تقرير منتصف اليوم: الدولار ينتظر تعظيم الاستفادة من الهبوط الحاد لليورو
استمر اليورو في التعرض لضغوط هائلة على مدار اليوم نظرًا لتجدد مخاوف اليونان حيث صدر أحد التقارير التي أشارت إلى أن اليونان تسعى لتعديل الاتفاقية التي تم التوصل إليها في إطار القمة السابقة للاتحاد الأوروبي مستهدفةً من هذه المساعي تجنب تلقي مساعدات من صندوق النقد الدولي حتى يتسنى لها تفادي المزيد من التقشف الذي يلقى معارضة قوية من جانب شعب اليونان. عملت هذه الأنباء على إثارة الكثير من الشكوك حول موقف اليونان بصفة عامة كما جعلت خطة الإنقاذ برمتها محل شكوك وتساؤلات عديدة. في نفس الوقت بدأ اليورو في إظهار قدر كبير من الضعف مقابل الدولار الأمريكي بينما هبط الين إلى أقل المستويات مقابل الدولار الأسترالي.
وقد تحدثنا في الصباح عن ضعف (اليورو / أسترالي) اليوم مع تعرض (اليورو / كندي) لحالة مماثلة من الضعف حيث انخفض الزوج إلى 1.3385 مع توقعات بالهبوط إلى مستوى الدعم 1.3285.
كما هبط الإسترليني مقابل الدولار الأمريكي متأثرًا بالأنباء التي انتشرت بين متداولي العملات عن دعوة رئيس الوزراء البريطاني، جوردون براون، إلى إجراء الانتخابات في السادس من مايو القادم حيث تمثل الانتخابات العامة في المملكة المتحدة العامل الرئيس في تحديد مدى سرعة وفاعلية اتخاذ الإجراءات التي تستهدف خفض عجز الموازنة العامة والحد من تعاظم الدين الحكومي. جدير بالذكر أن جوردون براون يميل إلى استرتيجية خروج تدريجية من التسهيل النقدي وتحفيز الاقتصاد تجنبًا لخطر الهبوط في هاوية ركود حاد مرة أخرى بعدما ظهر من إشارات التعافي في المملكة المتحدة في حين تتضمن خطة حزب المعارضة، المحافظين، إجراءات من شأنها تطبيق خفض مباشر على الإنفاق الحكومي. على ذلك، يتعرض الإسترليني في الوقت الراهن لضغوط حادة جراء الشكوك التي تحيط بمستقبل الوضع السياسي في البلاد ونتيجة الانتخابات القادمة التي من الممكن أن توصل الموقف إلى أزمة برلمان معلق في حالة فشل الحزبين الحاكم والمعارض في حسم الموقف بتحقيق أغلبية في الانتخابات العامة.
في نفس الوقت، تمكن الدولار الأمريكي من الاستفادة من ضعف اليورو ليكتسب المزيد من القوة مقابل العملة الأوروبية الموحدة علاوة على تمكن الدولار الأمريكي من الحد من هبوطه مقابل عملات السلع. وتتحول الأنظار في الوقت الراهن إلى نتائج اجتماع الفيدرالي حيث ظهرت التساؤلات الكثيرة حول ما إذا كان الفيدرالي سوف يتمسك بقدر كبير من التفاؤل حيال مستقبل الاقتصاد الأمريكي وما يمكن أن يحققه من نمو. مع ذلك، من الممكن أن نرى تعهد سبق وأن رأيناه كثيرًا في نتائج اجتماع الفيدرالي بالحفاظ على معدلات الفائدة عند نفس المستويات القريبة من الصفر "لفترة ممتدة".
كان قرار بنك الاحتياطي الأسترالي برفع الفائدة إلى 4.25% مقابل المعدل السابق ، 4.00%، والوعود التي قطعها البنك المركزي على نفسه بالمزيد من إجراءات التقييد النقدي هي الأسباب التي أدت إلى ارتفاع الدولار الأسترالي مقابل الدولار بواقع 0.4%. كما أضافت تصريحات جلين ستيفنز، محافظ البنك المركزي، من العوامل التي أضافت المزيد من الدعم للعملة حيث صرح بأن "مع اقتراب قراءة النمو من الاتجاه الصحيح وتحقيق درجة أعلى من التوسع واقتراب معدل التضخم من هدف البنك المركزي، نرى أنه من الملائم أن يتم رفع الفائدة الاقتراب بها هي الأخرى من المتوسط" وبرفع الفائدة الأسترالية اليوم، وصل المعدل إلى منطقة قريبة جدًا من المتوسط الذي يبلغ ما يتراوح ما بين 5% و 6%.
كما كانت قوة الدولار الأسترالي مقابل نظيره النيوزلندي مذهلة حيث حقق زوج (الأسترالي / نيوزلندي) قفزة هائلة إلى مستوى 1.3229 مع توقعات باستمرار الارتفاع حتى مواجهة المقاومة القوية عند مستوى 1.3319 (ارتداد من 1.2408 إلى 1.2836 عند 1.3319مع تصحيح في إطار النسبة 61.8 فيبوناتشي من 1.1925 إلى 1.2928 عند 1.3346)