الدولار والذهب أمام ضبابية المشهد .. كلمة السر عند الفيدرالي

بسم الله الرحمن الرحيم  
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين 

بيانات إقتصادية لم تحرك الدولار والذهب : 
الدولار الأمريكي يمارس تحركات سعرية في نطاق ضيق واستقراره الحالي يؤكد تزايد عدم اليقين في المشهد الاقتصادي وكذلك بالنسبة للذهب ولم يحددوا مسارهم الحالي بسبب ضبابية المشهد  
على الرغم من صدور بيانات هامة مثل بيانات الناتج الإجمالي الذي يعبر عن النمو الاقتصادي بالولايات المتحدة حيث أظهر تباطؤ في النمو الاقتصادي الأمريكي واللي صدر 1.1% بأقل من التوقعات التي كانت سجلت 2.0% وأقل من القرائة السابقة التي كانت عند 2.6% 
بإلإضافة إلي صدور معدلات الإنفاق الاستهلاكي والذي صدرت متحسنه وأفضل من التوقعات والذي يراقبها الفيدرالي والتي أثبتت بأن الضغوط التضخمية ما زالت مرتفعه أسعار الإنفاق الاستهلاكي صدرت 4.2% باعلي بكثير من التوقعات التي كانت تتوقع أن تسجل 0.5%  
 

راقبوا وشاهدوا ترجمة تلك الأحداث من خلال الرؤية الفنية المصورة المرفقة بالتقرير 
ونرحب بأرائكم وتعليقاتكم وإستفساراتكم على التقرير 

إستمرار أزمة البنوك : 
تتزايد من المخاوف من الركود الاقتصادي في ظل معدلات الفائدة المرتفعه وأزمة البنوك دخلت المعادلة الجديدة حيث خسر سهم فيرست ريبابليك بنك بنسبة 50% في تداولات يوم الجمعة ، بعد أنا أفادت روتيرز بأن البنك سيتم وضعه تحت سيطرة مؤسسة تأمين الودائع الفيدرالية الأمريكية FDIC وهناك أنباء بأن البنك سينضم إلي قائمة البنوك سيئة السمعة التي إنهارت بالفترة الماضية مثل سيليكون فالي وسيجنيتشر بنك  
وهناك أنباء بأن جي بي مورجان وكذلك مجموعة PNC قد يتقدموا بعروض نهائية لشراء البنك المتعثر قبل نهاية شهر إبريل  


مسار الذهب يحدده الدولار :
الذي يضمن إستمرار مسار الذهب الصعودي عدة عوامل أهمها :

تزايد المخاوف من حدوث ركود إقتصادي نتيجة معدلات الفائدة المرتفعة 

وضوح الرؤية بشأن الصورة النهائية لمعدلات الفائدة مع ضعف الدولار الأمريكي 

التوترات الجيوسياسية سواء بين روسيا وأوكرانيا أو بين الصين وتايوان وطبعا الولايات المتحدة الراعي الرسمي لتلك التوترات 

جميع تلك العوامل تدعم وتضمن صعود الذهب .. ولكن 


الإقتصاد الأمريكي في معضلة : 
الضغط التضخمية العنيدة قد تؤدي إلي إستمرار السياسة التشددية للفيدرالي الأمريكي والتي قد تؤدي إلي حدوث الركود الناعم وهذا ما يرغب تحقيقه الفيدرالي  
ومن جانب أخر تزايد البنوك التي قد تنضم لقائمة البنوك المتعثرة صاحبة السعة السيئة مع تراجع ثقة المودعين للجهاز المصرفي والبنكي الأمريكي .. مع إستغلال الفيدرالي الأزمة بتشديد القيود والرقابة على عمليات الائتمان للضغط على التضخم إلا أن ذلك سيؤدي إلي ركود قاسي جدا على الإقتصاد الأمريكي بسبب جفاف السيولة والدعم المالي على الشركات الناشئة  


الخلاصة  
الضغوط التضخمية تحتاج إلي سياسة تشددية وسيؤدي ذلك إلي ركود إقتصادي  
ومن جانب أخر  
أزمة البنوك تحتاج إلي سياسية تيسرية لدعم الإقتصاد الأمريكي وسيؤدي ذلك إلي الركود التضخمي بسبب عودة شراسة التضخم  
وربما ذلك جعل الدولار والذهب يضلوا الطريق في تحديد مسارهم بشكل مؤقت حتي أجتماع الفيدرالي الأمريكي يوم ٣ مايو القادم ولربما سيكون لديه العديد من الإجابات لتحديد مسار السياسة النقدية المستقبلية وتحديد ذورة معدلات الفائدة وهذا ما تحاول أن تسعره الأسواق  
بكل بساطة الإجابة عند الفيدرالي الأمريكي يوم ٣ مايو الساعة ٩ مساء بتوقيت السعودية 


تقبلوا تحياتي 
د. محمد الغباري