الدولار يتخلى عن أرباحه المبكرة رغم إيجابية بيانات التوظيف، فلماذا؟
شهد الدولار الأمريكي انخفاضا هامشيا خلال تداولات اليوم الخميس، متخليا عن أرباحه الضعيفة التي تمكن من تحقيقها بوقت مبكر من الجلسة بعد البيانات الإيجابية الصادرة بالولايات المتحدة اليوم، واستمر الدولار في التداول أدنى أعلى مستوياته في أسبوعين ونصف، والذي كان قد سجله بعد صعوده القوي بجلسة أمس؛ الأربعاء.
الدولار الآن
وعلى صعيد التداولات، ارتفع مؤشر الدولار (الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل سلة من 6 عملات رئيسية أخري) بنحو 0.12%، ليسجل 102.33 نقطة، بعدما كان قد تجاوز مستوى 102.70 نقطة خلال تعاملات الجلسة السابقة.
لماذا تراجع الدولار اليوم؟
لقد أظهرت البيانات الصادرة اليوم، بأن القطاع الخاص غير الزراعي بالولايات المتحدة قد أضاف وظائف فاقت التوقعات بكثير خلال شهر ديسمبر الماضي، حيث بلغ حجم الزيادة في التوظيف داخل القطاع 164 ألف وظيفة، متجاوزا التوقعات التي رجحت ارتفاعه بنحو 115 ألف وظيفة، كما سجلت طلبات إعانات البطالة 202 ألف طلب، وكانت القراءة أفضل من التوقعات البالغة 216 ألف طلب.
وعزز هذا ارتفاع عوائد سندات الخزانة الأمريكية، حيث ارتفعت عوائد السندات القياسية لأجل 10 سنوات بنسبة 2.25%، مسجلة 3.99%، ولكنها استمرت برفض مستوى 4% للجلسة الثانية على التوالي وتضرر الدولار الأمريكي بوضوح وبخاصة بعدما أظهر محضر اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة أمس اقتراح بعض الأعضاء البدء في مناقشة العوامل الفنية لإبطاء وتيرة التشديد الكمي.
وشهد الدولار على إثر اللهجة المتشائمة لبنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بشأن التشديد الكمي تراجعا واضحا، وعلى الرغم من أن محضر الاجتماع لم يقدم أية أدلة على الموعد المحتمل لخفض الفائدة، إلا أن معنويات المستثمرين قد تأثرت باللهجة المتشائمة والتسعير المسبق للأسواق باحتمالية بدء الاحتياطي الفيدرالي بخفض الفائدة باجتماع مارس، وهو ما دفع الدولار لتجاهل إيجابية بيانات اليوم.
وفي نفس الوقت، فقد شهد الدولار أيضا ضغوطا هبوطية جراء صعود اليورو بشكل واضح اليوم، خاصة بعد صدور بيانات التضخم في ألمانيا، والتي أظهرت عودة معدل التضخم إلى الارتفاع وبوتيرة كبيرة، وكذلك ارتفاع التضخم الأساسي بشكل كبير للغاية، وهو ما عزز عمليات الشراء لصالح اليورو على حساب الدولار الأمريكي.
وتترقب الاسواق العالمية الآن صدور تقرير بيانات سوق العمل الأمريكية غدا، حيث تشير التوقعات إلى أن بيانات الرواتب قد تشهد ارتفاعا بحوالي 170 ألف وظيفة جديدة خلال ديسمبر، بعد ارتفاعها بنحو 199 ألف وظيفة بنوفمبر، ومن المتوقع أن يكون لتلك البيانات التي سيصاحبها أيضا معدل البطالة ونمو الأجور تأثيرا كبيرا على تحركات الدولار.