الدولار USD في مقدمة العملات الرابحة اليوم، لماذا؟
في أولى أيام تداول الأسبوع الجاري، استطاع الدولار الأمريكي USD أن يتصدر المرتبة الأولى بين العملات الرئيسية الأكثر ارتفاعا، حيث قام بتسجيل صعود بنسبة 6.27% مقابل العملات الأخرى وكانت المرتبة الثانية من نصيب الين الياباني JPY الذي صعد بنحو 4.25%. وجاء ذلك ذلك مع سعي المستثمرين إلى عملات آمنة نسبيا بعد تضرر الجنيه الاسترليني واليورو في أعقاب تشديد العديد من الدول عمليات الإغلاق لكبح تفشي فيروس كورونا خاصة مع ظهور سلالة جديدة من الفيروس.
ويأتي انتعاش الدولار بعد أن هبط إلى أدنى مستوياته في عامين ونصف الأسبوع الماضي، مدفوعا بالتفاؤل بأن اللقاحات ستساعد في إنعاش النمو العالمي. بينما من خلال تداولات اليوم، صعد مؤشر الدولار الأمريكي DXY بنسبة 0.38% إلى 90.625 بعد أن لامس مستوى 89.723 يوم الخميس للمرة الأولى منذ أبريل 2018. وفي المقابل، تراجعت العملات ذات المخاطر العالية في بداية تداولات الأسبوع حيث اندفع المستثمرون إلى أصول وعملات الملاذ الآمن. فقد تراجع الاسترالي دولار AUDUSD 1.24% إلى 75.295 وصعد الدولار ين USDJPY بنسبة 0.32% إلى 103.62.
وباعتبار أحد عملات الملاذ الآمن، كانت المرتبة الثالثة من الارتفاعات من نصيب الفرنك السويسري CHF حيث سجل ارتفاع بنسبة 2.96%. وجاء ذلك عقب تصاعد المخاوف العالمية حول فيروس كورونا حيث أبلغت استراليا عن حالتين إصابة بالسلالة الجديدة من فيروس كورونا التي تم اكتشافها في المملكة المتحدة، حيث تم العثور على مسافرين من المملكة المتحدة إلى ولاية نيو ساوث ويلز الاسترالية يحملان الفيروس الذي قد أبلغت عنه بريطانيا وقالت إنه قد يكون أكثر عدوى بنسبة تصل إلى 70% من فيروس كورونا. وقالت السلطات إن كلاهما في الحجر الصحي، وأن الارتفاع الأخير في عدد الإصابات الجديدة في سيدني غير مرتبط بذلك. ويبدو أن الدول تراقب عن كثب السلالة الجديدة من الفيروس وبالفعل قامت دول أوروبية والعديد من الدول الأخرى بما في ذلك كندا وإيران بإغلاق أبوابها أمام المسافرين من بريطانيا.
ومع ترقب الأسواق مستجدات محادثات البريكست خلال تداولات الأسبوع الجاري، جاء اليورو EUR في المرتبة الرابعة من حيث الصعود بتسجيل 1.63%. وفي هذا السياق، صرح وزير الخارجية الأيرلندي سيمون كوفيني اليوم الإثنين، إنهم حققوا تقدم كبير فى ما يخص الاتفاق التجاري و تكافؤ الفرص التجارية بين بريطانيا والاتحاد الأوروبى الأسبوع الماضي، لكنه أيضا أشار إلى أن القضية الأساسية المتبقية للوصول إلى اتفاق بين بريطانيا والاتحاد الأوروبى هي مصايد الأسماك. وأضاف كوفيني أن محادثات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ليست في وضع جيد، موضحا أنه يجب أن يكون هناك اتفاق يحقق المصالح المشتركة التي تجمع الاتحاد الأوروبي وبريطانيا بشأن مصايد الأسماك. وأشار وزير الخارجية الأيرلندي فى تصريحاته من غير المرجح أن تدعم دول الاتحاد الأوروبي عرضا إضافيا لحل مشكلة مصايد الأسماك من ذلك الذى كان معروض على بريطانيا في عطلة نهاية الأسبوع الماضي.
وأخيرا، جاء الدولار الكندي CAD في المرتبة الخامسة من حيث الارتفاعات مسجلا تحسنا في الأداء بنسبة 0.45%، على الرغم من تراجع أسعار النفط إلا أن بيانات الاقتصاد الصادرة عن كندا في الآونة الأخيرة قد دعمت صعود الدولار الكندي خلال اليوم.