رئيس صندوق النقد الدولي يحذر من مخاطر أزمة الدين الأوروبية على النمو العالمي

رئيس صندوق النقد الدولي يحذر من مخاطر أزمة الدين الأوروبية على النمو العالمي

حذر رئيس صندوق النقد الدولي، دومينيك شتراوس كان، من أن تكون أزمة الدين الأوروبية هي الخطر الرئيس الذي يهدد تعافي الاقتصاد العالمي. إلا أنه أكد في الوقت نفسه أنه ليس هناك من خطر على العملة الأوروبية الموحدة. وجاءت تصريحات شتراوس كان في أعقاب تراجع حاد في أسواق المال في مختلف أنحاء العالم بفعل مخاوف المستثمرين إزاء حجم الديون والعجوزات في الموازانات الأوروبية، وكذلك الوضع المتوتر حاليا في شبه الجزيرة الكورية. ومن المرجح أن كان استند في تصريحاته إلى الحقيقية التي تشير إلى خطر أزمة الدين سيعمل على استمرار المخاوف حيال اقتصاد المنطقة ويعمل في نفس الوقت على الإبقاء على حالة الضعف التي تنتاب الاقتصاد الأوروبي مما ينعكس بالطبع على صادرات المنطقة من جميع أنحاء العالم ويؤثر سلبًا على تعافي الاقتصاد العالمي.


اضطراب حاد في أسواق المال:
وكان مؤشر داو جونز قد هبط بواقع 200 نقطة أو ما يوازي 2% من قيمته لدى بدء التداول، متأثرا بهبوط الأسواق الأوروبية والآسيوية، كما كانت أسعار الأسهم في الأسواق الأوروبية والآسيوية قد هبطت الثلاثاء هبوطًا حادًا لتبلغ أدنى مستوى لها خلال تسعة أشهر. علاوة على ذلك، تاثرت الأسواق سلبا بالمخاوف من إضرار أزمة الدين في منطقة اليورو بالنمو العالمي. كما تأثرت أيضا باشتداد التوتر في شبه الجزيرة الكورية.


وانخفض مؤشر الفاينانشيال تايمز في العاصمة البريطانية لندن بنسبة 3 % في بدء التعاملات، فيما انخفض مؤشر داكس الألماني بواقع 3 % ومؤشر كاك الفرنسي بواقع من 4 %. كما انخفضت الأسواق في ميلانو بإيطاليا ومدريد بإسبانيا بأكثر من 5%. وبلغ مؤشر الفاينانشيال تايمز يورو (لأفضل 300 سهم في الأسواق الأوروبية) بعد العاشرة بتوقيت جرينتش 3.3%.


آسيا تقود الهبوط:
وتأتي هذه الخسائر بعد انخفاض الأسواق الآسيوية بدرجة حادة حيث تأثرت الأسواق في كوريا الجنوبية واليابان بالأنباء الواردة عن وضع كوريا الشمالية قواتها على أهبة الاستعداد للحرب، إذا ما بادرت الجنوبية بالأعمال العدائية أولًا. وانخفضت أسعار الأسهم في اليابان بنسبة 3.1% فيما انخفضت في كوريا الجنوبية بنسبة 2.7%. كما انخفضت في كل من الصين وإندونيسيا والصين والهند وتايلاند وماليزيا وسنغافورة.


وازداد التوتر في المنطقة منذ حمل المحققون الدوليون كوريا الشمالية المسؤولية عن إغراق سفينة حربية لكوريا الجنوبية بالطوربيد في مارس الماضي مما تسبب في مقتل 46 من طاقم السفينة. يذكر أن مؤشر الفاينانشيال تايمز قد انخفض بنسبة تتجاوز 10% خلال فترة تزيد على الشهر بعد أن بلغ في إبريل الماضي أعلى معدل له خلال 22 شهرا.


ومن العوامل الأخرى التي رفعت حدة التشاؤم بين المستثمرين تقدم البنك المركزي في إسبانيا بصفقة لإنقاذ بنك "كاخاسور"، وهي المرة الثانية التي يقوم بها بنك مركزي في المنطقة بإنقاذ أحد بنوكها. كما يساور المستثمرين القلق من استمرار انخفاض قيمة اليورو، حيث يلجأ المستثمرون للتخلص من رصيدهم منها خوفا من من تراكم الديون غير القابلة للتسديد من قبل الدول الأضعف اقتصاديا في الاتحاد الأوروبي.

 

 


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image