الأسهم الأمريكية تسجل رابع صعود أسبوعي على التوالي!

حققت مؤشرات الأسهم الأمريكية أرباحا أسبوعية قوية خلال تداولات الأسبوع المنتهي في 24 نوفمبر، وللأسبوع الرابع على التوالي، وذلك بدعم من تنامي توقعات الأسواق حيال انتهاء دورة التشديد النقدي الأمريكية علاوة على صعود بعض الأسهم لعدد من الشركات المدرجة بسوق الأسهم الأمريكية.

أهم العوامل المؤثرة على أداء الأسهم الأمريكية هذا الأسبوع

انتعشت شهية المخاطرة بسوق الأسهم الأمريكية بشكل قوي خلال هذا الأسبوع، حيث استقر مؤشر VIX لأداء التقلبات بسوق الأسهم الأمريكية عند أدنى مستوياته منذ يناير 2020، وانخفض بأكثر من 2% هذا الأسبوع، بما يعكس انتعاش شهية المستثمرين للمخاطرة بسوق الأسهم.

وجاء هذا الانتعاش بفعل عوامل عديدة، أبرزها تزايد توقعات الأسواق حيال انتهاء دورة رفع الفائدة الأمريكية وكذلك، صعود أسهم عدد من الشركات الكبرى المدرجة بمؤشرات الأسهم الأمريكية، وفي السطور التالية، يمكن إيضاح كيف تأثر أداء الأسهم الأمريكية بهذه العوامل:

أولا: تفاؤل أسواق الأسهم العالمية بانتهاء دورة التشديد النقدي

عززت بعض التطورات الاقتصادية التي طرأت على سوق الأسهم الأمريكية هذا الأسبوع تفاؤل المستثمرين حيال انتهاء بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي من دورة رفع أسعار الفائدة والوصول إلى ذروة معدل الفائدة، ومن ثم فإن الخطوة المقبلة ستدور حول موعد القيام بأول خفض لأسعار الفائدة الأمريكية.

وفي هذا الصدد، كشفت البيانات الصادرة بالأسبوع المنتهي عن دخول القطاع التصنيعي منطقة الانكماش مسجلا نحو 49.4 نقطة بشهر أكتوبر، وهو أقل من المستوى القياسي البالغ 50 نقطة، بأسوأ من توقعات الأسواق والتي رجحت انخفاض المؤشر إلى 49.9 نقطة، علما بأن القراءة السابقة لمؤشر مديري المشتريات التصنيعي قد استقر عند مستوى 50 نقطة.

وفي نفس الوقت، انكمش مؤشر طلبات السلع المعمرة بنسبة 5.4% على أساس شهري، وهي أسوأ بكثير من التوقعات التي كانت تشير إلى انكماش المؤشر بنسبة 3.2% فقط، وهي أسوأ كذلك من القراءة السابقة التي سجلت نموا بمقدار بنسبة 4.6%، الأمر الذي قد ينعكس على معدل التضخم بالبلاد بالفترة المقبلة.

وفي ظل هذه البيانات السلبية، قد لا يقوم الفيدرالي الأمريكي برفع الفائدة مجددا خلال اجتماعاته المقبلة والإبقاء عليها عند المستوى الحالي البالغ 5.50%، نتيجة لتضرر الأوضاع التصنيعية واحتمالات أن يستمر التضخم في الانخفاض، الأمر الذي عزز الزخم الصعودي لأداء الأسهم الأمريكية هذا الأسبوع، خصوصا وأن الأسواق أصبحت ترى فرصة بنسبة 40% لخفض الفيدرالي الأمريكي للفائدة باجتماع مايو 2024، وفقا لأداة تتبع الفائدة الصادرة عن مجموعة CME.

كما اتسمت نتائج اجتماع الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بشهر نوفمبر بلهجة شديدة الحذر حيال القيام برفع آخر لسعر الفائدة، حيث أشار محضر اجتماع لجنة السياسة الأخير إلى أنه لن يكون هناك المزيد من الزيادات ما لم يتعثر التقدم ضد كبح التضخم، وفقا لما أوردته وكالة رويترز الإخبارية.

ثانيا: صعود أسهم بعض الشركات الكبرى المدرجة بمؤشرات الأسهم الأمريكية

شهدت بعض الأسهم المدرجة بسوق الأسهم الأمريكية تطورات عديدة أدت لارتفاع أسهمها بوتيرة قوية، لتعزز بذلك أرباح الأسهم الأمريكية الأسبوعية، وفيما يلي يمكن تناول أبرزها:

Vista Outdoor (VSTO.N): سجل سهم شركة التصميم والتصنيع الأمريكية أرباحا أسبوعية بأكثر من 4%، بعدما أن تقدمت شركة صناعة الأسلحة التشيكية Colt CZ Group بعرض اندماج بقيمة 1.7 مليار دولار تقريبا، بما قد ينعكس إيجابا على أرباح الشركة مستقبلا.

IRobot (IRBT.O): قفز سهم الشركة التكنولوجية الأمريكية بنحو 36% خلال تداولات هذا الأسبوع، بعدما أشارت تقارير بأن أمازون حصلت على موافقة الاتحاد الأوروبي بشأن استحواذها على الشركة التكنولوجية بقيمة تصل إلى 1.4 مليار دولار، الأمر الذي قد يؤدي لاتفاع أرباح وإيرادات أي روبوت بالفترة المقبلة.

Xpeng Inc: حقق سهم الشركة الصينية المدرجة بسوق الأسهم الأمريكية أرباحا أسبوعية بأكثر من 10%، بعدما أعلنت فولكس فاجن لصناعة السيارات اعتزامها تطوير منصة جديدة للسيارات الكهربائية للمبتدئين داخل الصين، والتي ستقوم بتصميم السيارات الكهربائية بما يتوافق مع أذواق المستهلكين في الصين من حيث البطارية والمحرك الكهربائي، وهو ما قد يعود بالنفع على مبيعات قطاع صناعة السيارات الكهربائية في الصين.

كيف تأثر أداء الأسهم الأمريكية الأسبوعي بهذه التطورات؟

نتيجة للعوامل الإيجابية المذكورة، قدرت الأرباح الأسبوعية لمؤشر  S&P 500 بنحو 1% أو ارتفعت مكاسب المؤشر بمقدار 45 نقطة تقريبا، كما سجل مؤشر  Dow Jones الصناعي أرباحا بلغت حوالي 442 نقطة، أي بنسبة 1.27%، وكذلك، بلغت مكاسب مؤشر Nasdaq 100 الأسبوعية حوالي 0.91% أي صعد بمقدار 144 نقطة خلال تداولات الأسبوع المنتهي.