط اختلاف رئيسية بين المؤشرات الثلاثة يجب وضعها في الاعتبار وهي
- المعايير التي يستخدمها كل مؤشر لإدراج الأسهم
- طريقة ترجيح الوزن النسبي لكل مكون في المؤشر
- حجم الأسهم التي يغطيها كل مؤشر
ناسداك Nasdaq و S&P 500 مرجحان بالقيمة السوقية، في حين يقوم مؤشر داو جونز DJIA بالترجيح بناء على سعر السهم نفسه، وهذه نقطة في صالح الناسداك و S&P 500 إلى جانب التغطية أكبر لعدد أكبر من الأسهم مقارنة بداو DJIA
إذا كنت ترغب متابعة قطاع عريض من السوق فإن S&P 500 هو الأفضل والأعلى ربحية، حيث أن النظرة له تعتبر الأكثر شمولية للتحركات، في حين أو أردت اللعب مع الكبار مع أسهم الشركات القيادية الكبرى فإن مؤشر الداو DJIA هو الاختيار مع وضع الاعتبارات المذكورة عنه مسبقا في الاعتبار، وأخيرا إذا كنت مهتما بالقطاع التكنولوجي بشكل أساسي فإن مؤشر ناسداك Nasdaq يكون هو اختيارك في هذه الحالة
وأخيرا حالة المخاطرة، والتي تمثل معيارا مهما في التعامل مع السوق عموما، ومع المؤشرات الثلاثة بشكل خاص، في حالة ارتفاع شهية المخاطرة والرغبة في التعامل مع الأسواق الصاعدة يمكن لمؤشر S&P 500 تحقيق مكاسب أعلى مقارنة بمؤشر داو جونز بسبب وجود المزيد من القطاعات وأسهم الشركات الصغيرة في محفظته، وقد يحدث العكس أثناء فترات الركود أو العزوف على المخاطرة عندما ينتقل المستثمرون إلى الملاذ الآمن الذي توفره أسهم الشركات الكبرى الأعلى سعرا والأكثر رسوخا من الناحية المالية، وهو ما يوفره مؤشر الداو DJIA
مؤشرات الأسهم عبارة عن مجموعات من الأسهم تم حسابها وتصميمها لتمثيل أداء سوق الأوراق المالية او جزء منه بشكل يجعل منها مقياسا لأداء الأسواق وكثيرا ما يستخدم المستثمرون المؤشرات لتتبع وقياس أداء الاستثمار ...
على الرغم من قدم وقوة المؤشر إلا أن مؤشر داو جونز الصناعي ليس أفضل مؤشر يعكس أداء السوق ككل لأنه يتضمن 30 سهمًا فقط مع تداول أكثر من 5300 سهم عادي في بورصة ناسداك وبورصة نيويورك، مما قد يكون تمثيل أقل من 1٪ من إجمالي سوق الأوراق المالية مضللًا وقد لا يصور الحالة الفعلية للاقتصاد إضافة إلى كونه مرجحا بالأسعار، أي أن السهم ذو القيمة الأكبر هو الأقوى تأثيرا على المؤشر، في حين قد لا يكون بهذه القوة في الاقتصاد نفسه...
ناسداك Nasdaq و S&P 500 مرجحان بالقيمة السوقية، في حين يقوم مؤشر داو جونز DJIA بالترجيح بناء على سعر السهم نفسه، وهذه نقطة في صالح الناسداك و S&P 500 إلى جانب التغطية أكبر لعدد أكبر من الأسهم مقارنة بداو DJIA ...