ثلاثة استنتاجات هامة من نتائج اجتماع الاحتياطي الأمريكي
بعد صدور نتائج اجتماع لجنة الاحتياطي الفيدرالي، لم تُظهر الأسواق ردة فعل قوية لتلك النتائج حيث لم توفر صورة واضحة للخطوات المقبلة وإنما اتسمت بقدر عالي من الإيجابية حول تطورات الوضع الاقتصادي الراهن. وفيما يلي ثلاثة استنتاجات رئيسية من نتائج الاجتماع والتي يمكن أن توفر رؤية أكثر وضوحاً حول توجهات أعضاء الاحتياطي الفيدرالي خلال الفترة المقبلة:
رفع الفائدة خلال ديسمبر المقبل أصبح شبه مؤكداً.
على الرغم من عدم تأكيد نتائج الاجتماع على تلك الرؤية بشكل مباشر، إلا أن اتفاق غالبية أعضاء اللجنة على أن رفع الفائدة خلال تلك الفترة سيكون ملائماً قد عزز من ثقة الأسواق وتوقعات رفع الفائدة الشهر القادم. وقد رأى أغلب المحللين بأن النبرة الإيجابية التي تحلى بيها أعضاء اللجنة تعكس عودة الثقة في قدرة الاقتصاد الأمريكي على تحقيق أهداف اللجنة.
الاحتياطي الفيدرالي على مقربة من تحقيق الأهداف المرجوة قبل رفع الفائدة.
أكدت النتائج مرة أخرى على ضرورة تحقيق ثلاثة أهداف رئيسية قبل إتخاذ القرار برفع الفائدة وهي:
- الوصول إلى معدلات التوظيف المستهدفة. كانت بيانات التوظيف لشهر أكتوبر قد أظهرت تحسناً فاق توقعات الأسواق بواقع 271 ألف.
- انحسار المخاطر المالية والاقتصادية العالمية. تخلى الاحتياطي الفيدرالي في بيانه الأخير عن المخاوف المتعلقة بشأن التطورات العالمية والتي قد تثقل عملية تعافي الاقتصاد الأمريكي وتضع المزيد من الضغوط على مستوى التضخم.
- اكتساب الثقة في قدرة معدل التضخم على استهداف النسبة 2%. أظهرت النتائج رفع اللجنة لتوقعات التضخم على المدى القريب بنحوٍ طفيف، بينما استقرت على المدى البعيد مع توقعات استهداف النسبة المرجوة 2% بنهاية العام 2018.
وبالنظر إلى البيانات الأمريكية خلال الفترة الأخيرة، فمن الواضح أن الاقتصاد بالفعل يقترب من تحقيق تلك الأهداف مما يدعم رفع الفائدة خلال الشهر القادم.
استقرار توقعات رفع الفائدة.
مازالت توقعات رفع الفائدة الأمريكية تستقر بأكثر من 70% على ديسمبر المقبل، ولم تشهد تغيراً حتى مع عدم إشارة النتائج بشكل واضح على إحتمالية مسار السياسة النقدية خلال الفترة المقبلة. ولكن على الجانب الأخر، فقد تعرض الدولار الأمريكي لضغوط بيعية مع عدم وجود دلالات واضحة على رفع الفائدة.