لماذا تباين أداء مؤشرات الأسهم خلال الأسبوع المنقضي؟
شهدت أسواق الأسهم الأسبوع الحالي عدة تقلبات قادها تدخل بكين في صناعة الفحم، بما أثر على أسهم شركات التعدين، كما كان لإعلانات الأرباح التأثير الأكبر إذ تسببت في موجة ارتفاعات خلال الأسبوع الحالي، سواء للأسهم الأمريكية والأوروبية، وجاءت معظم نتائج الأعمال أفضل من المتوقع باستثناءات طفيفة لشركات كبرى مثل أبل، كما قادت الصفقات سواء الملغية في حالة بنترست وباي بال أو المبرمة كما في حالة تسلا في قفزة في أسهمهم.
في الوقت نفسه، كان لاجتماعات البنوك المركزية الكبرى على رأسها بنك اليابان وبنك كندا والمركزي الأوروبي وبيانات النمو الأمريكي والانفاق الاستهلاكي في الولايات المتحدة تأثير على أداء أسواق الأسهم.
الأسهم الأوروبية.
وارتفع مؤشر "ستوكس يوروب 600" EUROSTOXX600 نحو 0.1% ليصل إلى 475.5 نقطة، وسجل مكاسب أسبوعية بنسبة 0.8% ومكاسب شهرية بنسبة 4.5%.
وانخفض مؤشر "فوتسي 100" FUTSEالبريطاني بنسبة 0.2% إلى 7237 نقطة، وانخفض "داكس" الألماني بنسبة 0.1% إلى 15688 نقطة، بينما ارتفع "كاك" الفرنسي بنسبة 0.4% إلى 6830 نقطة.
وتراجعت مؤشرات الأسهم الألمانية لتغلق على انخفاض ختام تداولات الأسبوع، وكانت أكبر الخسائر في القطاعات الخدمات المالية، المؤسسات العامة والتجزئة، وتراجع مؤشر داكس 30 0.05%، بينما مؤشر MDAX انخفض 0.46% ومؤشر TecDAX التكنولوجي بنحو 0.37%.
وتأثر أداء الأسهم في ختام تداولات الأسبوع بارتفاع معدلات التضخم في منطقة اليورو لأعلى مستوى منذ 2008 عند مستويات 4.1%، في الوقت نفسه نما الاقتصاد الألمانى 1.8% في الربع الثالث وهى معدلات دون التوقعات عند 2.2%، كما سجل الاقتصاد الفرنسي نموا بنسبة 3% لكنه أعلى من توقعات عند 2.1%.
نظرة على رؤية المركزي الأوروبى للتضخم فيما يخض أوضاع الشركات والسيولة
وفى المؤتمر الصحفى الذي أعقب قرار البنك المركزي الأوروبي قالت كرستين لاجارد، رئيسة البنك، إن اقتصاد منطقة اليورو واصل التعافى بقوة، لكن بوتيرة اكثر اعتدالا، وإن ارتفاع أسعار الطاقة وتعافى الطلب واختناقات سلاسل الامداد تضغط على التضخم، وعلى الأرجح ستجعله يأخذ وقت أكبر للانخفاض.
وأكدت أن توقعاتهم تشير إلى أن التضخم سيظل فى المدى المتوسط أقل من مستهدف 2%، وتدابير سياساتهم النقدية بما فى ذلك الإطار المرجعى لأسعار الفائدة الذى تم مراجعته مؤخرا، ستكون محورية فى تحول الاقتصاد لتعافى مستدام وبالتبعية خفض التضخم على المدى المتوسط للنطاق المستهدف
وذكرت أن التضخم استحوذ على جزء كبير من مناقشات الاجتماع ، وأن هناك نوعين من الأسباب التى دفعت التضخم أحدهم مرتبط بالجائحة والتعافى منها، فجميعنا نرى نقص فى المعدات وعدم تناسق بين الطلب والعرض، والنوع التانى متعلق بالطاقة، وهو مدفوع بالمخزون وبالرياح وأعمال الصيانة والطلب فى الصين والعرض فى روسيا بجانب تأثره بالطلب والعرض أيضا، وهؤلاء هم أسباب ارتفاع التضخم الرئيسية بجانب نوع ثالث وهو متعلق بأثر سنة الأساس وسينتهى أثره فى بداية العام.
أضافت:"نعتقد أيضا أن النوعين الأول والثانى سينخضون تدريجيا خلال 2022 ويؤكد ذلك الكثير من الاختبارات لتحليلاتنا للتأكد من صحتها...لذلك نحن واثقون في النتائج وأن التضخم سينخفض على مدار العام المقبل رغم أنه سيستغرق وقت أطول مما كان متوقعا".
وأكدت أن التحليلات لا تدعم أنه أن رفع الفائدة سيكون فى وقت قريب كما تتوقع الأسواق، لذلك قررنا خفض وتيرة شراء الأصول مقارنة بالربع الثالث وهو الاتجاه الذى اتخذنا فى اكتوبر، وقالت إن ذلك ليس خفض تدريجي بقدر ما هو عودة بشكل معياري أكثر بناء على الالتزام الذي تم اقراره فى ديسمبر الماضي لمساعدة الأسواق، بعد النظر للأوضاع المالية ومدى أنها مواتية، خاصة للشركات والقطاع العائلي خاصة أن الفوائد عند أدنى مستوياتها تاريخيا وهناك فرص كبيرة للاقراض.
الأسهم الأمريكية
أغلقت الأسهم الأمريكية على مستويات قياسية الجمعة وتجاوزت النتائج المخيبة للآمال من عمالقة التكنولوجيا أمثال أبل وأمازون، وارتفع مؤشر S&P 500 بنسبة 0.19% ليغلق عند 4605.38 نقطة وارتفع مؤشر داو جونزللإنتاج الصناعي 89.08 نقطة أو 0.25% ليغلق عند 35819.56 نقطة، وارتفع مؤشر ناسداك المركب 0.33% ليغلق عند 15498.39 نقطة، لتحقق أكبر مكاسب شهرية منذ نوفمبر 2020.
ويترقب المستثمرون بشغف قرار الفيدرالي الأمريكي حينما يدخل اجتماعه الأسبوع المقبل ليعلن مصير البدء في خفض شراء الأصول وكذلك رؤية الفيدرالي الأمريكي للتضخم في محاولة لاستشفاف موعد رفع الفائدة والبدء في تشديد السياسة النقدية.