الدولار يتراجع رغم انتعاش السندات، فما السبب؟

تخلى الدولار الأمريكي ، خلال تعاملات يوم الثلاثاء، عن أرباحه التي حققها مع ختام جلسة أمس، وتكبد خسائرا هامشية وسط نبرة الحذر التي تسود الأسواق العالمية.

ولاقى الدولار بعض الضغوطات الهبوطية وسط التوقعات المتشائمة لأداء العملة، فضلا عن الضغوط التي شهدها بعد صدور بيانات النمو في الصين.

أبرز الأسباب التي دفعت الدولار نحو التراجع

أوضحت بيانات مكتب الإحصاءات الوطنية في الصين، الصادرة في وقت مبكر من صباح اليوم، أن نمو الناتج المحلي الإجمالي للجهورية الشعبية خلال عام 2022 قد فاق التوقعات، وسجل 3%، بعد أن شهدت الصين نموا بنحو 2.9% خلال الربع الأخير من العام، بعد أن قررت السلطات إعادة فتح الاقتصاد ورفع القيود الوبائية لدفع مسيرة التنمية.

وأدت تلك البيانات الإيجابية بالصين إلى عمليات بيع واسعة النطاق على الدولار الأمريكي، جراء سحب العديد من المستثمرين استثماراتهم على العملة، مما دفعها للتخلي عن أرباحها والتراجع بتعاملات اليوم.

اقرأ أيضا:

الصين: لا يمكننا القول أن اقتصاد البلاد قد تعافى تماما!

 

ولكن على الصعيد الآخر، فقد أثارت البيانات الإيجابية للغاية شكوك المحللين والاقتصاديين بشأن مدى مصداقيتها، خاصة في ظل الارتفاع الهائل في أعداد الإصابات الجديدة بفيروس كورونا خلال الشهر الماضي منذ رفع القيود الوبائية، فضلا عن أن البيانات جاءت أقل بكثير من أهداف الحكومة البالغة 5.5%، وهو ما عزز مخاوف العديد من المستثمرين، وهذا ما ساعد على وضع حد لحجم خسائر الدولار.

وفي هذا السياق، فقد استمد الدولار الأمريكي بعض الدعم أيضا من التعافي الكبير لعوائد سندات الخزانة الأمريكية خلال نتعاملات اليوم، حيث ارتفعت عوائد السندات لأجل 10 سنوات بأكثر من 1%، وهو ما ساعد الدولار على تجنب الإنزلاق نحو خسائر كبيرة.

وفضلا عن ذلك، فقد استمر التداول الحذر للمستثمرين على الدولار الأمريكي اليوم، وسط ترقب الأسواق صدور بيانات مبيعات التجزئة في الولايات المتحدة غدا، والتي سيكون لها على الأرجح تأثير كبير على أداء الدولار.

وبالتطرق إلى تداولات الدولار مقابل العملات الأخرى، فقد شهدت العملة ارتفاعا واضحا مقابل الين الياباني، مع ترقب الأسواق صدور قرار الفائدة لبنك اليابان غدا، وسط تباين التوقعات مع تصريحات المسئولين بشأن قرار البنك.

أما بالنسبة لتداولاته أمام العملات الأوروبية، فقد تحرك اليورو في نطاق ضيق مقابل الدولار خلال تعاملات اليوم، وذلك بالقرب من مستويات إغلاقه أمس، حيث تمسكت العملة الموحدة للاتحاد الأوروبي بمستويات تداولها، بعد صدور مؤشر Zew للثقة الاقتصادية في ألمانيا – أكبر اقتصادات المنطقة – والذي تجاوز الصفر للمرة الأولى منذ عشرة أشهر.

اقرأ أيضا:

عاجل - مؤشر ZEW الألماني يتجاوز الصفر لأول مرة منذ 10 أشهر

وفي نفس الوقت ارتفع الجنيه الاسترليني مقابل الدولار، بعد تشديد وزير الخزانة جيريمي هانت على ضرورة عدم اتخاذ أية خطوات من شأنها الحد من تراجع التضخم المرتفع، ليصبح بعد ذلك مترسخا بشكل دائم في اقتصاد المملكة المتحدة.

الدولار الآن

على صعيد التداولات، تراجع مؤشر الدولار – الذي يقيس أداء العملة مقابل سلة من 6 عملات رئيسية أخرى – بنحو 0.2%، ليسجل 102.36 نقطة.

وفي نفس الوقت، ارتفع الدولار مقابل الين الياباني بنحو 0.23% إلى 128.87 ين، في حين استقر اليورو أمام الدولار عند مستوى 1.0823 دولارا، كما ارتفع الجنيه الاسترليني مقابل الدولار بنسبة 0.16% ليصل إلى 1.2214 دولارا.

أما عن أداء سندات الخزانة الأمريكية، فقد شهدت جميع عوائد السندات انتعاشا كبيرا خلال تعاملات اليوم، باستثناء السندات لأجل سنتين، وارتفعت عوائد السندات لأجل 10 سنوات بواقع 1.12% لتصل إلى 3.548%.

اقرأ أيضا:

أحد البنوك الكبرى: دورة صعود الدولار قد تنتهي مع بدايات عام 2023 !