ماذا سيقرر المركزي الأوروبي؟ تحليل السيناريوهات المتوقعة حول الفائدة!

ماذا سيقرر المركزي الأوروبي؟ تحليل السيناريوهات المتوقعة حول الفائدة!
السيناريو المتوقع لقرارات البنك المركزي الأوروبي

تصدر قرارات البنك المركزي الأوروبي ، غدا الخميس، وقد يكون لها تأثير قوي على تحركات الأسواق المالية، وخاصة مع وجود احتمالية لأن يخفض البنك الفائدة مجددا خلال اجتماعاته المقبلة.

فيما يلي نظرة على ملابسات اتخاذ القرار من قبل المركزي الأوروبي:

أولا: أهم البيانات الأوروبية الصادرة خلال الفترة الماضية

خلال الفترة الماضية، صدرت العديد من البيانات الاقتصادية والتي قد تؤثر على قرارات البنك المركزي الأوروبي غدا الخميس، وفي هذا السياق، كشفت البيانات الصادرة عن مكتب الإحصاءات الأوروبي، بأن القراءة الأولية لمؤشرات أسعار المستهلكين السنوية (التضخم السنوي) بمنطقة اليورو جاءت متوافقة مع توقعات الأسواق.

فوفقا للبيانات الواردة، فقد استقر التضخم الأوروبي السنوي داخل منطقة اليورو عند 1.8% خلال شهر سبتمبر الماضي، بما يتطابق مع التوقعات التي رجحت تسجيل التضخم في منطقة اليورو نحو 1.8%. أما عن التضخم الأوروبي الأساسي، فقد أظهرت القراءة الأولية تسجيل مؤشر أسعار المستهلكين السنوي بقيمته الأساسية نحو 2.7% خلال سبتمبر الماضي، وهو توافق مع التوقعات التي رجحت تسجيل المؤشر نحو 2.7%.

وأيضا، عززت البيانات الأولية لمؤشرات مديري المشتريات PMI الصادرة للقطاعين الخدمي والتصنيعي في منطقة اليورو، مخاوف المستثمرين من أن اقتصاد منطقة اليورو حالة قد يواجه خطر الدخول في الركود مع نهاية الربع الثالث من العام. وجاء هذا بعد أن أظهرت البيانات الصادرة عن S&P Global لمؤشرات مديري المشتريات أن الاقتصاد الألماني – أكبر اقتصادات المنطقة – قد عمق سقوطة في نتطقة الانكماش، في الوقت الذي يعاني فيه الاقتصاد الفرنسي – ثاني أكبر اقتصادات المنطقة – من تباطؤ كبير بعد انتهاء دورة الألعاب الأوليمبية.

وكذلك، كشفت بيانات مكتب الإحصاء الأوروبي (يوروستات)، عن نمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي السنوي في منطقة اليورو بنسبة 0.6% خلال الربع السنوي الثاني من هذا العام، ما جاء متوافقاً مع توقعات الأسواق وأيضا، القراءة السابقة للنمو الاقتصادي بالربع الأول والتي بلغت 0.6%.

وفي ضوء ما تم ذكره سلفا، فإن البيانات الأخيرة تظهر استمرار تباطؤ التضخم داخل منطقة اليورو واحتمالية أن يواصل هبوطة بشكل أكبر في الفترة المقبلة، وكذلك، استمرار المخاوف حيال أداء الاقتصادات الأوروبية، وهو ما يضع المزيد من الضغوط على المركزي الأوروبي للاستمرار في خفض الفائدة مجددا.

ثانيا: أهم تصريحات أعضاء البنك المركزي الأوروبي بشأن الفائدة:

في الفترة الماضية، أدلى عدد من أعضاء المركزي الأوروبي ببعض التصريحات المهمة، وفي هذا الإطار، صرح عضو البنك المركزي الأوروبي ومحافظ بنك هولندا، كلاس نوت، بأنه من غير المرجح أن تنخفض أسعار الفائدة في منطقة اليورو إلى مستويات منخفضة للغاية والتي شوهدت قبل بداية جائحة كورونا. وفي حديثه في مقابلة تلفزيونية محلية؛ قال عضو البنك المركزي الأوروبي إن دورة خفض الفائدة قد تنتهي على الأرجح إلى مستوى طبيعي إلى حد ما وهو 2%.

وكذلك، قال عضو البنك المركزي الأوروبي أولي رين، إن وتيرة وحجم تخفيضات أسعار الفائدة بمنطقة اليورو سيتم تحديدهما اجتماع تلو الآخر، متوقعاً أن يستقر معدل التضخم داخل المنطقة حول هدف المركزي الأوروبي البالغ 2% خلال العام المقبل. كما قال صانع السياسة في البنك المركزي الأوروبي ومحافظ البنك المركزي الفرنسي، فرانسوا فيليروي دي جالهاو، إن المركزي الأوروبي قد يخفض سعر الفائدة في اجتماع أكتوبر مع ضعف النمو الاقتصادي.

وأيضا، صرح عضو البنك المركزي في لاتفيا، كازاكس، أنه يتفق مع تسعير الأسواق بشأن قرار البنك المركزي الأوروبي والذي يسعر خفض آخر لأسعار الفائدة بمنطقة اليورو في اجتماع أكتوبر المقبل، وذلك بسبب ضعف التعافي الاقتصادي والمخاطر الوشيكة.

وفي ذات السياق، أكد نائب محافظ المركزي الأوروبي، دي جيندوس، على أن قطاع الخدمات قد يكون العائق الرئيسي أمام انخفاض التضخم، وأن كل الخيارات مطروحة خلال اجتماع أكتوبر. بينما صرح عضو المركزي الأوروبي، فاسيلي، بأن البنك لا يستطيع استبعاد أو الالتزام بخفض أسعار الفائدة في أكتوبر، وأنه سيكون هناك المزيد من التخفيضات، ولكن ذلك سيعتمد على البيانات وخاصة وأن الاتجاه النزولي للتضخم مستدام وسيستمر.

ثالثا: توقعات المؤسسات المالية والخبراء لتحركات المركزي الأوروبي:

ومن جانبهم، تحدث محللو بنك HSBC البريطاني، في مذكرة بحثية، عن توقعاتهم لتحركات البنك المركزي الأوروبي خلال الفترة المقبلة؛ حيث يرى الخبراء أن المركزي الأوروبي قد يأمل في أن تشجع أسعار الفائدة المنخفضة الأسر على خفض المدخرات، حيث كانت معدلات الادخار المرتفعة عبئًا رئيسيًا على نمو الإنفاق بالفترة الأخيرة. وقد توقع الاقتصاديون أن البنك المركزي الأوروبي سيبدأ في خفض أسعار الفائدة في كل اجتماع بين أكتوبر وأبريل.

وكذلك، عدّل دويتشه بنك توقعاته بشأن قرارات البنك المركزي الأوروبي، حيث أصبح البنك الألماني يرى احتمالية أن يخفض المركزي الأوروبي باجتماعه في شهر أكتوبر الجاري. وعلاوة على ذلك، رجح دويتشه بنك احتمالية أن يخفض البنك المركزي الأوروبي سعر الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس باجتماع ديسمبر المقبل، وقد يكون قبل هذا الموعد إذا استمرت الاتجاهات الضعيفة للنمو الاقتصادي ومعدل التضخم.

وأيضا، أصدر البنك الاستثماري البريطاني باركليز، مذكرة بحثية تناولت توقعاته حول خطوات البنك المركزي الأوروبي بشأن دورة خفض أسعار الفائدة، حيث يتوقع باركليز أن يحتاج البنك المركزي الأوروبي لخفض الفائدة بوتيرة أكبر من التوقعات لتحقيق الاستقرار في اقتصاد منطقة اليورو.

رابعا: السيناريوهات المتوقعة لقرارات البنك المركزي الأوروبي:

تشير أغلب التوقعات إلى أن المركزي الأوروبي سيخفض الفائدة إلى مستويات 3.40%، ومن ثم ستتجه الأنظار إلى بيان الفائدة والمؤتمر الصحفي لمحافظ البنك كريستين لاجارد، ويتمثل السيناريو الأول، في التأكيد على استمرار هدوء الضغوط التضخمية وأنها ستواصل الانخفاض في الفترة المقبلة، بما يدفع البنك للاستمرار في خفض الفائدة بشكل أكبر خلال اجتماعاته المقبلة، وقد يكون لهذا السيناريو تأثيرا سلبيا على تحركات اليورو مقابل العملات الأخرى.

بينما السيناريو الثاني: يتمثل في قيام المركزي الأروبي بخفض الفائدة إلى مستوى 3.40%، ولكن بيان الفائدة والمؤتمر الصحفي للبنك قد يشيران إلى أن البنك سيواصل مراقبة البيانات الاقتصادية، وأن قرار الفائدة المقبل سيعتمد على تطور البيانات الاقتصادية، وقد يكون لهذا السيناريو تأثير إيجابي بأداء اليورو وخاصة زوج اليورو دولار.

اقرأ أيضا:

بنك HSBC: قد يواصل المركزي الأوروبي دورة خفض الفائدة حتى هذا الموعد!

عضو المركزي الأوروبي رين يدلي بتصريحات حول دورة خفض الفائدة

عضو المركزي الأوروبي: قد لا تعود معدلات الفائدة إلى مستويات ما قبل الوباء


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image