دليل وشرح Ethereum Name Service؟ وعملته الرقمية ENS

في الأيام التي كان فيها الانترنت لا يزال في مراحله الأولى، كانت هناك مشكلة رئيسية تواجه المستخدمين، وهي أسماء النطاقات لم تكن مطابقة لعناوين بروتوكول الإنترنت (IP)، مما جعل الانترنت مكان غير ودود للمستخدم العادي. حيث وللوصول إلى موقع ويب معين مثلا الموقع الالكتروني لمنصة المتداول العربي، كان على المستخدمين تذكر وكتابة سلسلة من الأرقام المعقدة المكونة لعنوان IP.

بمرور الوقت ومع تطور التكنولوجيا، أصبحت العناوين الرقمية للأجهزة والخدمات أكثر تعقيدا، خاصة في عالم العملات المشفرة. أي خطأ في إدخال هذه العناوين يمكن أن يؤدي إلى فقدان الأموال بشكل لا رجعة فيه، نظرا لعدم وجود سلطة مركزية يمكن الرجوع إليها لتصحيح الأخطاء أو استرداد الأموال هنا تأتي أهمية خدمة اسم الايثيريوم (ENS) والتي سنتناولها بشيء من التفصيل خلال هذا المقال

 

ماهو (ENS)؟ وما الهدف منه؟

في الماضي، كان تحديد الهوية على الانترنت يعتمد بشكل أساسي على عناوين IP، وهي مجموعات من الأرقام المعقدة والغير سهلة للمستخدم العادي. هذه المشكلة تم حلها بشكل جزئي مع ظهور نظام أسماء النطاقات (DNS)، الذي يتيح استخدام أسماء واضحة ومألوفة بدلا من سلاسل الأرقام.

مثال: 0x71C7656EC7ab88b098defB751B7401B5f6d8976F

الخطأ في إدخال هذه العناوين يمكن أن يؤدي إلى فقدان الأموال بشكل دائم، نظرًا لطبيعة البلوكتشين التي تفتقر إلى السلطة المركزية لتصحيح الأخطاء أو استرداد المعاملات.

هذه يتطلب دقة مطلقة تجعل استخدام البلوكشين والعملات المشفرة مهمة شاقة للمستخدمين العاديين. تعتبر ENS محاولة لجعل عالم العملات المشفرة أكثر ودية وسهولة في الاستخدام، عبر توفير نظام تسمية يسمح باستخدام أسماء يسهل على الإنسان قراءتها بدلا من العناوين المعقدة.

تماما كما غيّر نظام أسماء النطاقات (DNS) طريقة استخدامنا للإنترنت، تقدم خدمة ENS حلا مماثلا لعالم العملات المشفرة. تعمل خدمة ENS كنظام تسمية موزع ومفتوح وقابل للتوسيع، يعتمد على تقنية البلوكشين لتوفير نظام تسمية آمن وشفاف. في هذا السياق، تظهر أهمية خدمة أسماء الإيثريوم (ENS)، التي تشبه إلى حد كبير DNS في وظائفها ولكن مع تعديلات تناسب بنية واحتياجات شبكة الإيثريوم.

الهدف من ENS هو ربط الأسماء التي يسهل على الإنسان قراءتها، مثل "cactus.eth"، بالعناوين التقنية التي تستخدم في الشبكة، مثل عناوين الإيثريوم. هذا يسمح للمستخدمين بإرسال الأموال والتفاعل مع عناوين سهلة القراءة بدلا من سلاسل الأرقام والحروف المعقدة. كما هو الحال في نظام DNS، تتبع خدمة ENS نظاما هرميا لأسماء المجالات، حيث يمكن لمالكي النطاقات التحكم في النطاقات الفرعية. هذا يساهم في زيادة الكفاءة والأمان في إدارة العناوين والتعاملات على شبكة الايثيريوم.

توضح الورقة البيضاء ووثائق ENS الرسمية أن النظام لديه أهداف مشابهة لـ DNS، لكنه يتميز ببنية مختلفة بسبب القدرات والقيود التي تفرضها تقنية البلوكشين الخاصة بالإيثيريوم. يتيح هذا النظام للمستخدمين التفاعل مع شبكة الإيثيريوم بطريقة أكثر سهولة وأمانا، مما يجعل تقنية البلوكشين أكثر قابلية للاستخدام والوصول إلى عدد أكبر من الناس.

يمكن القول بأن خدمة ENS تمثل خطوة مهمة نحو تبسيط وتحسين تجربة المستخدم في عالم العملات المشفرة، مما يساعد في جعل تقنية البلوكشين أكثر ودية وسهولة في الاستخدام للجميع.

 

كيف يعمل ENS؟

النظام يقوم على مكونين أساسيين: السجل والمحللون.

1. السجل (Registry): هذا الجزء من النظام يحتوي على عقد ذكي يحتفظ بقائمة كاملة بالنطاقات والنطاقات الفرعية. يخزن التسجيل معلومات مثل مالك النطاق، المحلل المعين، ومدة البقاء في الذاكرة المؤقتة للسجلات. ويتيح هذا للمستخدمين تحديد محللات محددة لأسمائهم وإدارة ملكية النطاقات.

2. المحللون (Resolvers): هذه العقود الذكية مسؤولة عن "ترجمة" الأسماء إلى عناوين.

عملية الحل تتكون من خطوتين:

أولا، يتم الاستعلام عن المحلل المسؤول عن اسم معين من التسجيل، ثم يتم طلب العنوان من هذا المحلل. وهو ما يضمن أن النظام يبقى مرن وقابل للتوسيع. مثل DNS، تستخدم ENS بنية هرمية للأسماء مع نطاقات فرعية، مما يسمح لمالكي النطاق بالتحكم الكامل في نطاقاتهم الفرعية.

وهو ما يزيد من الأمان والمرونة في إدارة الأسماء داخل الشبكة. بهذه الطريقة، تساعد ENS في تبسيط التعاملات والتفاعلات على شبكة الإيثريوم، مما يجعلها أكثر سهولة وأمان للمستخدمين.

بتقديم واجهة مستخدم ودودة وفعالة، تعمل ENS على تعزيز اعتماد واستخدام تقنية البلوكشين في مختلف الاستخدامات، مما يفتح الباب لمزيد من الابتكارات والتطورات في هذا المجال.

 

التمييز بين DNS و ENS وتأثيرها على تجربة المستخدم في العملات المشفرة

تم تطوير خدمة أسماء النطاقات (DNS) في عام 1983 بواسطة عالم الكمبيوتر الأمريكي "بول موكابتريس"، على إثر البحوث التي أجرتها العالمة الأمريكية "إليزابيث فاينلر".

كانت الغاية من DNS هي تسهيل استخدام الإنترنت عن طريق ربط عناوين IP بأسماء نطاقات واضحة ومفهومة للإنسان. هذا التطور سهّل على المستخدمين كتابة اسم موقع الويب بدلا من الحاجة إلى تذكر وإدخال سلسلة معقدة من الأرقام. بطريقة مشابهة، تعمل خدمة أسماء الإيثريوم (ENS) على جعل عالم العملات المشفرة أكثر ودية وسهولة في الاستخدام.

تحول ENS عناوين العملات المشفرة، المعقدة بطبيعتها، إلى أسماء يسهل قراءتها ومشاركتها بين الأشخاص والتطبيقات.

 

كيفية تسجيل وحوكمة نطاق في ENS

تسجيل نطاق في ENS هو عملية بسيطة ومباشرة. يمكن للمستخدمين استخدام محفظة إلكترونية مثل MetaMask لزيارة الموقع الرسمي لـ ENS واختيار اسم نطاق.

يتم فحص توفر النطاق، وبعدها يتبع المستخدمون خطوات محددة لإتمام التسجيل.

تتميز حوكمة ENS بتعدد الجهات والأطراف وتنوعها. يتم إدارة ENS من خلال استخدام العملة الرقمية ENS، وهو رمز قياسي يستند إلى معيار ERC-20 على بلوكشين الايثيريوم. يتم استخدام هذا الرمز الرقمي في إدارة النظام، حيث يمكن لحاملي الرمز تقديم المقترحات والتصويت عليها.

تم توزيع هذا الرمز الرقمي من خلال توزيع مجاني (ايردروب) للمستخدمين الأوائل الذين سجلوا اسم نطاق ENS.

ENS DAO:

تتم إدارة ENS من قبل منظمة لا مركزية مستقلة (DAO)، تعمل بروح اللامركزية وتخضع لحاملي العملة الرقمية ENS. يمكن لحاملي العملة تقديم المقترحات والتصويت عليها لتحديد مسار تطوير البروتوكول.

مؤسسة ENS:

مؤسسة ENS، تتخذ من جزر كايمان مقرا لها، تمثل DAO وتعمل لعدة أغراض، بما في ذلك الامتثال للمتطلبات الضريبية وإبرام العقود مع شركات أخرى. توفر هذه المؤسسة مسؤولية محدودة للمشاركين في DAO.

خلاصة القول:

يمثل مشروع ENS تطورا مهم في مجال العملات المشفرة ويعتبر خطوة نحو حل المشاكل المتعلقة بتجربة المستخدم. بتبسيط العناوين وجعلها أكثر قابلية للقراءة والاستخدام، تحسن ENS تجربة المستخدم بشكل مماثل لما قام به DNS في مجال الانترنت.

وعلى عكس DNS الذي يعتمد على خوادم مركزية وبالتالي يكون أكثر عرضة للاختراق، توفر ENS مستوى أمان أعلى بفضل تأمينها عبر بلوكشين الايثيريوم. هذا الابتكار يفتح آفاق جديدة ويسهم بشكل كبير في انتشار واستخدام تقنية البلوكشين.

 

اقرأ أيضا:

ماهو مشروع Worldcoin الذي أطلقه مؤسس شركة OpenAI؟ 

 
الأسئلة الأكثر شيوعًا:

فعناوين الايثيريوم، مثلا، هي مجموعات طويلة ومعقدة من الأرقام والحروف، مما يجعل من الصعب على المستخدمين العاديين تذكرها أو استخدامها بسهولة. الخطأ في إدخال هذه العناوين يمكن أن يؤدي إلى فقدان الأموال بشكل دائم، نظرًا لطبيعة البلوكتشين التي تفتقر إلى السلطة المركزية لتصحيح الأخطاء أو استرداد المعاملات. في هذا السياق، تظهر أهمية خدمة أسماء الإيثريوم (ENS)، التي تشبه إلى حد كبير DNS في وظائفها ولكن مع تعديلات تناسب بنية واحتياجات شبكة الإيثريوم.

تم تطوير خدمة أسماء النطاقات (DNS) في عام 1983 بواسطة عالم الكمبيوتر الأمريكي "بول موكابتريس"، على إثر البحوث التي أجرتها العالمة الأمريكية "إليزابيث فاينلر". كانت الغاية من DNS هي تسهيل استخدام الإنترنت عن طريق ربط عناوين IP بأسماء نطاقات واضحة ومفهومة للإنسان. هذا التطور سهّل على المستخدمين كتابة اسم موقع الويب بدلا من الحاجة إلى تذكر وإدخال سلسلة معقدة من الأرقام. بطريقة مشابهة، تعمل خدمة أسماء الإيثريوم (ENS) على جعل عالم العملات المشفرة أكثر ودية وسهولة في الاستخدام. تحول ENS عناوين العملات المشفرة، المعقدة بطبيعتها، إلى أسماء يسهل قراءتها ومشاركتها بين الأشخاص والتطبيقات.

الندوات و الدورات القادمة