عملات المخاطرة تواجه صعوبة في مستهل الأسبوع

الحركة السعرية:
زوج (الدولار/ ين): يتم التداول عليه عند المستوى 91.65، وذلك بعد أن به عمليات العزوف عن المخاطرة إلى الهبوط.
زوج (الأسترالي/ دولار): يهبط إلى أدنى من المستوى 0.9200 متأثرًا بحالات العزوف عن المخاطرة.
زوج (الإسترليني/ دولار): يتعرض إلى ضغوط تؤدي به إلى المستوى 1.5200 متأثرًا بالمخاوف والشكوك السياسية.
زوج (اليورو/ دولار): تتم عمليات التداول عليه عند المستوى 1.3450 مع استمرار عمليات التسييل.

أدى انتشار الأخبار القائلة أن لجنة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية استهلت تحقيقًا مع بنك جولدمان ساكس، بالإضافة إلى تعليق الرحلات الجوية الأوربية نظرًا لثوران بركان في أيسلندا إلى تعكير صفو ثقة المستثمرين في أول أيام التداول مع بداية الأسبوع، الأمر الذي حدا بعملات المخاطرة إلى الهبوط مقابل باقي العملات الرئيسة. وانتاب الدولار الأمريكي حالة من القوة مقابل اليورو، والجنيه الإسترليني، والدولار الأسترالي، في حين ضعفت عملة الاحتياط مقابل الين الياباني فقط، وذلك بعد أن تسيد العزوف عن المخاطرة الموقف خلال الفترة الآسيوية ومستهل الفترة الأوربية.

وتعرض الجنيه الإسترليني للضغط أيضًا عقب ظهور بيانات استطلاع الرأي الأخيرة والتي أظهرت أن حزب الديمقراطيين الأحرار يقف كتفًا إلى كتف في السباق الانتخابي مع حزب المحافظين والعمال على مقعد رئاسة الوزراء. وأظهرت نتائج الاستطلاعات الأخيرة التي أماط موقع "يو جوف" اللثام عنها حصول حزب المحافظين على نسبة 26% من عمليات استطلاع الرأي، فيما حصل حزب العمال على 32%، وحزب الديمقراطيين الأحرار عن 33%، وذلك نظرًا للأداء القوي التي ظهر به زعيم حزب الديمقراطيين الأحرار نيكولاس كليج، والذي تُرجم فعليًا في صورة دعم واسع النطاق له ولحزبه بين المصوتين في عملية استطلاع الرأي. ورغم استمرار حالة القلق التي سادت الأسواق من إمكانية أن تسفر هذه الانتخابات عن تشكيل برلمان لا يخضع لسيطرة حزب محدد، إلا أنه من الواضح أن جمهور الناخبين لا يلقون بالاً بهذا الأمر، إذ أوضح 7 من كل 10 أفراد أنهم لا يكترثون لمثل هذه النتيجة.

وزاد بزوغ حزب الديمقراطيين الأحرار كقوة لا يُستهان بها داخل السياسة البريطانية من احتمالية أن تسفر الانتخابات البرلمانية المقبلة عن تشكيل برلمان لا يخضع لسيطرة حزب بعينه. من ناحية أخرى، مع بقاء عدة أسابيع تفصل بين اليوم وميعاد إجراء الانتخابات، تبقى الأوضاع السياسية المقبلة غير ثابتة. علاوة على ذلك، يبدو أن الديمقراطيين الأحرار قد استحوذوا على قطعة كبيرة من كعكة عمليات تصويت الاحتجاج، إذ جاءت أغلب مكاسبهم على حساب المحافظين أكثر من العمال. وإذا ما آثر حزب الديمقراطيين الأحرار- والذي تقترب سياسته من حزب العمال أكثر عن المحافظين- الدخول في حكومة وحدة مع حزب العمال، فستتعاظم إثر هذه الخطوة إمكانية أن تصبح السياسة النقدية البريطانية أكثر توحدًا.

ومن جانبنا، فإننا نرى أن الجنيه الإسترليني يقف في مواجهة خطر محدق من جانب الاقتصاد أكثر من الأحداث السياسية ذاتها. تجدر الإشارة إلى أن الاقتصاد البريطاني قد أظهر أخيرًا علامات قوية للمرونة، وذلك في الوقت الذي يحاول فيه اللحاق بركب دول مجموعة العشرين. من ناحية أخرى، إذا ما أسفرت حالة العزوف عن المخاطرة الأخيرة التي أحدثتها التحقيقات الجارية مع بنك جولدمان ساكس عن حدوث حركة تصحيحية عميقة الجذور في الأسواق الرأسمالية، فسيتوقف نمو التعافي الاقتصادي الوليد، إذ لا تزال البلاد تعول إلى حد كبير على ثروات القطاع المالي.

ومن المفكرة الاقتصادية، نرى أن الفترة الأمريكية لا تحمل لنا سوى قراءة المؤشر الرائد والمنتظر صدوره في يوم لاحق من اليوم، ومن جانبها تتنبأ الأسواق بحدوث قفزة في قراءة المؤشر إلى 1.0%، مقابل القراءة السابقة البالغة 0.1%، إلا أنه من المحتمل أن تتوه أي أخبار جيدة وسط زحام الكشف عن أي أحداث جديدة حول قضية جولدمان ساكس. على صعيد العملات، هبط زوج (الدولار/ ين) إلى أدنى من المستوى 92.00، ومن المحتمل أن يستهدف المستوى 91.50 إذا ما حدث مزيدًا من عمليات البيع للأسهم. وكما أشرنا آنفًا، يتمثل التهديد الأكبر على ارتفاع الدولار مقابل الين في البيانات الأمريكية المحبطة أكثر من الأنباء المتعلقة ببنك جولدمان ساكس.

 


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image