نظرة على أداء الذهب، الين والدولار الأمريكي.

ميشال صليبي.

كبير محللّي الأسواق المالية في FxPro.

مؤشر الدولار (DXY) يتحسن ويقترب من مستوى 105.00، مما يعكس مكاسب ملحوظة هذا الأسبوع خصوصا مع تركيز المستثمرين على البيانات الواردة في ظل التكهنات بموعد بدء دورة أسعار الفائدة ان كان في شهر يونيوأو شهر يوليو. الأسواق تترقب صدور بيانات التوظيف في القطاع الخاص، ومتوسط الأجور في الساعة، بالاضافة لمعدل البطالة لشهر مارس لقياس صحة الاقتصاد خصوصا مع تشديد الاحتياطي الفيدرالي على مراقبته مؤشرات النمو الاقتصادي. اضافة أيضا لتقرير نشاط الأعمال  من ISM لشهر مارس، الذي صدر ويظهر أعلى نمو منذ سبتمبر 2022، مما قد يحفّزعدم اندفاع مجلس الاحتياطي الفيدرالي لبدء دورة التخفيف. الجدير ذكره هو أن مؤشر الدولار الأمريكي سجل مكاسب تخطت 3% خلال الربع الأول من العام 2024 على الرغم من كل التصريحات حول بدء خفض أسعار الفائدة.

من منظور فني وضمن الاطار الزمني اليومي اليومي يبدو أن الزخم الشرائي متزايد لمؤشر الدولار. كما أن مؤشر القوة النسبية (RSI) يحوم ضمن المنطقة الايجابية، مما يعتبر عادة إشارة صاعدة. بالإضافة إلى ذلك، يعرض مؤشر التقاطع وتباعد المتوسط المتحرك (MACD) شريطًا أخضر متصاعدًا، مما يعزز التركيز على الزخم الصاعد. 

أما الين الياباني فهو يتداول باتجاه سلبي مقابل نظيره الأمريكي لليوم الثاني على التوالي، مع تطلع الدببة الآن إلى تسجيل أدنى مستوى للين لعقود منذ الأسبوع الماضي. وقد أعلن بنك اليابان (BoJ) عن لهجة تيسيرية في نهاية اجتماع مارس وامتنع عن تقديم أي توجيه بشأن وتيرة رفع اضافي لاسعار الفائدة. وهو بالطبع يقوض الين ويضغط بشكل ايجابي لزوج USDJPY. تزامنا يظل المستثمرون متشككين في أن السلطات اليابانية ستتدخل في الأسواق لوقف أي ضعف مستقبلي للين. كما ان استقرار عوائد سندات الخزانة اليابانية عند مستوياتها المتدنية وعودة الزخم لعوائد سندات الخزانة الأمريكية يعمّق من الفجوة بينهما مما يضغط بدوره سلبا على الين.

من منظور فني، قد يظل العمل بالنطاق الذي شهدناه على مدار الأسبوعين الماضيين على أنه مرحلة تجميع هابطة على خلفية ارتفاع قوي من القاع الذي شهدته السوينغ في مارس. علاوة على ذلك، فإن المؤشرات الاهتزازية على الرسم البياني اليومي تحتفظ بمكانتها في المنطقة الإيجابية ولا تزال بعيدة عن المنطقة المفرطة في الشراء. سيكون من الحكمة الانتظار لاستئناف حركة ما وراء أعلى مستوى منذ عقود، حوالي 152.00 ، المسجلة الأسبوع الماضي، قبل التمهيد لأي حركة تقديرية مستقبلية. من ناحية أخرى، قد يُنظر تبرز منطقة 151.00 كمستوى دعم للزوج يليها 150.25.

من جهة أخرى أسعار الذهب تكتسب زخمًا صعوديًا بداية هذا الأسبوع وقد سجلت مكاسب ناهزت 10% خلال الربع الأول من عام 2024. على الرغم من عودة الزخم للدولار الأمريكي بسبب التوقعات المتفائلة للاقتصاد الأمريكي تزامنا مع ارتفاع عوائد سندات الخزانة الأمريكية خصوصا لأجل 10 سنوات التي عادت لتستقر فوق مستوى 4.30%. حاليا تتماسك الأسعار على الحركة الهابطة التصحيحية من القمة القياسية عند منطقة 2266$ المسجلة يوم الاثنين. تتجه جميع الأنظار الآن نحو مجموعة جديدة من البيانات الاقتصادية الأمريكية أهمها بيانات التوظيف يوم الجمعة بالاضافة الى خطابات مسؤولي البنك الاحتياطي الفيدرالي Fed من أجل الحصول على الزخم التالي على التداول في أسعار الذهب.

من الناحية الفنية، يشكل مستوى المقاومة عند منطقة 2,250$ وهو مستوى قوي على الأسعار الثبات فوقه لمحاولة اختراق 2265$ ومن ثم اختبار مستوى 2300$ . في هذه الأثناء، فإن مؤشر القوة النسبية (RSI) تحول إلى الانخفاض بينما يتحرك ضمن مناطق تشبع شرائي مفرطة. من الجانب السفلي يظهر الدعم عند القمة القياسية السابقة عند منطقة 2236 $ التي وصلت اليها الأسعار يوم الخميس. وقد يؤدي كسر هذه المنطقة الأخيرة إلى تحفيز الانخفاض نحو حاجز منطقة 2200$.