الدولار يتصدر قائمة هذا العام
شهد أواخر هذا العام ارتفاع الدولار الأمريكي بشكل قوي مقابل معظم العملات الرئيسية ولمعرفة أسباب ارتفاع الدولار سوف نلقي الضوء في هذا التقرير على أهم العوامل التي دعمت هذا الارتفاع.
1. بداية عمليات خفض التيسير النقدي
شهد الدولار تراجعًا في بداية هذا العام نظرًا لبرودة الطقس التي أثرت على بعض القطاعات الهامة بالولايات المتحدة بالسلب ومنها معدلات التوظيف والنمو بوجهٍ عام خلال الربع الأخير من العام الماضي، إلا أن بدء الاحتياطي الفيدرالي في عمليات خفض التيسير النقدي قد قلل من تلك الآثار السلبية مما جعل المتداولين يترقبون اليوم الذي ينهي فيه الاحتياطي الفيدرالي التيسير النقدي بالكامل في أكتوبرمن العام الجاري، مما ترتب عليه بداية وجود توقعات برفع معدلات الفائدة خلال العام المقبل.
2. العزوف عن المخاطرة في ضوء حالة التوتر الجيوسياسي
مما لا شك فيه أن الدولار يستفيد من حالة العزوف عن المخاطرة بالأسواق نظرًا لكونه عملة ملاذ آمن خلال الأوقات التي تنتابها حالة من القلق بوجٍه عام، حيث نجمت مخاطر جيوسياسية من تردي الأوضاع في أوكرانيا وغزة مما أدى إلى وجود تقلبات عنيفة بالأسواق، ولهذا لاحظنا أن أية أنباء متعلقة بالأوضاع السياسية كانت بمثابة حافز لحالة العزوف عن المخاطرة من حين لآخر وكان من أهمها فرض الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة عقوبات على روسيا.
3. استمرار تحسن سوق العمل الأمريكى
كان سوق العمل الأمريكى قد أظهر تحسنا ملحوظا خلال عام 2014، حيث تراجعت معدلات البطالة من 6.6% إلى 5.8% لتسجل أدنى مستوياتها على مدار 6 سنوات.
وشهد النصف الثاني من العام الجاري أفضل تحسن لأوضاع سوق العمل حيث ارتفع متوسط معدل التوظيف إلى 250.000 للشهر الواحد منذ شهر يونيو. هذا، ولايزال ارتفاع الأجور بشكل طفيف محط الاهتمام بالتزامن خاصة مع ضعف متوسط الدخل فى الساعة خلال العام.
ومن ناحية أخرى، شهدت بعض مؤشرات سوق العمل تراجعا إلا إنها لا تزال مستقرة بشكل عام. فقد استقر معدل المشاركة حول 62.8% وسجلت نسبة التوظيف إلى عدد السكان أعلى مستوياتها على مدار ما يقرب من 10 سنوات، وقد فاقت تلك المعدلات توقعات الاحتياطى الفيدرالى مما يدعم إتخاذ إجراءات تشديدية خلال الفترة المقبلة.
4. مخاوف تباطؤ النمو الاقتصادي وضعف التجارة على الصعيد العالمي
توقعات تباطؤ النمو الاقتصادي في الصين، وشبح الركود الاقتصادي المحتمل في منطقة اليورو وعلى الصعيد العالمي بوجٍه عام، كل تلك العوامل عملت صالح الدولار. وجدير بالذكر أن تعافي الدولار خلال الربع الثالث من العام تلقى دعمًا في ظل المخاوف المتعلقة بالتجارة .
يأتي ذلك في الوقت الذي تتداول فيه أقاويل حول أن البنوك المركزية الكبرى منشغلة في حرب العملات للحد من المخاطر التي تهدد بالانكماش. في حين أن البنك الاحتياطي النيوزيلندي والاحتياطي السويسري قاما بخفض سعر الصرف و قام البنك المركزي الأوروبي وبنك اليابان بتنفيذ التدابير التسهيلية، بينما ظهر الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي غير متوتراً وواثقاً في التوقعات الاقتصادية الأمريكية.
5. توقعات تشديد السياسة النقدية للاحتياطى الفيدرالى فى عام 2015
أدى إنهاء الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي لبرنامج التيسير النقدي إلى وجود توقعات باحتمالية رفع الاحتياطي الفيدرالي لمعدلات الفائدة وعلى الرغم من عدم وضوح تصريحات يلين صانعي القرار بشأن موعد رفع معدلات الفائدة إلا أن المتداولين لا يزالون يتوقعون رفع معدلات الفائدة خلال العام المقبل، وعليه دعم ارتفاع الدولار.