الاسترليني يتراجع بقوة بين العملات الرئيسية رغم بيانات النمو الإيجابية
تصدر الجنيه الاسترليني قائمة العملات الرئيسية الأكثر خسارة في ختام تعاملات الأسبوع وذلك على الرغم من صدور بعض البيانات الاقتصادية البريطانية المهمة وعلى رأسها بيانات النمو الاقتصادي البريطاني والتي جاءت إيجابية وأظهرت نمو الاقتصاد بنسبة 0.3% على أساس شهري بنهاية نوفمبر الماضي، وهي أفضل من توقعات أسواق العملات والتي أشارت إلى نمو الاقتصاد بنسبة 0.2% خلال هذه الفترة.
ولكن رغم هذه البيانات الاقتصادية الإيجابية، فإن الجنيه الاسترليني تراجع بقوة وانخفض بنسبة 1.79% وكان الأكثر تضررا بين العملات الرئيسية خلال تداولات اليوم الجمعة، ويبدو بأن مشاركة بريطانيا في الضربات العسكرية المشتركة مع الولايات المتحدة ضد جماعة الحوثيين باليمن هي المتسبب الرئيسي في خسائر العملة البريطانية، وبخاصة وأن جماعة الحوثي أعلنت بأنها سترد بكل قوة على هذه الضربات العسكرية وبأن المصالح البريطانية والأمريكية برا وبحرا أصبحت أهداف مشروعة لها خلال الفترة المقبلة، وهذه التوترات بين الجانبين انعكست بكل وضوح على أداء العملة البريطانية أمام العملات الرئيسية الأخرى.
وفي المرتبة الثانية بقائمة العملات الأكثر خسارة اليوم يأتي اليورو أو العملة الأوروبية الموحدة، بخسائر قدرها 1.19%، حيث لا تزال تصريحات محافظ المركزي الأوروبي، كريستين لاجارد، تلقي بظلالها السلبية على أداء اليورو بأسواق العملات اليوم، وبخاصة وأن لاجارد أكدت في تصريحاتها على أن منطقة اليورو تجاوزت الجزء الأصعب والأسوأ فيما يتعلق بالتضخم المرتفع، وبأنها تعتقد أن أسعار الفائدة للبنك المركزي الأوروبي قد وصلت إلى ذروتها، مضيفة بأن البنك قد يبدأ في خفض أسعار الفائدة بمجرد أن تؤكد البيانات الاقتصادية مسار التضخم الهبوطي نحو هدف المركزي الأوروبي البالغ 2%.
وهذه التصريحات ألحقت ضررا كبيرا بالعملة الأوروبية الموحدة، لأنها أنهت كافة الاَمال حيال استمرار المركزي الأوروبي في رفع الفائدة مجددا، وكذلك، تلمح إلى اقتراب البنك أيضا من خفض الفائدة المرتفعة قريبا، وهو ما دفع المستثمرين لبدء عمليات بيعية قوية لليورو، بما ساهم في خسائره القوية أمام العملات الرئيسية.
وفي ذيل قائمة العملات الأكثر خسارة اليوم الجمعة يأتي الفرنك السويسري بأضرار قدرها 1.07%، وذلك على الرغم من غياب البيانات المهمة الاقتصادية المهمة المؤثرة بتداولات الفرنك أمام العملات الرئيسية الأخرى، ولكن قد تكون المخاوف حيال توقف البنك الوطني السويسري عن التشديد النقدي تلقي بظلالها السلبية على أداء الفرنك وبخاصة مع هدوء الضغوط التضخمية بالبلاد خلال الفترة الماضية، وهو ما يجعل أسواق العملات تتضطلع إلى المزيد من البيانات الاقتصادية السويسرية المقبلة، للنظر في كيفية تحرك الوطني السويسري بشأن خطوات السياسة النقدية المقبلة.
اقرأ أيضا:
الدولار الكندي الأكثر ربحا ويتصدر قائمة العملات الرئيسية المرتفعة