لماذا ارتفع مؤشر الدولار بقوة مع اقتراب نهاية تعاملات الأسبوع؟

حقق مؤشر الدولار الأمريكي ارتفاعات قوية مع اقتراب تعاملات نهاية الأسبوع الجاري، ونجح في التعافي من خسائره التي كان قد سجلها فور صدور قرارات السياسة النقدية للاحتياطي الفيدرالي الأمريكي منذ يومين، بفعل تعزز توقعات خفض الفائدة الأمريكية 3 مرات هذا العام، إلا أن الدولار تعافي بشكل واضح وتخلص من هذه الخسائر، وفيما يلي نظرة على أداء الدولار وأهم المؤثرات على تحركاته اليوم:

قوة البيانات الاقتصادية تدعم صعود الدولار بوضوح

استفاد الدولار الأمريكي خلال تعاملات اليوم الجمعة ولليوم الثاني على التوالي، من إيجابية البيانات الاقتصادية الأمريكية الصادرة أمس الخميس، والتي أظهرت استمرار قوة الأوضاع الاقتصادية داخل الولايات المتحدة، حيث سجلت القراءة الأولية لمؤشر PMI التصنيعي الأمريكي نحو 52.5 نقطة خلال شهر مارس الجاري، وهو ما جاء أفضل بكثير من التوقعات التي أشارت إلى نمو المؤشر إلى 51.8 نقطة فقط، وكانت القراءة السابقة قد سجلت 52.2 نقطة خلال شهر يناير.

وأيضا، كشفت البيانات الصادرة عن الرابطة الوطنية للوسطاء العقاريين داخل الولايات المتحدة الأمريكية إيجابية بيانات مبيعات المنازل الكائنة خلال شهر فبراير الماضي بالبلاد، فوفقا للبيانات، فقد بلغت مبيعات المنازل الكائنة الأمريكية نحو 4.38 مليون وحدة بنهاية فبراير الماضي، وهو ما جاء أفضل من توقعات الأسواق التي أشارت إلى تسجيلها نحو 3.95 مليون وحدة، وجاءت قراءة فبراير أفضل من القراءة السابقة بشهر يناير والتي سجلت 4.00 مليون وحدة.

وهذه البيانات الإيجابية أثارت التفاؤل حيال استمرار قوة الأوضاع الاقتصادية داخل الولايات المتحدة، وهو ما قد يدعم موقف الاحتياطي الفيدرالي في الإبقاء على الفائدة المرتفعة لفترة طويلة، وخاصة مع عدم تضرر النشاط الاقتصادي للبلاد بشكل كبير، وهو ما قدم دعما واضح لتداولات الدولار بسوق العملات.

تزايد الطلب على الدولار باعتباره من الملاذات الاَمنة

في ظل ضعف شهية المخاطرة بأسواق العملات اليوم الجمعة وخاصة وأن الأسواق كانت تترقب تصريحات محافظ الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، واحتمالية تقديمه أي إشارات جديدة حول الفائدة وقرارات السياسة النقدية المقبلة، ولكن هذا لم يحدث، ومن ثم، فإن الطلب على الدولار تزايد باعتباره من العملات الاَمنة، وفي ظل استمرار التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط، وفشل مجلس الأمن في التوصل إلى اتفاق حول إيقاف الحرب في غزة، فإن الدولار وجد دعما كبيرا جراء هذه التطورات.

ضعف عائد السندات الأمريكية يضعف أرباح الدولار

على الجانب الاَخر، فإن الدولار وجد بعض الضغوط التي حدت من أرباحه وعلى رأسها هبوط عائد السندات الأمريكية بمختلف اَجالها، حيث انخفض عائد السندات الأمريكية لأجل 10 سنوات بنسبة 1.34% واستقر عند مستوى 4.214%. وكذلك، تراجع عائد السندات الأمريكية لأجل 20 عام بنسبة 1.03% واستقر عند مستوى 4.490%. وفي الوقت ذاته، هبط عائد السندات الأمريكية لأجل 30 عام بنسبة 1.18% واستقر عند مستوى 4.389 نقطة، ويتم تداوله قرب مستوى 4.324%، وهذا الهبوط بعائدات السندات كان له أثر سلبي بتحركات الدولار.

كيف تأثر مؤشر الدولار بهذه التطورات الاقتصادية؟

في ضوء هذه التطورات، شهد مؤشر الدولار صعودا قويا خلال التعاملات وبنسبة تصل إلى 0.91%، ويتم تداول مؤشر الدولار حاليا عند مستوى 104.34 نقطة ويترقب التطورات الجديدة والبيانات الاقتصادية داخل الولايات المتحدة والتي من المقرر صدورها في الأسبوع المقبل.

اقرأ أيضا:

الين الياباني يتصدر العملات الرابحة اليوم والدولار الأمريكي يتبعه

بنك ING يتوقع انتهاء دورة صعود الدولار قريبا

زوج الدولار ين USD/JPY يصعد لأعلى مستوياته في أكثر من 4 أشهر