البنك المركزي الأوروبي: مرة ولن تتكرر أم البقية تأتي؟
حركة السعر:
- - الزوج (دولار/ ين): استقرار عند 80.90.
- - الزوج (الأسترالي/ دولار): يرتفع للمستوى 1.0750 بفضل بيانات التوظيف.
- - الزوج (الإسترليني / دولار): يعود للمستوى 1.6000 عقب بيانات الانتاج التصنيعي.
شهدت التداولات في سوق العملات تذبذبًا قبيل صدور قرار الفائدة للبنك المركزي الأوروبي وبنك انجلترا، حيث اختبر كل من اليورو والإسترليني نطاق المستويات الأعلى والأدنى لهما، في حين ارتفع الدولار الأسترالي مدعومًا ببيانات التوظيف التي فاقت التوقعات. أما عن الزوج (يورو/ دولار)، فقد فشل في الاستقرار عند أعلى مستويات له خلال فترة التداول قرابة المستوى 1.4350، إذ تراجع لمستوى الحاجز النفسي 1.4300 عند افتتاح الفترة الأوروبية، إلا أنه تمكن من الاستقرار عقب مزاد السندات الإسبانية الذي كان الطلب عليه إيجابيًا.
وفي سياق متصل، شهدت السندات الإسبانية بيع على التغطية إيجابي، غير أنها باتت مضطرة لدفع عائدات السندات المستحقة قبل المزاد. في حين، سجلت السندات الاسبانية لأجل 5 سنوات 4.89%، فيما استقرت السندات لأجل 3 سنوات عند 4.32%. وكما هو موضح من خلال عائدات السندات، لا يزال سوق الإئتمان مضطربًا، علاوة على أن خفض التصنيف الإئتماني للبنوك البرتغالية لن يساعد في ارتفاع مستويات تأمين الديون ضد مخاطر التعثر في السداد لتسجل 1050 نقطة أساس. وكما ذكرنا يوم أمس، تسكن المخاوف الحقيقية في سوق الإئتمان الأوروبي في 1 تريليون فضلاً عن الاقتصاد الإسباني والإيطالي، إذ أن قيمة ديونهم السيادية لا تزال محل التساؤل. هذا، وقد تراجعت البنوك الإيطالية من جديد خلال فترة التداول الأوروبية، إذ لا يزال السوق يترقب عائدات السندات الآجلة لعشر سنوات التي استقرت في الوقت الراهن فوق المستوى 5%.
وعلى صعيد البيانات الاقتصادية، جاءت البيانات البريطانية متضاربة، إذ سجل مؤشر الإنتاج الصناعي ارتفاعًا بواقع 0.9% مقابل التوقعات التي سجلت 1.1%، في حين ارتفع مؤشر الإنتاج التصنيعي مسجلاً1.8% مقابل التوقعات التي بلغت 1.1%. فضلاً عن ذلك يُعد ارتفاع القطاع التصنيعي من أدنى مستويات له خلال شهر أبريل والتي تمت مراجعتها على انخفاض، لذا لا يزال أثر ذلك على الجنية الإسترليني متوقفًا. إذ ارتفع الزوج من أدنى مستويات له خلال فترة التداول الليلية من 1.5944، إلا أن مسيرته لا تزال متوقفة دون مستوى الحاجز النفسي 1.6000 قبيل صدور قرار الفائدة لبنك انجلترا. ووفقًا للتوقعات لم يطرأ ثمة تغير على معدل الفائدة فضلاً عن أنه لم يرد أي بيان من قبل لجنة السياسة النقدية.
وفي استرليا، شهد سوق العمل مكاسب هائلة في ظل الوظائف الجديدة التي بلغت 23.4 ألف والتي توفرت خلال شهر يونيو، لتأتي أفضل من التوقعات التي سجلت 15.2 ألف، مما شكل تحسنًا من تراجع الشهر السابق الذي بلغ -0.5%. تجدر الإشارة إلى أن معدل البطالة لم يطرأ عليه ثمة تغير مستقرًا عند 4.9%، للشهر الرابع على التوالي حيث استقر دون المستوى 5%، في حين ارتفعت نسبة المشاركة مسجلة 65.6%. وكما ذكرنا آنفًا، " ارتفع الدولار الأسترالي في ضوء أخبار البيانات الاقتصادية مسجلاً أعلى مستوى له عند 1.0750 خلال التداولات الصباحية، إذ يتوقع المتداولون أن تشدد سوق العمل قد يجبر البنك الاحتياطي الفيدرالي على إعادة تقييم موقفه المحايد، وإعادة النظر في رفع معدل الفائدة الأساسي بواقع 25 نقطة أساس أخرى قبل نهاية العام."
وفيما يتعلق بفترة التداول الأمريكية، سوف يتمكن السوق من التنبأ بنتائج بيانات التوظيف فضلاً عن البيانات الأسبوعية، غير أن سيكون محور التركيز الأخر منصب على أطلنطا، إذ أن البنك المركزي الأوروبي من المقرر أن يُعقد حديث صحفي، وسط توقعات رفع معدل الفائدة بواقع 25 نقطة أساس، إلا أن السؤال يمكن في ما إذا كان ذلك الرفع في معدل الفائدة "هو مرة ولن تتكرر" أم "البقية تأتي". ومن جانبه، كان تريشيه حذرًا عندما أكد على أن البنك المركزي الأوروبي لن يلتزم بشكل مسبق بأي قرارات سياسية، إضافةً إلى ذلك كانت لهجته اليوم يغلب عليها الحذر، إذ أنه حاول تحقيق توازن بين الحاجة إلى تبني سياسة الحذر بشأن معدلات التضخم وبين الطلب الواضح على السيولة في منطقة اليورو. وفي الواقع، نتيجة اعتدال معدلات الأسعار، من المحتمل أن يكون خطاب تريشيه حول المخاوف حيال أزمة الديون السيادية في منطقة اليورو، وسط تركيز السوق على موقف البنك المركزي الأوروبي من السندات اليونانية في حال أن اختيار وكالات التصنيف الإئتماني أن تنظر إلى إعادة الهيكلة المقبلة على أنه تعثر في أداء الدين. وبالتالي، في حال خلو خطاب تريشيه من أي عبارات مبالغ فيها، فإن ذلك سوف يرجح أنه سوف يكون هناك رفع الجديد لمعدل الفائدة قبل نهاية العام، كما أن الزوج(يورو/ دولار) قد لا يتلقى دعمًا من الحديث الصحفي المقرر انعقاده اليوم، إذ قد يستأنف الزوج مسيرة تراجع فور انتهائها.