تأثير بيانات التوظيف الأمريكية على قرارات الاحتياطي الفيدرالي
فاجأت بيانات التوظيف الأمريكية لشهر مارس الاسواق بإضافة 126 ألف وظيفة فقط عقب أن استمرت لمدة 6 شهور أعلى مستوى 200 ألف، لكنها نجحت في إضافة 223 ألف وظيفة في إبريل مما يشير إلى تأثرها في مارس بعوامل مؤقتة مثل سوء الأحوال الجوية أو انخفاض أسعار النفط، ونظراً لأهمية بيانات العمل بالنسبة لقرار الاحتياطي الفيدرالي فيما يتعلق بتشديد السياسة النقدية، إضافة إلى أهميتها لتحركات الدولار في سوق العملات نستعرض من خلال هذا التقرير بعض النقاط الهامة في بيانات إبريل:
أولاً: جاءت قراءة شهر إبريل مقاربة للتوقعات التي أشارت إلى 224 ألف، مما عمل على تقليل معدلات البطالة من 5.5% إلى 5.4%. كما جاءت في صالح الدولار حيث استقرت الأسواق على إيجابية البيانات ما دامت القراءة أعلى 200 ألف.
وعلى الرغم من إيجابية البيانات إلا أنها لم تصل إلى مستويات الشهور الماضية التي فاقت التوقعات بقوة، لكن الأمر الجدير بالملاحظة أن معدلات البطالة تراجعت إلى أدنى مستوياتها منذ مايو 2008 في الوقت الذي زاد فيه معدل المشاركة من 62.7% إلى 62.8%، مما أعاد الثقة في سوق العمل الأمريكية مرة أخرى.
ثانيا: تمت مراجعة قراءة شهر مارس على نحو سلبي من 126 ألف إلى 85 ألف، مع ذلك تجاهل المتداولون ذلك نظراً لإشارة الاحتياطي الفيدرالي إلى تباطؤ نمو الاقتصاد مؤقتاً، الأمر الذي يعني تجاوز البيانات السلبية لشهر مارس والتركيز على التأكد من استمرار تعافي الاقتصاد.
ثالثاً: جاء تأثير البيانات مؤكداً على استمرار مسيرة تعافي الاقتصاد الأمريكي، فارتفع سهم داو جونز بما يقرب 1.5% يوم الجمعة، في حين صعد سهميS&P 500 و ناسداك بحوالي 1%. وبينما ظلت تحركات الدولار متباينة فور صدور البيانات، لكنه أنهى تداولات الجمعة مرتفعاً مقابل معظم العملات الرئيسية.
رابعاً: كررت جانيت يلين، محافظ الاحتياطي الفيدرالي، أن اللجنة تنتظر رؤية مزيد من الثقة في مكاسب سوق العمل، فإذا جاءت البيانات إيجابية لشهر آخر قد تدعم قرار رفع، لكن بعض أعضاء الاحتياطي الفيدرالي يرى ضرورة تحسن نمو الأجور، الذي حقق ارتفاعاً بنسبة 0.1% في إبريل مقابل التوقعات 0.2%.