كيف تؤثر أسعار وعائدات السندات على أسواق الأسهم؟
ماهى السندات والأسهم؟
تعتبر السندات هي قروض تقدم للشركات والحكومات، كما أنها تعتبر وسيلة من وسائل الاستثمار. ويعد حامل السند دائنًا للجهة المصدرة له ولا يعد شريكًا فيها ولحامل السند الحق في استرداد قيمة السند بعد وقت معين. وتتغير قيمة السند بمرور الوقت. ولكن لا يهم ذلك إلا في حالة بيعها في السوق الثانوية.
أما الأسهم فهي جزء من ملكية الشركة. وحامل السهم يعد شريكاً فالشركة، وتعتمد قيمة السهم على أرباح الشركات، حيث تصدر الشركات تقارير أرباحها كل ثلاثة أشهر. فيما تتغير قيمة السهم يومياً اعتماداً على توقعات المستثمرين للأرباح المستقبلية مقارنة بالشركات المنافسة.
ما الفرق بين أسعار السندات وعائدات السندات؟
أسعار السندات هي الأموال التي يقوم المستثمر بدفعها للحصول على السند. وتتأثر أسعار السندات بشكل رئيسي بالطلب على السندات فكلما ارتفع الطلب على السندات يؤدي ذلك لارتفاع أسعارها والعكس صحيح.
أما عائدات السندات فهي الفائدة المدفوعة لحامل السند، فعندما يقوم المستثمر بشراء سندات من شركة، وتعد أسعار الفائدة وتوقعات أسعار الفائدة هي المؤثر الرئيسي على تحديد العائدات على السندات.
ويذكر أنه هناك علاقة عكسية بين أسعار السندات والعائدات على السندات فارتفاع أسعار السندات يؤدي لتراجع العائد على السندات فيما يدعم انخفاض أسعار السندات ارتفاع عوائدها.
لماذا تعتبر أسعار السندات مهمة لسوق الأسهم؟
لا يعرف الكثير أن سوق السندات يكاد يكون ضعف حجم سوق الأوراق المالية. لذا فإن المستثمرين في سوق الأسهم يراقبون عن كثب أسعار السندات لأنها تعكس تصور السوق لاتجاه العائدات على السندات وأسعار الفائدة، وعندما تنخفض أسعار السندات فإن السوق يأخذ بعين الاعتبار ارتفاع العائد على السندات وارتفاع أسعار الفائدة.
ويهتم المستثمرون بشدة بتحركات العائدات على السندات وأسعار الفائدة لما لها من تأثير مباشر على سوق الأسهم، فتقوم الشركات بأخذ القروض من البنوك لتمويل أعمالها، لذا فإن زيادة سعر الفائدة من شأنه أن يزيد التزامات الشركة المالية. إلى جانب تأثر البنوك نفسها، حيث قد يؤدي ارتفاع العائدات إلى زيادة الديون المعدومة. كما تتأثر المرافق ، ومخزونات البنية التحتية ، بشكل كبير عندما ترتفع أسعار الفائدة.
ما العلاقة بين سوق السندات وسوق الأسهم؟
هناك علاقة متطورة باستمرار بين سوق السندات وسوق الأسهم. ونرى علاقة عكسية بين الطرفين في العديد من الحالات، فخلال فترات التوسع والنمو الاقتصادي يسيطر التفاؤل على الأسواق وزيادة شهية المخاطرة كما ترتفع أرباح الشركات، مما يدعم ارتفاع الطلب على الأسهم، وتراجع الطلب على السندات وبالتالي انخفاض أسعار السندات مما قد يؤدي إلى قيام البنوك برفع أسعار الفائدة وارتفاع العائدات على السندات لجذب المستثمرين، خاصة وأن ارتفاع أرباح الشركات قد يؤدي إلى زيادة التضخم وبالتالي إلى انخفاض قيمة السندات مع مرور الوقت.
أما في فترات تراجع أسواق الأسهم التي تكون عادة بسبب تباطؤ الاقتصاد أو القلق من تباطؤ الاقتصاد، فنجد تراجع شهية المخاطرة في الأسواق، مما يدعم ارتفاع الطلب على السندات بإعتبارها ملاذ أمن. وبالتالي ارتفاع أسعار السندات مما قد يؤدي في نهاية المطاف لقيام البنوك بخفض أسعار الفائدة وانخفاض العائدات.
ومع ذلك ، هناك فترات زمنية نجد فيها تحرك سوق الأسهم بالتزامن مع سوق السندات، خاصة في فترات التعافي الاقتصادي فيكون فيها التضخم منخفض وتلتزم البنوك بأسعار فائدة منخفضة لتحفيز الاقتصاد، حتى يبدأ الاقتصاد في النمو مرة أخرى بدون مساعدة السياسة النقدية.
أقرأ أيضاً:
كيف تؤثر السندات على قيمة العملة