لماذا هبط الدولار الأمريكي بقوة قبل شهادة محافظ الفيدرالي باول؟

شهدت تداولات الدولار الأمريكي استقرارا واضحا خلال التعاملات المبكرة ليوم الثلاثاء، ولكن سرعان ما تكبدت العملة الخضراء خسائر قوية وسجلت انخفاضات حادة بالتداولات اللاحقة فور صدور بعض البيانات الاقتصادية الأمريكية والتي أثارت مخاوف الأسواق بشأن الأوضاع الاقتصادية في الولايات المتحدة.

وفي السطور القادمة، يمكن التطرق لأهم العوامل التي أثرت سلبا على تداولات الدولار الأمريكي اليوم:

أولا: سلبية قراءات مؤشر مديري المشتريات الخدمي

شهد الدولار الأمريكي ضغوطا حادة بعد صدور بيانات مؤشر مديري المشتريات الخدمي وطلبات المصانع الأمريكية، والتي عززت توقعات الأسواق حول تضرر الأوضاع الاقتصادية بأكبر اقتصاد في العالم، بما قد يدفع الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي للبدء في خفض سعر الفائدة بوقت مبكر مقارنة بالتوقعات.

وفي هذا الصدد، كشفت البيانات الصادرة عن معهد إدارة التوريدات ISM عن تسجيل مؤشر مديري المشتريات الخدمي المستوى 52.6 نقطة خلال شهر فبراير الماضي، وهو أسوأ من توقعات الأسواق التي رجحت تسجيله نحو 53 نقطة، كما جاءت القراءة الجديدة أسوأ من سابقتها والتي سجلت 53.4 نقطة خلال يناير الماضي.

وفي الوقت ذاته، سجلت طلبات المصانع انكماشا بنسبة 3.6% خلال شهر يناير الماضي، في حين توقعت الأسواق انكماش حجم الطلبات بنسبة 3.2% فقط، بما يشير لتضرر الإنتاجية في المصانع الأمريكية، وما له من انعكاسات حادة على النمو الاقتصادي في الولايات المتحدة.

ثانيا: التراجع الحاد لعوائد سندات الخزانة الأمريكية

غذى الهبوط القوي لعوائد سندات الخزانة الأمريكية الضغوط التي تواجه تداولات الدولار الأمريكي، حيث شهد الدولار ضغوطا بيعية حادة نتيجة لتراجع عوائد سندات الخزانة، وبالنظر لتداولات اليوم، يتضح أن عائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات قد فقد نحو 2% ليصل إلى 4.138%، كما هبط عائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل 20 سنة بنسبة 2.06% ليستقر قرب المستوى 4.389%، وفي نفس الوقت، سجل عائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل 30 سنة هبوطا حادا بحوالي 1.94% إلى 4.270%.

كيف انعكست هذه التطورات السلبية على أداء الدولار اليوم؟

ونتيجة للعوامل السابقة، هبط مؤشر الدولار الأمريكي (الذي يقيس أداء العملة الخضراء مقابل سلة من العملات الرئيسية) بنسبة 0.15% ليصل إلى 103.68 نقطة.

ويجدر القول إن الدولار الأمريكي يترقب شهادة محافظ بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي جيروم باول أمام الكونجرس على مدى اليومين المقبلين، حيث تبحث أسواق العملات عن أي علامات أو مؤشرات حول مسار السياسة النقدية الأمريكية خلال العام الجاري، خصوصا فيما يتعلق بقرار خفض الفائدة.