الدولار يهبط بقوة أدنى مستوى 102 رغم إيجابية بيانات إعانات البطالة، فلماذا؟

شهد مؤشر الدولار الأمريكي هبوطا كبيرا خلال تعاملات اليوم الخميس، حيث عمقت العملة الخضراء خسائرها فور صدور بيانات النمو النهائية للناتج المحلي الغجمالي بالولايات المتحدة، مع تجاهل المستثمرين بيانات إعانات البطالة الإيجابية.

الدولار الآن

وعلى صعيد التداولات، هبط مؤشر الدولار (الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل سلة من 6 عملات رئيسية أخرى) بنحو 0.52%، ليسجل 101.82 نقطة، مستقرا بالقرب من أدنى مستوياته في 5 أشهر، والذي كان قد وصل إليه يوم الجمعة الماضي قبل أن يصعد مرة أخرى بالجلسات المبكرة من هذا الأسبوع، ووضع هذا الدولار على الطريق نحو تكبد خسائر أسبوعية تقترب من 1%.

العوامل المؤثرة على تحركات الدولار

أظهرت البيانات الصادرة اليوم الخميس بأن القراءة النهائية لمعدل النمو بالولايات المتحدة خلال الربع الثالث من العام الجاري قد جاءت أقل من التقديرات الأولية التي كانت السلطات قد أعلنت عنها سابقا، حيث سجلت القراءة النهائية نموا بواقع 4.9%، بالمقارنة مع 5.2% التي أشارت إليها التقديرات الأولية، وهو ما يعكس تزايد ضغوط السياسة النقدية المتشددة لبنك الاحتياطي الفيدرالي على أداء الاقتصاد الأمريكي.

وفي نفس الوقت، أصدر بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي لولاية فيلادليفيا بيانات المؤشر التصنيعي للولاية خلال شهر ديسمبر الجاري، والتي أظهرت انكماشا فاق التوقعات بكثير، حيث سجل المؤشر انكماشا إلى 10.5، هبوطا من انكماش بلغ 5.9 فقط الشهر الماضي، وجاءت القراءة أسوأ بكثير من التوقعات التي أشارت لتسجيلها انكماش إلى نحو 3.3 فقط.

وبعد صدور تلك البيانات السلبية، تجاهل المستثمرون بيانات إعانات البطالة الإيجابية التي شهدها سوق العمل الامريكي خلال الأسبوع الماضي، والتي جاءت أفضل من التوقعات، وتفاعلت الأسواق مع النتائج المحتملة لتباطؤ النمو الاقتصادي بجانب انكماش النشاط التصنيعي لولاية فيلادليفيا على الخطوات المحتملة لبنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي باجتماعه القادم في نهاية يناير من العام المقبل.

ووفقا لأحدث بيانات أداة سعر الفائدة الفيدرالية FedWatch التابعة لـ CME Group، فإن تسعير الأسواق لاحتمالية قيام اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوح بخفض أسعار الفائدة باجتماع الاحتياطي الفيدرالي في مارس قد ارتفعت إلى نحو 73%، عقب صدور البيانات، مع تزايد احتمالية خفض آخر في اجتماع مايو إلى 74%، وهو ما تسبب بتزايد العمليات البيعية على الدولار بشكل كبير اليوم.

وتترقب الأسواق حاليا صدور بيانات إنفاق الاستهلاك الشخصي في الولايات المتحدة غدا، والتي تعد مؤشر التضخم المفضل لبنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، وتتوقع الاسواق على نطاق واسع تباطؤ قيمة المؤشر العام إلى 2.8%، وهو أدنى مستوى قد يسجله المؤشر منذ شهر أبريل من عام 2021، الأمر الذي قد يؤثر سلبيا على الدولار ويدفعه نحو تكبد المزيد من الخسائر.

الدولار وأزواج العملات

وعلى صعيد التداولات، ارتفع اليورو مقابل الدولار الأمريكي بنسبة 0.50% إلى 1.0992 دولار، كما صعد الجنيه الاسترليني أمام الدولار الأمريكي بنحو 0.31% إلى 1.2677 دولار، بينما هبط الدولار أمام الين الياباني بنسبة 0.90% ليصل إلى 142.26 ين، وشهد الدولار أيضا خسائر متفاوته مقابل باقي العملات الرئيسية جميعا.

اقرأ أيضا:

توقعات بنك ING لأداء الدولار حتى نهاية العام الحالي