أصداء أزمة الديون على جانبي الأطلنطي تلقي بظلالها على اليورو

تراجع زوج (اليورو/ دولار) عقب تعرضه لموجة بيع قوية خلال فترة التداول الآسيوية، وذلك بعد تحذير وكالة موديز بخفض التصنيف الائتماني لأسبانيا، ولكن خلال فترة منتصف نهار فترة التداول الأوروبية، استقر الزوج إثر التعليقات الصينية التي أشارت إلى أنها من الممكن أن تبدي اهتمامًا بشراء السندات اليونانية.

وقد قامت وكالة موديز للتصنيف الائتماني بالثناء على المجهودات الإسبانية الأخيرة حيال التقشف المالي مشيرة إلى أنها تراقب بشكل إيجابي إنجازات الحكومة المحققة على المدى القريب. وعلى الرغم من ذلك، أبدت موديز قلقها حيال ارتفاع تكلفة رؤوس الأموال بالبلاد خلال بداية اضطراب أسواق الائتمان في المنطقة.
وقالت موديز: " ارتفت تكلفة التمويل لبعض الوقت بالنسبة للحكومة الأسبانية إضافة إلى الكثير من مصدري الديون القريبين، مثل البنوك المحلية والحكومات المحلية" وأضافت موديز أن ذلك الضغط الزائد من المحتمل ان يرتفع عقب الإعلان عن حزمة إنقاذ رسمية مقدمة لليونان.

وتراجع زوج (اليورو/ دولار) إلى المستوى 1.4263 عقب الأخبار ولكن لم يستطيع الحفاظ على مستوى الدعم عند المستوى 1.4250 في ظل قدوم صائدي الصفقات. ومن الممكن ان يكون الزوج قد تلقى دعمًا من البيانات الاقتصادية على صعيد بيانات المستهلك. وقد تخطت كل من بيانات مبيعات التجزئة الألمانية وبيانات إنفاق المستهلك الفرنسية التوقعات بفارق كبير في ظل ارتفاع بلغ 6.3% مقابل التوقعات التي بلغت 1.6%. ويعد ذلك الارتفاع في بيانات الإنفاق الألماني هو الاكبر منذ إعلان توحيد البلاد وتعد الإشارة الواضحة الأولى الدالة على ترجمة أداء أكبر اقتصاد أوروبي في صالح طلب المستهلكين. وإذا استطاع الاقتصاد الألماني إعاد الاتزان لمعدلات النمو الاقتصادية من خلال قطاع التصدير باتجاه الطلب المحلي سوف يستطيع حينها الحفاظ على الزخم خلال النصف الثاني من عام 2011.

وعلى صعيد أمريكا الشمالية اليوم تتجه الأنظار إلى الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي إضافة إلى مؤشر PMI التصنيني لولاية شيكاغو وتقرير جامعة ميشيغي، ولكن من المتوقع أن تكون للبيانات الاقتصادية تأثيرًا بسيطًا على التداول اليوم في ظل تركيز الأسواق على تطور الأحداث في واشنطن في ظل إلغاء بونر المتحدث الرسمي التصويت على رفع سقف الديون في مجلس النواب مما ساعد اليورو على الارتفاع إلى المستوى 1.4365 قبيل إعلان موديز الذي أوقف الارتفاع حيث من المتوقع أن يشهد اليورو تذبذبًا إثر التطورات الحادثة على جانبي الأطلنطي. وعلى الرغم من ذلك، من الممكن أن يشهد السوق حالة من العصبية خلال عطلة نهاية الأسبوع حيث لم تشهد مباحثات صانعي السياسات أي تطورات حيال رفع سقف الدين الأمريكي الأمر الذي ممكن أن يؤدي إلى ارتفاع جديد في ظل موجة البيع على الدولار حيث يقترب موعد تخلف الولايات المتحدة عن سداد ديونها.


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image