تقرير العملات الأضعف: لماذا جاء الين الياباني أولا؟
سجل الين الياباني انخفاضا قويا خلال تعاملات اليوم الجمعة بسوق العملات وكان أكثر العملات الرئيسية هبوطا بنسبة تصل إلى 2.23% تزامنا مع تحسن شهية المخاطرة في الأسواق خلال التداولات، وهو ما عزز الطلب على العملات والأسهم وأضعف الطلب على الملاذات الاَمنة ومنهم الين الياباني.
وتعززت شهية المخاطرة خلال تعاملات سوق العملات اليوم الجمعة تزامنا مع ارتفاع العائد على السندات الأمريكية بشكل ملحوظ في ظل التفاؤل حيال الاقتصاد الأمريكي وقدرته على التعافي سريعا من تداعيات فيروس كورونا المستجد، بالإضافة إلى توقعات ارتفاع التضخم بقوة داخل الولايات المتحدة، وهو ما قد يستدعي إنهاء التيسير النقدي الأمريكي بأسرع من المتوقع.
وفي المرتبة الثانية بقائمة العملات الأضعف يأتي الدولار الاسترالي بنسبة 0.79% مقارنة ببعض العملات الرئيسية الأخرى، وذلك في ظل المخاوف من تداعيات تفشي فيروس كورونا المستجد داخل استراليا مجددا بعد تعليق استخدام لقاح أسترازينيكا وهو ما يلقي بظلاله السلبية على تعافي الاقتصاد الاسترالي من تداعيات تفشي الفيروس سريعا ويعمل على استمرار السياسة النقدية من قبل الاحتياطي الاسترالي لفترة طويلة. وأعلنت ولاية نيو ساوث ويلز اليوم الجمعة والتي تعد أكبر وأقدم ولاية في استراليا حظر استخدام لقاح أسترازينيكا مؤقتا لجميع الفئات العمرية، فيما تنتظر السلطات الاسترالية تحديث حول فعالية اللقاح وآثاره الجانبية قبل الموافقة عليه.
بينما في المرتبة الأخيرة بقائمة العملات الأكثر تضررا يأتي اليورو أو العملة الأوروبية الموحدة بنسبة خسائر تصل إلى 0.10% فقط، حيث لا يزال المستثمرون في اليورو يتخوفون من استمرار تفشي فيروس كورونا داخل الاقتصادات الأوروبية وهو ما يحول دون تعافي التعافي الاقتصادي السريع خلال العام الجاري، وبخاصة بعد تصريحات وزير الصحة في أكبر الاقتصادات الأوروبية حاليا بأن ألمانيا تحتاج إلى تطبيق إجراءات إغلاق من جديد من أجل التغلب على الموجة الجديدة من فيروس كورونا، وأن معدلات الإصابات الجديدة الحالية تعكس الوضع الحالي لفيروس كورونا. كما أنه يجب أن تحد إجراءات الإغلاق من التنقلا الكثيرة وأن يستمر لمدة أسبوعين إلى أربعة أسابيع للمساهمة في احتواء الفيروس.
بالإضافة إلى ذلك، فإن تصريحات نائب محافظ البنك المركزي الأوروبي لويس دي جيندوس اليوم الجمعة والتي أكد فيها بأن المخاطر الهبوطية على الاقتصاد الأوروبي تحققت، مضيفا بأن الأداء الاقتصادي خلال الربع الأول من العام الجاري جاء أسوأ من المتوقع في ظل استمرار تفشي فيروس كورونا المستجد داخل البلدان الأوروبية، أثرت سلبيا على تحركات اليورو أمام العملات الأخرى.