كانت الصراعات منذ القدم تقوم على مقاصد ومسببات عدة، معظمها يكون بدوافع أساسها ما يتعلق بجانب الحياة والمعيشة، كالصراعات على المراعي ومصادر المياه والغذاء، ومنها ما يتعلق بالاقتصاد، كالصراعات على الممرات التجارية المائية والبرية وغيرها، ثم تطورت الصراعات لتكون على منابع النفط والغاز وكذلك مناجم الذهب والفحم وغيرها من الأمور التي تعد أساسية في عصرنا الحاضر، وتطورت كذلك معها الأدوات المستخدمة في تلك الصراعات مع تطور التكنولوجيا والتقنية وتقدم العلم الحديث.
منذ قرون عدة برزت أسواق المال لتكون وجهاً آخر من ساحات البحث عن المال وتحقيق الربح والثروة، ربما من الصعب إدراجها ضمن ساحات المعارك والصراع، لأنها تعد إحدى القنوات الاستثمارية التي تستثمر بها الجهات الرسمية كالحكومات والقطاع الخاص وكذلك الأفراد حول العالم، لكن عندما يتعلق الأمر بالبحث عن الربح والثروة وزيادة الدخل، فإنه من المعلوم أن تحقيق الربح في الأسواق لطرف ما يقابله خسارة لطرف آخر، لذلك هذا السباق المحموم على نيل الربح يحتاج إلى أدوات يمكن تشبيهها بسلاح لخوض هذه المغامرة ولضمان تحقيق الربح وكذلك فهم عميق للأخطار التي تتضمنها.
لذلك من المهم معرفة المستثمر في الأسواق المالية للأدوات التي تمكنه من النجاح في هذه الأسواق، وللمسببات التي تؤثر في حركتها إيجابا وسلبا، وتعد الأدوات مجالا واسعا وكبيرا ومتنوعا من الصعب على كل مستثمر أو متداول الإلمام بها جميعا، لكن هناك بعض الأساسيات التي لا بد من معرفتها وفهمها. سنختصر بهذا المقال أهم تلك الأدوات والمؤثرات في أسواق المال.
من أهم الأدوات: تتبع الاتجاه العام للسوق وزيادة المراكز في الاتجاه الصاعد وتخفيضها في الاتجاه الهابط (وقد تحدثنا بمقال سابق عن أهمية الاتجاه)، وكذلك تعد المتوسطات المتحركة من الأدوات المهمة. فمتوسط خمسين يوما يمثل أهمية للمستثمر متوسط المدى (من ثلاث شهور إلى عام) بينما يعد متوسط مئتي يوم مهما للمستثمر طويل المدى (أكثر من عام). وكلما كانت الأسعار أعلى من متوسطاتها السابقة كانت إيجابية والعكس تماما. وأيضاً تعد السيولة المحرك الأساس للأسواق ووقودها وهي تؤكد الاتجاه بغض النظر أكان صاعدا أم هابطا. لذلك عندما تكون الأسواق في اتجاه صاعد فارتفاع السيولة يؤكد اتجاهها، وعندما تكون الأسواق في اتجاه هابط فارتفاع السيولة يعد تأكيدا لاستمرار الهبوط. وهذه المعايير الثلاثة السابق ذكرها (الاتجاه - المتوسطات - السيولة) تعد أساسية للتعامل مع الأسواق المالية.
أما من جانب المؤثرات في حركة الأسواق، فلا بد للمستثمر أن يكون ملما بأن حركة الأسواق غالبا ما تستبق الأحداث (المؤثرات)، وهذه المؤثرات متنوعة ومتعددة، لكن ما يمكن تصنيفه على أنه رئيسي ومباشر في حركتها، أولا ارتفاع التضخم الذي يتبعه رفع لمعدلات الفائدة وبالتالي ارتفاع للدولار، ويعد رفع الفائدة من أكثر المؤثرات سلبا في أسواق المال بينما خفضها يكون إيجابيا للأسواق. لذلك عندما تصل معدلات التضخم لمستويات عالية تبدأ الأسواق بالانخفاض، لأنها تستبق رفع الفائدة وبالتالي ارتفاع الدولار اللذان يسيران باتجاه معاكس للأسواق، والعكس تماما فعندما يبدأ التضخم بالانخفاض فإن الأسواق تبدأ بالارتفاع لأنها تستبق خفض معدلات الفائدة التي تكون نتيجة لانخفاض التضخم وبالتالي تراجع الدولار.
هذه أبرز الأدوات والمؤثرات التي لا بد لكل مستثمر ومتداول في أسواق المال من معرفتها، نسأل الله أن ينفع بها.
نقلا عن صحيفة الاقتصادية
Upcoming Educational Courses
How to manage your portfolio with the capital management
- Thursday 28 November 08:30 PM
- 120 Minute
- Malak Hussaini
Free online
The Art of trading in the US Market
- Sunday 01 December 08:30 PM
- 120 Minute
- Bassam AlObaid
Free online
Trade price breakouts of currencies and stocks in a professional way
- Monday 02 December 08:30 PM
- 120 Minute
- Mohammed Salah
Free online