المركزي الأوروبي بصدد خفض الفائدة بقوة هذا الاجتماع!... السيناريو المتوقع!

المركزي الأوروبي بصدد خفض الفائدة بقوة هذا الاجتماع!... السيناريو المتوقع!
السيناريو المتوقع لقرارات البنك المركزي الأوروبي

تترقب الأسواق المالية صدور قرارات البنك المركزي الأوروبي، غدا الخميس، والتي من شأنها التأثير بكل قوة على تحركات الأسواق وخاصة زوج اليورو دولار، نظرا لوجود احتمالية لأن يخفض البنك الفائدة بقوة خلال هذا الاجتماع المقبل.

وفيما يلي نظرة على ملابسات اتخاذ القرار من قبل المركزي الأوروبي:

أولا: أبرز البيانات الأوروبية الصادرة خلال الفترة الماضية

خلال الفترة الماضية، صدرت العديد من البيانات الاقتصادية والتي قد تؤثر على قرارات البنك المركزي الأوروبي غدا الخميس، وفي هذا السياق، أصدر مكتب الإحصاءات الأوروبي، البيانات الأولية لمؤشر أسعار المستهلكين السنوي (معدل التضخم) في منطقة اليورو خلال شهر أغسطس الجاري.

ووفقا للبيانات الواردة، سجل التضخم الأوروبي السنوي داخل منطقة اليورو 2.2% لهذا الشهر، وجاء هذا مطابقا للتوقعات التي رجحت تباطؤ نمو التضخم في منطقة اليورو إلى 2.2%. أما عن التضخم الأوروبي الأساسي، فقد أظهرت القراءة الأولية ارتفاع نمو مؤشر أسعار المستهلكين السنوي بقيمته الأساسية (يقيس التغيير في أسعار السلع والخدمات المشتراة من قبل المستهلكين ولكن باستثناء تغيرات أسعار الغذاء والطاقة والكحول والتبغ)، إلى 2.8% بشهر أغسطس.

وأيضا، كشفت بيانات مكتب الإحصاء الأوروبي (يوروستات)، عن نمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي السنوي في منطقة اليورو بنسبة 0.6% خلال الربع السنوي الثاني من هذا العام، ما جاء متوافقاً مع توقعات الأسواق وأيضا، القراءة السابقة للنمو الاقتصادي بالربع الأول والتي بلغت 0.6%.

وكذلك، أصدر مكتب الإحصاء بالاتحاد الأوروبي (يورو ستات)، بيانات مبيعات التجزئة في منطقة اليورو لشهر أغسطس الماضي، والتي جاءت سلبية وأسوأ من توقعات الأسواق. ووفقاً للبيانات، انكمشت مبيعات التجزئة داخل منطقة اليورو بنسبة 0.1% خلال أغسطس الماضي، وهو ما جاء أسوأ من توقعات الأسواق بأن يسجل المؤشر نمواً بنحو 0.1%، بعدما شهدت مبيعات التجزئة انكماشاً بنسبة 0.4% بشهر يوليو.

وفي ضوء ما تم ذكره سابقا فإن البيانات الأخيرة تظهر استمرار تباطؤ التضخم الأوروبي، ولو بأقل من التوقعات، وكذلك، استقرار النمو الاقتصادي، بينما ضعفت مبيعات التجزئة، وهو ما قد يعطي إشارة حول استمرار التضخم، وهذا بدوره سيضع ضغوطا قوية على المركزي الأوروبي للاستمرار في خفض الفائدة.

ثانيا: أهم تصريحات أعضاء البنك المركزي الأوروبي بشأن الفائدة: 

أدلى عدد من أعضاء البنك المركزي الأوروبي ببعض التصريحات حول الفائدة والتضخم، وفي هذا الإطار، أكد عضو البنك المركزي الأوروبي شنابل، على أن البيانات الاقتصادية الواردة قد أكدت التوقعات الأساسية للبنك المركزي الأوروبي، ولكن لا ينبغي للبنك المركزي الأوروبي خفض أسعار الفائدة بسرعة كبيرة مع استمرار المخاطر التي تقف أمام عودة التضخم إلى 2%.

وأيضا، قال عضو البنك المركزي الأوروبي ، فرانسوا فيلروي، إنه سيكون من الحكمة والعدل، قيام المركزي الأوروبي بخفض الفائدة في اجتماع سبتمبر المقبل، وأن البنك المركزي الأوروبي لديه أسباب وجيهة لخفض أسعار الفائدة الرئيسية في سبتمبر، وأن توقعات الأسواق بخفض الفائدة بين مستويات الـ 2% و 2.5% تبدو معقولة.

وفي ذات السياق، أكد عضو مجلس إدارة البنك المركزي الأوروبي، مارتينس كازاكس، في تصريحاته، على أنه يمكن للبنك المركزي الأوروبي خفض الفائدة في اجتماعه المقرر في سبتمبر الجاري، وأنه من وجهة نظري (بالنظر إلى البيانات المتاحة حاليا)، فمن الممكن اتخاذ الخطوة التالية في اتجاه خفض الفائدة، رغم أنه بالطبع سيكون هناك نقاش، كما هو الحال دائما، ولكن بالنسبة لي في هذه اللحظة، هذه الصورة واضحة للغاية.

ثالثا: توقعات بعض المؤسسات المالية والخبراء لتحركات المركزي الأوروبي:

توقع بنك جولدمان ساكس (NYSE:GS) أن يقوم البنك المركزي بتيسير السياسة النقدية مرة أخرى بعد أن بدأ دورة خفض أسعار الفائدة في يونيو، حيث قال المحللون في البنك، في مذكرة بتاريخ 30 أغسطس، إن المسؤولين في البنك المركزي الأوروبي  بشكل عام يرون أن البيانات الواردة تؤكد بشكل عام السيناريو الأساسي وأن أسعار الفائدة يمكن خفضها أكثر إذا ظلت عملية خفض التضخم على المسار الصحيح.

وعلاوة على ذلك، أشار عدد من الأعضاء إلى التباطؤ الأخير في نمو الأجور باعتباره أخبارًا جيدة، وقال البعض إن ارتفاع المخاطر الهبوطية على توقعات النمو قد عزز من حالة تخفيف تقييد السياسة النقدية في الفترة المقبلة.

رابعا: السيناريوهات المتوقعة لقرارات البنك المركزي الأوروبي:

تشير أغلب التوقعات إلى أن المركزي الأوروبي سيخفض الفائدة إلى مستويات الـ 3.65%، ومن ثم ستتجه الأنظار إلى بيان الفائدة والمؤتمر الصحفي لمحافظ البنك كريستين لاجارد، ويتمثل السيناريو الأول، في التأكيد على استمرار هدوء الضغوط التضخمية وأنها ستواصل الانخفاض في الفترة المقبلة، بما يدفع البنك للاستمرار في خفض الفائدة بشكل أكبر خلال اجتماعاته المقبلة، وقد يكون لهذا السيناريو تأثيرا سلبيا على تحركات اليورو مقابل العملات الأخرى.

بينما السيناريو الثاني: يتمثل في قيام المركزي الأروبي بخفض الفائدة ولكن بيان الفائدة والمؤتمر الصحفي للمحافظ قد يشيران إلى أن البنك سيواصل مراقبة البيانات الاقتصادية خلال الفترة المقبلة، وأن قرار الفائدة المقبل سيعتمد على تطور البيانات الاقتصادية، وقد يكون لمثل هذا السيناريو تأثير إيجابي بأداء اليورو وخاصة زوج اليورو دولار.


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image