قريباً دولار أمريكي واحد سيساوي 1 يورو
يتسم الدولار الأمريكي بالقوة هذه الأيام، ويعود الفضل في ذلك إلى استعادة الاقتصاد الأمريكي عافيته من جديد، مما عزز قوة الدولار بشكل كبير مقابل كل العملات الأخرى تقريباً، ووضح ذلك جلياً حينما تصدر الدولار الأمريكي قائمة العملات في نهاية عام 2014، وبدا ذلك واضحاً أمام اليورو، الذي تأثر بشدة جراء النمو الاقتصادي الضعيف في منطقة اليورو، مدعوماً ببعض العوامل، وتُشير توقعات مؤسسة "جولدمان ساكس" إلى تراجع اليورو للمستوى 1.08 بحلول نهاية عام 2015، وأن تتساوى العملتين بحلول نهاية عام 2016، ويُعد ذلك تحولاً كبيراً في مسار العملتين، ففي عام 2008 كان بإمكان 1 يورو شراء 1.60 دولار، ولم تتساوى العملتين منذ آواخر عام 2002، وحالياً بإمكان 1 يورو شراء 1.17 دولار.
ويوضح الرسم البياني التالي تراجع اليورو إلى أدنى مستوياته على مدار 9 سنوات :
ويعكس ضعف اليورو مدى معاناة الاقتصاد الأوروبي، فالنمو عملياً معدوم ومعدلات البطالة تقترب من أعلى معدلاتها التاريخية، وما زاد الأمر سوءاً تراجع مؤشر أسعار المستهلكين خلال شهر ديسمبر، ليُشير إلى أول موجة انكماش منذ الركود العظيم، ويستعد البنك المركزي الأوروبي لإطلاق برنامج تحفيز جديد، وتعتبر المسألة مجرد وقت، وفي الوقت الذي سيُعزز فيه هذا القرار من الاقتصاد الأوروبي، سيؤدي ذلك إلى تراجع اليورو بشكل كبير في البداية على الأقل.
ويوضح الرسم البياني التالي تراجع بيانات التضخم في منطقة اليورو منذ يونيو الماضي :
ويأتي كل ذلك على النقيض من الدولار الأمريكي، حيث يسير الاقتصاد الأمريكي بوتيرة صحية جداً، فقد ارتفع النمو الاقتصادي بمعدل لايصدق خلال الربع الثالث من عام 2014 بنسبة 5%، كما شهد العام الماضي أفضل نمو للوظائف في الولايات المتحدة منذ عام 1999، وبينما يستعد البنك المركزي الأوروبي لبدء برنامج التيسير النقدي، يقوم الاحتياطي الفيدرالي بالعكس، فقد أنهى برنامجه لشراء السندات في العام الماضي والآن يستعد لرفع أسعار الفائدة ببطء، مما يمثل دعماً كبيراً للدولار الأمريكي،