اليورو والإسترليني لم يتلقيا دعم من البيانات الاقتصادية وينتظران الجولة الثانية من تقارير الأرباح (تقرير الفترة الأمريكية)
دخل اليورو من جديد في نطاق تداول محدود ما بين 1.4100 و 1.4050 بعد فقده لبعض المكاسب التي حققها في وقت سابق من يوم أمس. ومن المرجح أن حالة الترقب التي تنتاب متداولي العملات هي السبب في هذا التراجع حيث ينتظرون سماع الأخبار التي تحدد اتجاهات المخاطرة ومعنويات السوق حيث أصبحت تطلعات الاقتصاد العالمي أكثر غموضاً. وعلى الرغم من انخفاض مؤشر أسعار المستهلك الفرنسي أقل التوقعات صباح اليوم، إلا أن أثر ذلك كان محدوداً على عالم العملات حيث هبطت الأسعار على أساس سنوي بنسبة 0.5% مقابل 4% متوقع. جدير بالذكر أن انخفاض أسعار النفط وهبوط أسعار الغذاء والملابس التي تشير إلى هبوط حاد في معدل الطلب المحلي كانت هي الأسباب الرئيسية التي هبطت بقراءة أسعار المستهلك الفرنسي وهو ما ألقى بظلاله على اقتصاد منطقة اليورو. كما هبط زوج (اليورو / ين) بواقع 200 نقطة في أعقاب الارتفاع الذي حققه بالأمس مما يشير إلى رجوع المخاوف إلى الأسواق وهو ما يعد إشارة واضحة إلى أن تجنب المخاطرة في محاولات مستمرة لدخول الأسواق من جديد..
وعلى مدار ليلة أمس جرت التعاملات في إطار سوق العملات وسط الكثير من المؤشرات التي تؤكد على أن الانتعاش الاقتصادي لا زال أمامه وقت طويل حتى يتحقق. كان من أهم هذه المؤشرات مؤشر خدمات الأعمال الياباني الذي يقيس معدل الطلب للشركات ومؤسسات الأعمال على منتجات القطاع الخدمي الياباني وهو المؤشر الذي هبط بنسبة 0.1% أي أقل من التوقعات التي أشارت إلى ارتفاع بنسبة 0.4% مما يعكس حالة من الضعف الشديد في القطاع الخدمي الياباني. في غضون ذلك، تعرضت نيوزلندا بالأمس لبعض التلميحات من جانب وكالة فيتش والتي تشير إلى خفض التصنيف الائتماني للبلاد وهو ما أثار الكثير من المخاوف حيال إمكانية عودة التعافي للاقتصاد العالمي كما شاهدناا ليلة أمس تقرير أشارت من خلاله مؤسسة ريالتي تراك إنك إلى أن عدد حالات الحجز الحكومي في الولايات المتحدة حققت رقماً قياسياً وصل إلى 1.5 مليون حالة على مدار الأشهر الستة الأولى من العام الحالي. وإذا لم نرى تقارير أرباح الشركات أكثر إيجابية على مدار الساعات القادمة، فمن المؤكد أن شهية المخطرة سوف تتراجع إلى حدٍ كبير وهو ما يمكن أن يلقي بظلاله على اليورو مسبباً المزيد من الهبوط حيث ارتبطت العملة في الآونة الأخيرة بأسواق الأسهم في الفترة الأخيرة. ويشير مستوى المتوسط الحسابي للـ (20 يوم) إلى 1.3999 كمستوى دعم أساسي للعملة..
و على صعيد الإسترليني فيعانيمن تدول في نطاق محدود نظراً للمفكرة الاقتصادية البريطانية هذا اليوم حيث لم يجد من البيانات ما يدعم المزيد من الصعود حيث تسيطر تقارير الأرباح ربع السنوية للشركات على الساحة الاقتصادي وهو ما يجعل الإسترليني في حالة ترقب ينتظر المزيد من الإيجابية في هذه التقارير آملاً في أن تزيد من شهية المخاطرة لتدعم الصعود بدلاً من البيانات الاقتصادية. بذلك يكتفي الباوند بالدفعة الأخيرة التي تلقاها تصريحات بنك إنجلترا التي رفعت شعار "لا مساس" وثبتت الفائدة وحجم برنامج التسهيل النقدي. كما تلقت العملة الدعم من التوقعات التي تزايدت مؤخراً والتي أشارت إلى أن بنك إنجلترا لن يقدم على توسع في برنامج شراء الأصول في أغسطس القادم اعتماداً على تحسن بيانات البطالة والإسكان وهو ما يرجح ما تشير إليه هذه التوقعات. على الرغم من ذلك، ل زلت ألسنة مسئولي وصانعي السياسة النقدي البريطانية تنطلق ببعض التصريحات التي تعكس مخاوفهم حيال مستقبل الاقتصاد البريطاني حيث أشارت كيت باركر عضو لجنة السياسة النقدية ببنك إنجلترا أن جميع الجهود الحكومية المبذولة في سبيل تعزيز الاقتصاد البريطاني لم يظهر بعد ما إذا كانت قد أحدثت الآثار المأمولة منها. كما أنه لا زال من المبكر أن نحكم على هذه الجهود وقدرتها على دعم البنوك البريطانية في تحسن أوضاع الإقراض. كانت بداية هذه التصريحات على يد نائب محافظ بنك إنجلترا تشارلز بين الذي أكد أن توقف البنك عن التوسع في التسهيل النقدي الشهر الماضي لا يعني على التوقف الكامل عن البرنامج حيث توجد إمكانية لاستئناف التوسع في برنامج شراء الأصول الشهر القادم. علاوة على ذلك، أكد رئيس الوزراء البريطاني أن تطلعات الاقتصاد البريطاني لا زالت مشوبة بالغموض..
أما الدولار ففي حركة عرضية حيث تراجع إلى حدٍ عن خسائر ليلة أمس حيث يتظر المستثمرون الموجة الثانية من تقارير الأرباح. كان الدولار تحت ضغوط مكثفة بسبب الموجة الأولى التي اتسمت بالإيجابية إلى حدٍ كبير بقيادة جولمان ساكس وإنتيل. ومن المنتظر أن تصدر جيه. بي. مورجان تشيز تقرير الأرباح ليشير ليؤكد ذلك ما إذا كانت الأسماء الكبرى في العالم المصرفي سوف تحدث ارتداداً ملحوظاً أم لا. كما ننتظر إعانات البطالة الأمريكية التي حال مجيئها تحت مستوى 600 الف للمرة لثانية على التوالي، فمن المتوقع أن تزداد شهية المخاطرة مما يضعف الدولار من جديد. على الرغم من ذلك، من الممكن أن يعكس الانخفاض المحتمل لمؤشر فيلدلفيا التصنيعي إلى 5- مقابل 2.2- إلى القضاء على التفاؤل في الأسواق. كما يمكن أن يتلقي التفاؤل ضؤبة خرى من جانب مجموعة سي. أي. تي والتي من المقرر أن تشهر إفلاسها مما يهدد بتسريح 300 ألف من العمالة الأمريكية.