تعليقي على بيانات التضخم الأمريكية لشهر يوليو — 14 أغسطس 2024

في يوليو، جاءت بيانات مؤشر أسعار المستهلكين (CPI) متماشية بشكل كبير مع توقعات الاقتصاديين وتطلعات السوق. سجل مؤشر أسعار المستهلكين زيادة سنوية بنسبة 2.9%، وهي أدنى نسبة منذ مارس 2021. وفي الوقت نفسه، سجل مؤشر أسعار المستهلكين الأساسي، الذي يستثني العناصر المتقلبة مثل الغذاء والطاقة، زيادة بنسبة 3.2%، وهي أدنى نسبة منذ أبريل 2021. تعكس هذه الأرقام اتجاه التراجع المستمر في التضخم، مما من المحتمل أن يعزز الثقة بين مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي في التقدم المستمر نحو تحقيق الاستقرار في الأسعار.

على الأساس الشهري، زاد مؤشر أسعار المستهلكين بنسبة 0.2%، حيث إنعكس الانخفاض الذي سجلته الشهر الماضي بنسبة -0.1%، وكاسراً سلسلة الانخفاضات الشهرية التي استمرت منذ فبراير. بالمثل، ارتفع مؤشر أسعار المستهلكين الأساسي بنسبة 0.2%، مسجلاً أول زيادة له منذ يناير من هذا العام. على الرغم من أن هذه الأرقام قد تبدو غير جيدة في البداية، فإن التقرير التفصيلي لمؤشر أسعار المستهلكين يكشف عن دلالات أكثر إيجابية للاحتياطي الفيدرالي.

عند مراجعة تقرير مؤشر أسعار المستهلكين (CPI) الأخير، يتضح أن المصدر الرئيسي لتراجع التضخم هو ضمن فئة السلع. على الرغم من أن التضخم في قطاع الخدمات لا يزال مرتفعًا نسبيًا، إلا أن هناك تطورًا إيجابيًا: فقد تباطأ تضخم الخدمات الأساسي إلى 4.9%، وهو أدنى مستوى له منذ ما يقارب العامين. ورغم استمرار بقاء التضخم في قطاع الخدمات حول مستويات مرتفعة، فإن الاتجاه العام الملحوظ في تضخم الخدمات الأساسي يشير إلى أنه في طريقه للتراجع تدريجيًا.

بوجه عام، يستمر مؤشر أسعار المستهلكين (CPI) في دعم الرؤية بأن التضخم يتجه نحو تحقيق هدف 2% في المستقبل القريب. ومع ذلك، قد لا تفي الأرقام الشهرية ببعض التوقعات المبالغ فيها، التي توقعت خفضًا بمقدار 50 نقطة أساس في أقرب وقت بحلول سبتمبر. كانت هذه التوقعات، عند النظر إليها الآن، مبالغة أكثر من اللازم. حاليًا، تقوم الأسواق بتسعير احتمالية خفض بمقدار 25 نقطة أساس في الاجتماع القادم بنسبة تقريبية تبلغ 60%. ومن المتوقع أن تزيد هذه الاحتمالية مع استمرار الأسواق في إستيعاب البيانات الأخيرة.

لم يُسبب تقرير مؤشر أسعار المستهلكين الأخير تحركات كبيرة في الأسواق، وذلك لأن البيانات جاءت متماشية بشكل كبير مع التوقعات، مما قلل من فرص حدوث تقلبات. تعتبر هذه البيانات مواتية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي، حيث تدعم موقفه الرئيسي. يظل مؤشر الدولار الأمريكي (DXY) ثابتًا فوق مستوى 102.40، بينما أظهرت عوائد سندات الخزانة الأمريكية استجابة متباينة: حيث ارتفعت العوائد على السندات قصيرة الأجل قليلاً، في حين تراجعت العوائد على السندات طويلة الأجل (30 عاماً). تعكس هذه التحركات تسعير السوق لمسار خفض الفائدة المؤكد.