انتخابات بريطانيا... كيف ستؤثر على أداء الجنيه الاسترليني؟

تتابع الأسواق العالمية باهتمام شديد الانتخابات التشريعية في بريطانيا والتي سيتم إجراؤها غدا الخميس، حيث سيختار نحو 46 مليون ناخب في بريطانيا 650 نائبًا يمثلون مختلف الدوائر الانتخابية أو المناطق المحلية، حيث سيُعلن زعيم الحزب الفائز بأكبر عدد من المقاعد رئيسًا للوزراء.

وتشير غالبية التوقعات إلى فوز ساحق لحزب العمال البريطاني وهو الحزب المعارضة الرئيسي لحزب المحافظين، وبأغلبية مطلقة، مقابل خسارة حزب المحافظين بزعامة رئيس الوزراء الحالي ريشي سوناك ما يسمح لانتقال السلطة من يد سوناك.

وما يجدر ذكره بهذا الصدد، أن السياسة في بريطانيا تهيمن عليها حزبا المحافظين والعمال في ظل النظام الانتخابي الحالي، ما يجعل من الصعب على الأحزاب الصغيرة الفوز بمقاعد كبيرة في البرلمان.

وحال فوز حزب العمال بالانتخابات البريطانية ؛ فكيف سيتأثر الجنيه الاسترليني بهذه التطورات؟

أصبحت التطورات التي تشهدها الساحة السياسية داخل بريطانيا أحد أهم العوامل المؤثرة على تحركات الجنيه الاسترليني خلال الفترة الماضية، إلى جانب الأساسيات الاقتصادية الكلية؛ وبالتالي، ستكون نتيجة انتخابات بريطانيا هي الدافع الرئيسي لتحركات الجنيه الإسترليني بالتداولات اللاحقة.

ومع الفوز المحتمل الذي سيحققه حزب العمال بالانتخابات البرلمانية بأغلبية مطلقة؛ يمكن القول إن الجنيه الاسترليني قد يحقق ارتفاعات واضحة، حيث يرى المستثمرين أن حقبة عدم الاستقرار السياسي التي أحاطت فترة حكم ريشي سوناك قد انتهت بالفعل، وبالتالي، أصبحت البيئة الاقتصادية مستقرة أيضا، ما يعزز انتعاش شهية المخاطرة تجاه الاسترليني.

إلى جانب ذلك، تدعم سياسات حزب العمال انتعاش النشاط الاقتصادي في بريطانيا حيث تضمنت وعود الحزب البريطاني تعزيز الاستثمار وتحسين البنية التحتية، والاهتمام بالتحول للطاقة النظيفة داخل بريطانيا.

وفي نفس الوقت، قد يقدم التشكيل الحكومي الجديد سياسات مالية توسعية؛ الأمر الذي ربما يعزز ارتفاع الأسعار وبالتالي، سيضطر بنك إنجلترا لتثبيت أسعار الفائدة عند مستويات مرتفعة لفترة أطول مما كان متوقعا، وهذا سيعزز قوة الجنيه الاسترليني.

وعلى الصعيد الآخر، لا يزال الجنيه الاسترليني متأثرا بتطورات الأوضاع الاقتصادية وسياسة بنك إنجلترا والتي قد تُضعف تحركات الاسترليني بوضوح، وأبرزها تباطؤ نمو معدل التضخم في بريطانيا ليصل إلى هدف بنك إنجلترا البالغ 2%، خلال شهر مايو الماضي، ما أثار توقعات الأسواق بأن البنك المركزي قد انتهى من معركته ضد التضخم المرتفع، وأن الوقت قد حان للتخلي عن النهج التشديدي وتيسير السياسة النقدية داخل بريطانيا.

وفي هذا الصدد، توقع دانسكى بنك أن انتصار حزب العمال في الانتخابات البريطانية سيوفر دعما قويا لتحركات الجنيه الإسترليني على المدى القريب، ولكن قد تؤدي تدهور الأساسيات الاقتصادية لتقويض قوة الجنيه الاسترليني خصوصا وسط الضعف المستمر بنمو الإنتاجية نتيجة نقص الاستثمار، فضلا عن العجز المستمر الحساب الجاري في بريطانيا.

أداء الاسترليني الآن

• ارتفع الجنيه الاسترليني مقابل الدولار الأمريكي بنحو 0.27% إلى 1.2719 دولار.
• استقر الجنيه الاسترليني أمام اليورو على ارتفاع هامشي بنسبة 0.04% ليسجل 1.180 يورو.
• قفز الاسترليني بقوة مقابل الين الياباني بحوالي 0.54% ليصل إلى 205.81 ين.