الشكوك اليونانية والبريطانية تعاود الظهور على الساحة من جديد
الحركة السعرية:
• زوج (الدولار/ ين): تجري عمليات التداول عليه عند المستوى 93.00 بعد تلاشي التفاؤل المتعلق بالصين.
• زوج (الأسترالي/ دولار): ثابت عند المستوى 0.9340.
• زوج (الإسترليني/ دولار): يرتفع إلى المستوى 1.5500 بعد ظهور بيانات استطلاع الرأي الأخيرة، إلا أنه لم يقوى على الصمود عاليًا مع بيع اليورو.
• زوج (اليورو/ دولار): يهبط إلى المستوى 1.3600 مع تجدد المخاوف اليونانية.
أثبتت البيانات الصينية الإيجابية اليوم أن فائدتها متلاشية بالنسبة لافتراض المخاطرة في سوق العملة ليلاً، وذلك مع حالات البيع التي شهدها اليورو والجنيه الإسترليني مع بداية الفترة الأوربية. وسجلت قراءة الناتج المحلي الإجمالي الصيني قراءة بواقع 11.9%، وهي القراءة الأسرع وتيرة منذ قرابة 3 أعوام، وذلك مع استمرار نشاط النمو بالمنطقة. على صعيد آخر، شهدت مبيعات التجزئة ارتفاعًا أيضًا بواقع 18.0%، في حين قفز مؤشر استثمار الأصول الثابتة قفزة هائلة ليصل إلى المستوى 26.4%. من ناحية أخرى، جاءت قراءة مؤشر أسعار المستهلكين دون توقعات السوق، لترتفع بواقع 2.4% مقابل التوقعات التي كانت تتنبأ بارتفاع يصل إلى 2.6%.
وكما أشرنا آنفًا، "على الرغم من تنويه السلطات الصينينة بأن أسعار المستهلكين ثابتة بصورة أساسية، إلا أن البلاد لا تزال في خضم الفقاعة العقارية التي لم تظهر من جانبها أي أمارات على الانكماش. وأعلن مكتب الإحصاء أن الاستثمار في العقارات ارتفع بواقع 35.1% خلال الربع الأول من العام، وهو معدل النمو الأسرع وتيرة منذ أكثر من عامين. علاوة على هذا، ارتفعت أسعار الإسكان بواقع 11.7% خلال شهر مارس، مقابل قراءة العام السابق، وهو أيضًا الارتفاع الأسرع منذ بدء عمليات التسجيل بالنسبة للمؤشر.
ومن الصعب قول متى ستشرع السلطات النقدية الصينية في تضييق سياستها النقدية، وذلك مع استمرار قلق المسؤولين الصينيين من معدل نمو التوظيف. من ناحية أخرى، تشير بيانات اليوم إلى أنهم سيضطرون إلى اتخاذ تصرف قريب على الرغم من قراءة مؤشر أسعار المستهلكين الضعيفة نسبيًا، وذلك للسيطرة على الارتفاع السريع في أسعار القطاع الإسكاني".
في غضون ذلك، لم يُكتب لارتفاع شهية المخاطرة عمرًا طويلاً، وذلك بعد أن عكست اتساع فروق السعر اليونانية اتجاه المكاسب التي حققها زوج (اليورو/ دولار). هذا، وقد هبط الزوج إلى أدنى من المستوى 1.3600 مع بدء الفترة الأوربية. وزاد ارتفاع فارق السعر بين السندات اليونانية والألمانية ليصل إلى 4.23% من النسبة التي كانت عليها يوم الأربعاء بواقع 3.92%، وهو ما يشير إلى أن الأسواق لم تهدأ مع انتشار الأخبار المتعلقة بالتوصل إلى اتفاق بشأن حزمة التحفيزات اليونانية نهاية الأسبوع الماضي، ولا زالت هذه الأسواق تنظر إلى اليونان على أنها في خطر. وقد كتبنا في وقت سابق من هذا الأسبوع أن الحل الذي قدمه الاتحاد الأوربي بالمشاركة مع صندوق النقد الدولي من الصعب الدفاع عنه هيكليًا، إذ أنه ترك اليونان مثقلة بحمل دين هائل على عاتقها وسط تدابير تقشفية بالغة القسوة. وإذا ما رفض صناع السياسة النقدية مواجهة القضية، فهناك احتمالية كبيرة للغاية أن يؤدي ذلك إلى هبوط اليورو ليملأ هوة افتتاح يوم الأحد عند المستوى 1.3500.
هذا، وقد ارتفع الجنيه الإسترليني على نحو جيد ليصل إلى المستوى 1.5500 خلال فترة التداول الآسيوية، وذلك بعد صدور بيانات استطلاع الرأي الأخير والتي أظهرت أن حزب المحافظين تفوق على منافسه حزب العمال بفارق 10 نقاط. ومن المحتمل أن يأتي الحدث الأهم في الانتخابات البريطانية مساء اليوم، وذلك على اعتبار المناظرة التي ستُقام بين جيمس كاميرون رئيس حزب المحافظين وجوردون براون رئيس الوزراء الحالي ورئيس حزب العمال. وإذا لم يأسر زعيم حزب المحافظين الحضور والجماهير بحديثه وينال ثقتهم، من المحتمل أن يؤثر الناخبين الإبقاء على حزب العمال في سدة الحكم، لاسيما في ضوء إظهار الاقتصاد البريطاني بوادر واضحة للتعافي. ومن شأن حدوث قفزة في عمليات استطلاع الرأي بالنسبة لحزب العمال أن تصعّب من الأمور، وهو ما سيثير مخاوف احتمالية أن تسفر الانتخابات عن تشكيل برلمان لا يخضع سيطرة حزب بعينه، ومن الممكن أن يفضي هذا الأمر إلى هبوط الجنيه الإسترليني، والذي أدت به عمليات جني الأرباح إلى هبوطه فعليًا.
وأخيرًا ومع اقتراب الفترة الأمريكية، فإننا بانتظار مجموعة من البيانات الاقتصادية، ومنها قراءة مؤشري فيلادلفيا ونيويورك التصنيعيين. من ناحية أخرى، تتمثل القراءة الأكثر أهمية في إعانات البطالة الأسبوعية، والمنتظر صدورها اليوم أيضًا. وبعد 6 أسابيع من الانكماش، ارتفعت إعانات البطالة الأسبوعية الأسبوع الماضي خلافًا للتوقعات. وإذا ما أخفقت بيانات هذا الأسبوع في اللحاق بتوقعات السوق أيضًا، فمن المحتمل أن تكون مسألة التعافي الاقتصادي القوي لأمريكا عرضة للشكوك، وذلك مع تدهور أسواق العمل مجددًا نتيجة لهذا السيناريو، وبالتالي من الممكن هبوط زوج (الدولار/ ين) أيضًا.