الدولار النيوزلندي ينخفض بقوة ويتصدر قائمة العملات الأكثر خسارة، فلماذا؟
تراجع الدولار النيوزلندي بشكل واضح خلال تعاملات اليوم الاثنين وكان أكثر العملات الرئيسية خسارة في مستهل تعاملات الأسبوع الجديد، وذلك على الرغم من غياب البيانات الاقتصادية المهمة المؤثرة على تداولاته، ولكن قد يكون ضعف شهية المخاطرة بأسواق العملات هو المؤثر الأبرز على تحركات العملة النيوزلندية اليوم.
ولقد تضررت شهية المخاطرة بأسواق العملات اليوم في ظل المخاوف حيال التوترات في منطقة الشرق الأوسط والتي قد تدفع بالعالم إلى ركود اقتصادي قوي إذا ما توسعت حدة الصراع في المنطقة، وفي هذا السياق، قال لاري فينك، الرئيس التنفيذي لشركة بلاك روك والتي تعتبر أكبر شركة لإدارة الأصول في العالم، بأن الهجوم الإسرائيلي على غزة، والحرب فى أوكرانيا بالعام الماضي، دفعت العالم تقريبا إلى مستقبل جديد كليا يسوده حالة من الخوف، وهذا الخوف قج يخلق حالات ركود في الأمد البعيد، وأنه إذا استمر الخوف المتزايد لدينا فإن احتمالات الركود الأوروبي تتنامى وتتزايد احتمالات الركود في الولايات المتحدة، ونظرا لهذه المخاوف فإن شهية المخاطرة تضررت بوضوح وانعكس ذلك سلبيا على تحركات الدولار النيوزلندي أمام العملات الرئيسية.
وفي المرتبة الثانية بقائمة العملات الأكثر خسارة خلال التعاملات يأتي الين الياباني بخسائر تصل إلى 2.04%، حيث تراجعت العملة اليابانية بسبب تصريحات محافظ بنك اليابان، كازوا أويدا، والتي أكد فيها على أن بنك اليابان سيستمر في الحفاظ بصبر على التيسير النقدي لدعم النشاط الاقتصادي، وأن قد ترتفع أسعار الفائدة طويلة الأجل إلى حد ما، ولكن المهم هو النظر إلى سعر الفائدة الحقيقي الذي يأخذ توقعات التضخم في الاعتبار، مضيفا بأنه حتى لو ارتفعت أسعار الفائدة طويلة الأجل، فإن أسعار الفائدة الحقيقية ستظل تتحرك في المنطقة السلبية، وبالتالي فإن الظروف النقدية ستكون تيسيرية بما فيه الكفاية للاستمرار بدعم الاقتصاد، وهذه التصريحات أثرت سلبيا على تحركات الين بسوق العملات.
بينما في المرتبة الثالثة بقائمة العملات الخاسرة يأتي الدولار الاسترالي بنسبة تصل إلى 0.75%، في ظل ضعف شهية المخاطرة بأسواق العملات اليوم بسبب مخاوف الركود الاقتصادي، وذلك جنبا إلى جنب مع ترقب الأسواق لصدور قرارات الاحتياطي الاسترالي حول الفائدة، رغم توقعات أسواق العملات بأن الاحتياطي الاسترالي قد يرفع الفائدة بنحو 25 نقطة أساس إضافية، ولكن هذه التوقعات تزيد خسائر الدولار الاسترالي بوضوح وبخاصة مع تعزز احتمالات أن ينهي الاحتياطي الاسترالي دورة التشديد النقدي قريبا، وأن هذا الرفع للفائدة قد يكون الأخير، ومن ثم، فإن ذلك يؤثر سلبيا على تحركات الدولار الاسترالي.
وأخيرا، جاء الدولار الأمريكي في ذيل قائمة العملات الأكثر خسارة بتداولات اليوم، حيث لا يزال الدولار الأمريكي يتضرر من تعزز توقعات أسواق العملات بأن الفيدرالي الأمريكي لن يرفع الفائدة مجددا خلال اجتماعه المرتقب في ديسمبر المقبل وبخاصة بعد سلبية بيانات سوق العمل الأمريكية بنهاية الأسبوع الماضي والتي أظهرت تباطؤ أوضاع سوق العمل الأمريكي بوضوح خلال أكتوبر الماضي بسبب تضرره من وتيرة رفع الفائدة الأمريكية خلال الفترة الماضية، وهذه البيانات كان لها وقع سلبي بأداء الدولار أمام العملات.