" الاقتصاد يدخل مرحلة ركود تضخمى تشبه تماما ما حدث فى سبعينيات القرن الماضي " ... هكذا وصف كبير الاقتصاديين في شركة أليانز ، دكتور محمد العريان ما يحدث حاليا فى الاقتصاد الأمريكى الذى سجل انكماشا واضحا فى الناتج المحلي فى الربع الأول من العام الجارى 2022 بنحو -1.4% و يستعد لانخفاض مماثل للربع الثاني كشرط أساسى لإعلان حالة الركود فى أكبر اقتصاد عالمى ، و لكن ماذا جرى فى السبعينيات حتى يستعيد العريان مشاهدها لاسقاطها على الوضع الراهن ؟!
- الرئيس ريتشارد نيكسون 1969 - 1974
بدء نيكسون عهده بتدخل واضح فى أعمال البنك الفيدرالى الأمريكى بغية خفض معدلات التضخم من 6% إلى نحو 4% فقرر تجميد التعيينات الحكومية الجديدة و كذلك إيقاف زيادات الرواتب لنحو ثلاثة أشهر ، مع توجيه الشركات لإيقاف توزيع أرباحها على المستثمرين ، ليظهر أثر ذلك على أداء مؤشر البورصة الأمريكية الرئيسى " داو جونز " ليرتفع بنحو 6% خلال عام 1971 و يليها بارتفاع اكبر بنحو 15% عام 1972 تحت محفز انخفاض معدل التضخم إلى 3.3% فقط
إلا أن صدمة نيكسون بفك ارتباط الدولار الأمريكي بالذهب و كذلك تضاعف أسعار النفط بنحو 16 مرة عقب الحظر العربى للنفط عاد بالتضخم إلى 6.2% عام 1973 و تضاعف تقريبا إلى نحو 11.1% عام 1974 ليتكبد مؤشر داو جونز خسائر هائلة بنحو 16% و 27.5% فى هذاين العامين على التوالى .
- الرئيس جيرالد فورد 1974-1977
حل فورد " غير منتخب " خلفا لنيكسون بعد فضيحة ووتر جيت مخاطبا الشعب الأمريكى بعبارات منطقية لحل الأزمة الاقتصادية الكبيرة " ساعد نفسك ساعد الدولة دعنا نقضى على التضخم " ... فوجه بتقليص الدعم الحكومي و تخفيض الضرائب على الشركات تحفيزا لزيادة المعروض من الانتاج ، و خاطب مواطنيه بتخفيض الطلب على استهلاك الغذاء بنحو 5% لتتراجع الأسعار فى ظل وفرة العرض ، و كذلك الحد من استهلاك الكهرباء و الوقود بنحو 5% ليوفر على الحكومة ربع مليون برميل من النفط يوميا .
لتظهر نجاحات خطة فورد على مؤشرات التضخم و اسواق المال ، ففى عام 1975 تراجع التضخم من 11% إلى 9% و انتعش داو جونز بنحو 38.3% ليتبعه فى عام 1976 انخفاض مهم فى معدل التضخم إلى نحو 6% و ارتفاع مؤشر داو جونز الرئيسى بنحو 17.8% لتنتهى مؤقتا فرضية ارتفاع الأسعار التى تلتهم بنهم القوة الشرائية للمواطن الأمريكى .
- الرئيس جيمى كارتر 1977-1981
قفز مؤشر التضخم أمام توجهات كارتر الاقتصادية فى ظل الأحداث العالمية وقتها ليسجل نحو 14.8% فى العام الأول من ولايته الوحيدة و انسحب ذلك على مؤشر داو جونز الذى تراجع بنحو 17.3% قبل أن يتم تعيين بول فولكر رئيسا للفيدرالى الأمريكى الذى طالب باستقلال كامل للبنك حتى يستطيع السيطرة على أورام التضخم المنتشرة فى الاقتصاد .
عمل فولكر فى ظل خطة واضحة مزجت ما بين روية نيكسون و فورد من تقليص المصروفات الحكومية بنحو 2% مرورا بوقف التعينات الجديدة و زيادة الرواتب و تثبيت معدلات الضرائب ، وصولا لرفعات شاهقة لأسعار الفائدة سجلت اقصاها نحو 21.5% عام 1981 ليتقهقر التضخم إلى نحو 3% عام 1983 بسبب تلك السياسة الاقتصادية العنيفة التى سببت كسادا مؤقتا خلال فترة رئاسة فولكر للفيدرالى فى عام 1987
ختاما ... إذن نحن حسب رؤية و توصيف العريان أمام مخاطر و تقلبات واسعة و عصبية مماثلة لما حدث فى السبعينيات قد تشهدها الأسواق حاليا على خلفية استعداد الفيدرالى لرفعات متتالية من الفائدة لكبح لجام التضخم الذى يلف العالم و ما ينتج عن ذلك من قرارات مركزية تؤثر فوريا فى اتجاهات الأسواق ككل ...
و كيف سيتصرف بايدن ساكن البيت الأبيض و رفيقه جيروم باول رأس الفيدرالى ، و كيف ستتعاطى من خلفه دول و أسواق العالم مع أزمة اقتصادية عالمية حادة الزوايا و متشابكة الأطراف ؟! ... و هل تنجح روشتات السبيعينات فى علاج تضخم 2022 رغم اختلاف المعطيات الراهنة كما و كيفا ؟! ربما .
Upcoming Educational Courses
How to kick-start 2025
- Thursday 09 January 04:00 PM
- 120 Minute
- Dominique El Khoury
Free online
The digital method and its applications to different pairs
- Thursday 09 January 08:30 PM
- 120 Minute
- Shant Bdzekov
Free online
Free online