استنتاجات هامة من المؤتمر الصحفي للمركزي الأوروبي اليوم
استحوذ المؤتمر الصحفي للبنك المركزي الأوروبي كالعادة على اهتمام الأسواق العالمية خلال اليوم. وقد استحق مؤتمر اليوم هذا الانتباه، فقد احتوى على العديد من الإشارات حول توجهات السياسة النقدية و مصير الاقتصاد داخل منطقة اليورو الفترة المقبلة. فقد قام البنك بخفض توقعات النمو والتضخم بداية من العام الجاري وحتى عام 2017، كما أعلن استعداده للتدخل فوراً في حال استمرت الأوضاع على هذا النحو الذي خيب آمال البنك والأسواق. وبالنظر إلى تصريحات "دراجي" اليوم بنحو أكثر دقة، فقد نتمكن من استنتاج بعض النقاط الهامة والتي تتمثل في:
- قد يعجز اقتصاد منطقة اليورو على التعافي خلال الشهور القليلة المقبلة، خاصة مع توقعات تراجع الصادرات الأوروبية إلى الدول الاقتصادية الكبرى كالصين وغيرها من البلدان. الأمر الذي نتج عنه خفض توقعات النمو والتضخم بمنطقة اليورو حتى العام 2017، لتواصل استقرارها بعيداً عن هدف المركزي الأوروبي. هذا فضلاً عن تأكيد دراجي على استمرار الضغوط الهبوطية على تلك التوقعات، مما يشير إلى أن الاقتصاد مازال عرضة للمزيد من الضعف خلال السنوات القادمة. كما أكد "دراجي" على أن معدلات التضخم قد تنزلق إلى النطاق السلبي خلال الشهور المقبلة، ولكن ذلك هو بالأمر المؤقت تأثراً بالأوضاع الاقتصادية مؤخراً.
- إعلان "دراجي" اليوم بأن المركزي الأوروبي على استعداد للتحرك ومواجهة الضعف الاقتصادي داخل المنطقة، قد أشار إلى بعض السيناريوهات المحتملة وهي:
- مد فترة برنامج التيسير فيما بعد سبتمبر 2016، وهو الإطار الزمني المحدد سلفاً للبرنامج.
- زيادة حجم برنامج التيسير النقدي، والذي يبلغ حجمه 60 مليار يورو شهرياً.
- المزيد من خفض معدلات الفائدة، والتي تستقر حالياً عند 0.05%.
وفي حالة حدوث أياً من تلك السيناريوهات، فقد نرى اليورو يسجل مزيداً من الهبوط وبالأخص أمام الدولار الأمريكي الذي يستمد قوته من توقعات رفع الفائدة الأمريكية هذا العام، والتي تزايدت مؤخراً في ظل إيجابية البيانات الاقتصادية بالولايات المتحدة مؤخراً.
- من الواضح أن الأزمة الصينية الأخيرة قد دفعت المركزي الأوروبي لتغيير رؤيته للوضع الاقتصادي. جدير بالذكر أن تداعيات تباطؤ الاقتصاد الصيني خلال الفترة الماضية وما نتج عنه من هبوط في أسواق الأسهم العالمية، لاتزال غامضة ولكن تأثيرها على مسار النمو الاقتصادي العالمي فيما بعد لا يمكن إنكاره. على هذا النحو، فقد أعرب "دراجي" بأن البنك سوف يراقب تطورات الأسواق خلال الفترة المقبلة بكل حذر للتدخل في الوقت المناسب وإتخاذ التدابير اللازمة.