تأثير فوز حزب سيرزا على اليورو خلال الفترة المقبلة
تعد الانتخابات اليونانية وفوز حزب "سيريزا" بالانتخابات هذا الأسبوع بمثابة نقطة تحول في مستقبل اليونان ومشكلة الديون، حيث أن فوز هذا الحزب قد يضع فرص حصول اليونان على مساعدات مالية على المحك.
في الوقت ذاته، وافق البنك المركزي الأوروبي والاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي على إصدار حزمة جديدة من المساعدات بشرط التزام الحكومة اليونانية بسياسة التقشف التي تعهدت بها الحكومة السابقة. بينما تزايدت قوة الحركة المناهضة للتقشف التي استطاعت الإطاحة بساماراس، رئيس الوزراء السابق، واختيار تسيبراس عضو حزب "سيريزا" لرئاسة الوزراء.
يذكر أن زيادة شعبية حزب "سيريزا" بين الناخبين تأتي من تعهد تسيبراس بالقضاء على معظم اجراءات سياسة التقشف وإعادة التفاوض بشأن الديون اليونانية، حيث قال في أحد تصريحاته: " اليونان تغلق صفحة من تاريخها تاركة خلفها سياسة التقشف الكارثية وخمس سنوات من الذل".
يبدو الأمر جيداً بالنسبة لدولة شهدت تعطيل النمو الاقتصادي لسنوات بسبب خفض الميزانية بشكل قوي ورفع الضرائب مما أصاب النظام المالي لليونان بأضرار شديدة.
وقد أعرب الاقتصاديون عن قلقهم بشأن فترة المواجهة بين الحكومة اليونانية الجديدة و البنك المركزي الأوروبي والاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي، الأمر الذي قد يؤدي إلى زيادة عدم الاستقرار وقد يؤدي إلى خروج اليونان من الاتحاد الأوروبي.
وكما هو ملاحظ افتتح اليورو تداولاته بفجوة سعرية مقابل معظم العملات الرئيسية عقب وجود توقعات كثيرة تشير إلى أن حالة عدم الاستقرار السياسي والمشاكل المتعلقة بالديون قد تزيد الأمر سوءًا لمنطقة اليورو بوجهٍ عام مع الأخذ في الاعتبار برنامج التيسير النقدي وجدير بالملاحظة أن أغلب عمليات شراء السندات سوف يقوم بها البنوك المركزية المحلية مما يعني أنهم سوف يشاركون تحمل الخسارة في حالة غرق الحكومات في الديون وخاصة اليونان، الأمر الذي قد يؤدي إلى أن الموازنة العامة للبنوك المركزية قد تشهد تراجعًا وإضعاف قدرتها على الإقراض وعليه ضعف النمو الاقتصادي بوجهٍ عام.
وتشير آراء بعض الخبراء الاقتصاديين إلى أن هذا الأمر قد يجبر اليونان على الخروج من منطقة اليورو في حالة عدم اتفاق الحكومة المتشكلة. فمما لا شك فيه أن حزب سيرزا يفتقد إلى الخبرة الكافية في التعامل مع مثل هذه الأزمات ولكن الأيام المقبلة سوف تكشف لنا ما إذا كان اليورو سوف يسجل المزيد من التراجع خلال الأسابيع المقبلة أو قدرة الحزب على تحسين الأوضاع الاقتصادية للبلاد ودعم الثقة في منطقة اليورو، شاركنا برأيك.