بيانات سوق العمل الأمريكية: اختبار حاسم لتوجهات الاحتياطي الفيدرالي
تستعد الأسواق المالية لاستقبال بيانات سوق العمل الأمريكية يوم الجمعة، حيث تلعب هذه البيانات دورًا جوهريًا في تحديد حركة الدولار الأمريكي وتوجهات أسواق السلع والأسهم. تأتي أهمية هذه البيانات كونها تقدم إشارة حاسمة للاحتياطي الفيدرالي بشأن قرارات أسعار الفائدة المستقبلية، مما يجعلها محور اهتمام المستثمرين.
أولا: أداء سوق العمل في أكتوبر: إشارات مقلقة
أظهرت بيانات أكتوبر الماضي تباطؤًا واضحًا في سوق العمل، حيث أضاف الاقتصاد 12 ألف وظيفة فقط، وهو رقم مخيب للآمال مقارنة بالتوقعات التي أشارت إلى إضافة 106 آلاف وظيفة.
في المقابل، استقر معدل البطالة عند 4.1%، وهو ما كان متوقعًا. أما متوسط الأجور بالساعة فقد شهد نموًا بنسبة 0.4% على أساس شهري، متفوقًا على التقديرات التي بلغت 0.3%.
تلك البيانات عززت التكهنات بأن الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي قد يتجه لخفض أسعار الفائدة في اجتماع ديسمبر المقبل، مما أثر سلبا على حركة الدولار الأمريكي أمام العملات الأخرى.
ثانيا: المؤشرات الدالة على بيانات سوق العمل:
خلال الأسابيع الماضية، صدرت عدة تقارير اقتصادية تقدم إشارات متباينة عن الأداء المنتظر لسوق العمل. بيانات التوظيف في القطاع الخاص (ADP) أظهرت إضافة 146 ألف وظيفة خلال أكتوبر، وهو أقل بقليل من التوقعات التي بلغت 150 ألف وظيفة.
من جهة أخرى، استقرت طلبات إعانات البطالة الأمريكية عند متوسط 220 ألف طلب أسبوعيًا خلال الأسابيع الأربعة الماضية، مما يشير إلى تباطؤ في طلبات الإعانة. أما بيانات الوظائف الشاغرة، فقد أظهرت تسجيل 7.74 مليون وظيفة شاغرة في أكتوبر، متجاوزة التوقعات التي بلغت 7.51 مليون وظيفة، مما يعكس استمرار الطلب القوي على العمالة.
ثالثا: توقعات الأسواق لبيانات سوق العمل الأمريكية:
وفقًا للتقديرات، من المتوقع أن يضيف الاقتصاد الأمريكي حوالي 218 ألف وظيفة خلال نوفمبر، مع استقرار معدل البطالة عند 4.1%. كما تشير التوقعات إلى تسجيل الأجور نموا بنسبة 0.3% على أساس شهري. هذه الأرقام ستكون بمثابة اختبار لصمود سوق العمل أمام التحديات، وقد تحدد إلى حد كبير مسار السياسة النقدية للفيدرالي الأمريكي.
رابعا: السيناريوهات المحتملة وتأثيرها على الأسواق
في حال جاءت البيانات إيجابية، مع إضافة وظائف تفوق 200 ألف وانخفاض معدل البطالة عن 4.1%، قد يؤدي ذلك إلى صعود مؤشر الدولار إلى مستويات تتجاوز 106 نقاط. هذا السيناريو سيُضعف احتمالات خفض الفائدة خلال ديسمبر، مما قد يضغط على أسعار الذهب ويؤدي إلى تراجع في أسواق الأسهم والعملات الرقمية.
أما إذا كانت البيانات دون التوقعات، مع إضافة أقل من 200 ألف وظيفة وارتفاع معدل البطالة فوق 4.1%، فقد يتراجع مؤشر الدولار إلى مستويات 105 نقاط. في هذا السيناريو، ستتعزز احتمالات خفض الفائدة في الاجتماع المقبل، ما سيدعم أسعار الذهب والأسهم والعملات الرقمية مثل البيتكوين.