تباين واضح لأداء الأسهم الأمريكية هذا الأسبوع، فلماذا؟

تباين واضح لأداء الأسهم الأمريكية هذا الأسبوع، فلماذا؟
الأسهم الأمريكية

تباين أداء الأسهم الأمريكية مع ختام تداولات الأسبوع الأول من شهر أكتوبر الجاري، فبينما سجل مؤشري Nasdaq 100 و S&P 500 أرباحا أسبوعية ملحوظة؛ تكبد مؤشر داو جونز الصناعي خسائر طفيفة في نفس الوقت، وسط ترقب أسواق الأسهم نتائج الأعمال لكبرى الشركات الأمريكية بالأسبوع المقبل وما له من تأثير قوي على تحركات شهية المخاطرة بسوق الأسهم الأمريكية وبالتالي أداء المؤشرات القياسية.

ومع إغلاق جلسة الجمعة، سجل مؤشر Nasdaq 100 ارتفاعا بنحو 1.70% ليصل إلى 14973.24 نقطة مع انتهاء تعاملات الأسبوع، كما أنهى مؤشر S&P 500 الجلسة الماضية مرتفعا بنسبة 1.18% ليستقر قرب 4308.49 نقطة، هذا وصعد مؤشر Dow Jones الصناعي بحوالي 0.87% ليستقر قرب 33407.59 نقطة.

وعلى صعيد أداء الأسهم الأمريكية الأسبوعي؛ فقد تباين أداء المؤشرات القياسية بوضوح؛ حيث سجل كلا من مؤشر ناسداك المركب وموشر S&P 500 مكاسبا أسبوعية قدرت بنحو 1.75% و0.48% على التوالي، بينما تكبد مؤشر Dow Jones الصناعي خسائرا طفيفة بلغت 0.30%.

أهم العوامل التي أثرت على أداء سوق الأسهم الأمريكية هذا الأسبوع:

مع بداية تعاملات الأسبوع المنتهي في 6 أكتوبر، تعرضت الأسهم الأمريكية لضغوط هبوطية قوية نتيجة عزل رئيس مجلس النواب الأمريكي الجمهوري كيفين مكارثي في سابقة هي الأولى في تاريخ الولايات المتحدة ، وهو ما أثار مخاوف المستثمرين حيال الخلافات السياسية الأمريكية بما يهدد بتعرض الولايات المتحدة لسيناريو إغلاق حكومي آخر ربما في منتصف شهر نوفمبر المقبل.

ومن شأن إغلاق حكومة الولايات المتحدة أن يلقي بظلال من الشك على قدرة البلاد على الحفاظ على تصنيفاتها الائتمانية القوية والتي تعتبر مقياسا لجدارة الولايات المتحدة على الساحة العالمية بجانب تضرر سوق الخزانة الأمريكية التي تبلغ قيمتها حوالي 25 تريليون دولار.

وهو ما تزامن مع ارتفاع عوائد سندات خزانة الولايات المتحدة لأعلى المستويات منذ عام 2007 والتي تعتبر أصولا استثمارية خالية من المخاطر تقريبا؛ فبدت عوائد السندات خيارا أفضل للمستثمرين مقارنة بمخاطر التداول بسوق الأسهم الأمريكية.

ولقد عززت هذه التطورات الزخم الهبوطي لتحركات الأسهم الأمريكية في بدايات الأسبوع، ولكن سرعان ما تعافت مؤشرات الأسهم الأمريكية وارتفعت من جديد نتيجة عوامل عدة محققة مكاسب أسبوعية ملحوظة، عدا مؤشر داو جونز الصناعي، ويمكن تناول أبرز هذه العوامل فيما يلي:

قوة بيانات سوق العمل الأمريكي خلال شهر سبتمبر الماضي

فاجأ تقرير الوظائف الأمريكية الصادرة أمس الجمعة سوق الأسهم الأمريكية وأدى لارتفاع جماعي للمؤشرات الرئيسية؛ حيث كشفت البيانات عن قوة اقتصاد الولايات المتحدة مع اعتدال التضخم؛ بما أدى لانحسار مخاوف سوق الأسهم الأمريكية حيال تداعيات دورة رفع أسعار الفائدة من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي منذ مارس 2022 على اقتصاد الولايات المتحدة.

كما أثارت هذه البيانات القوية توقعات الأسواق حول تباطؤ التضخم في الولايات المتحدة بوتيرة مستمرة؛ نتيجة لتباطؤ نمو الأجور بشهر سبتمبر والتي تعتبر أحد مغذيات التضخم الأمريكي، وهو ما يعني أن الفيدرالي الأمريكي قد لا يرفع سعر الفائدة خلال اجتماعاته المقبلة، بما عزز مكاسب الأسهم الأمريكية هذا الأسبوع.

ارتفاع قوي لأسهم بعض الشركات الكبرى المدرجة بسوق الأسهم الأمريكية

قاد صعود أسهم كبرى الشركات العاملة في الولايات المتحدة ارتفاع الأسهم الأمريكية وخصوصا ناسداك المركب، حيث حقق سهم شركة صناعة السيارات العملاقة تسلا أرباحا أسبوعية بلغت 4.12% نتيجة لإعلان الشركة الأمريكية بأنها ستعيد إنتاج سيارة الدفع الخلفي منخفضة التكلفة (RWD) SUV طراز Y، وهو ما قد يعزز مبيعات تسلا هذا العام الأمر الذي قد يؤدي لارتفاع أرباح الشركة بنهاية المطاف.

هذا وسجل سهم شركة أبل مكاسبا أسبوعية قدرت بنحو 3.67% بعدما أصدرت الشركة تحديثا جديدا لنظام التشغيل iOS 17.0.3 لأجهزتها سعيا لحل مشكلة ارتفاع درجة الحرارة التي تؤثر على أحدث طرازات iPhone 15، كما دارت بعض المناقشات بين شركة أبل والسلطات الصينية حول حظر تطبيقات شركة التكنولوجيا في الصين، وهو ما عزز احتمالات أن يتم تسوية المشكلات بين الطرفين دون أن تفقد أبل مبيعاتها داخل الصين وما له من انعكاسات على أرباح أبل، الأمر الذي أثر إيجابا على أرباح الشركة الأسبوعية وبالتالي سوق الأسهم الأمريكية وخصوصا ناسداك.

وعلاوة على ذلك، ارتفع سهم مايكروسفت مسجلا أرباحا أسبوعية بنحو 3.65% بعدما أفادت بعض المصادر بأن مايكروسفت تستعد لتقديم أول شريحة مصممة بالذكاء الاصطناعي للشركة على الإطلاق في مؤتمر المطورين السنوي القادم في نوفمبر، وهذا بدوره سيعزز أرباح الشركة التكنولوجية العملاقة بشكل قوي، وهو ما أدى لإقبال المستثمرين لشراء سهم مايكروسفت بنهاية الأمر، بما أدى لارتفاع السهم.


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image