الدولار الأمريكي يحافظ على جزء من أرباح اليوم رغم البيانات السلبية، فلماذا؟

ارتفع الدولار الأمريكي منذ التعاملات المبكرة ليوم الخميس، واستطاع التعافي من بعض خسائره الحادة بالجلسة السابقة والتي كانت قد دفعته إلى أدنى مستوياته في أكثر من شهر، وجاء تعافي العملة الخضراء رغم استمرار سلسلة البيانات السلبية حتى اليوم.

الدولار الآن

وعلى صعيد التداولات، قلص مؤشر الدولار – الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل سلة من 6 عملات رئيسية أخرى – أرباحه خلال تعاملات الجلسة الامريكية لسوق العملات إلى 0.16% مسجلال 104.44 نقطة، بعد أن كان قد ارتفع في وقت مبكر من الجلسة إلى 104.62 نقطة.

ما الذي أثر على تحركات الدولار اليوم؟

قلص الدولار أرباحه خلال تعاملات اليوم بعد صدور بعض البيانات الاقتصادية السلبية، حيث أظهرت البيانات استقرار حجم الإنتاج الصناعي الأمريكي خلال شهر أبريل ليسجل التغير في الإنتاج الصناعي داخل البلاد 0.0% ، في حين كانت التوقعات تشير لارتفاعه بنسبة 0.1%، وجاء هذا بعد أن سجل المؤشر التضنيعي لولاية فيلادليفيا تراجعا فاق التوقعات خلال شهر مايو ليسجل 4.5 نقطة، من 15.5 نقطة في أبريل، وهو ما تسبب ببعض الخسائر للدولار الأمريكي.

أيضا، أظهرت البيانات تراجعا فاق التوقعات في تصاريح البناء داخل الولايات المتحدة خلال شهر أبريل الماضي، مما يعكس تباطؤا في قطاع العقارات السكنية الهام، وهو ما وضع المزيد من الضغوط على الدولار ، والذي فشل أيضا في الاستفادة من التحسن في بيانات طلبات إعانات البطالة الأمريكية للأسبوع المنتهي في 10 مايو، بعد أن جاءت القراءة أعلى من التوقعات للأسبوع الثاني على التوالي.

ومع ذلك فقد حافظ الدولار على بعض المكاسب اليوم على خلفية التصريحات المتشددة لعدد من أعضاء بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، والتي ساعدت العملة منذ التعاملات المبكرة على التعافي من الخسائر الحادة أمس وسط الحركة التصحيحية التي شهدها الدولار اليوم، بعد أن تكبد الدولار خسائر كبيرة أمس نتيجة لبيانات التضخم التي أظهرت تراجعا واضحا في التضخم الأساسي خلال شهر أبريل.

ومع ذلك، دعا كل من عضو بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي في ولاية شيكاغو أوستان جولسبي وعضو البنك بولاية مينيابوليس نيل كاشكاري إلى إبقاء أسعار الفائدة ثابتة لفترة أطول، محذرين من أن توقعات السوق بشأن تخفيضات أسعار الفائدة قد تتأرجح أكثر من اللازم، في حين صرح عضو البنك بولاية نيويورك جون ويليامز بأنه على الرغم من إيجابية البيانات الأخيرة للتضخم، إلا أنها لا تثبت بعد أن التضخم سيحافظ على اتجاه التباطؤ، موضحا أنه لا يرى حاجة لخفض الفائدة بالوقت الحالي.

ويشير تسعير المستثمرين وفقا لأداة متابعة الفائدة الفيدرالي CME Fedwatch إلى احتمال بنسبة 91.6% بأن شهر يونيو لن يشهد أي تغيير في أسعار الفائدة الفيدرالية، في حين تغيرت الاحتمالات لشهر سبتمبر، حيث أظهرت الأداة احتمالا بنسبة 51.4% لخفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس من المستويات الحالية.