ملخص السوق اليوم: إنفيديا تسيطر على المشهد والدولار يتعافى وحذر بسوق الأسهم
سادت الأسواق العالمية موجة من الحذر بين المستثمرين خلال تعاملات يوم الأربعاء، حيث يترقب المشاركون في السوق صدور أرباح شركة صناعة رقائق أشباه الموصلات الأمريكية العملاقة إنفيديا بعد إغلاق جلسة وول ستريت اليوم، ثم البيانات التقديرية للناتج المحلي الإجمالي في الولايات المتحدة غداً قبل يوم واحد من صدور مؤشر التضخم المفضل لبنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي يوم الجمعة.
سوق الأسهم العالمية
تباين أداء الأسهم العالمية يوم الأربعاء مع ترقب الإعلان عن نتائج إنفيديا، وارتفع مؤشر MSCI لجميع الأسهم في جميع أنحاء العالم بنسبة 0.04% إلى 831 نقطة، بالقرب من الإغلاق القياسي عند 831.34 الذي حققه في 23 أغسطس، مع توجه البنوك المركزية نحو لهجة أقل تشدداً في سياستها النقدية.
وارتفعت مؤشرات الأسهم الأوروبية باستثناء أسهم المملكة المتحدة، حيث راهن المتداولون على أن بنك إنجلترا قد يتخلف عن الولايات المتحدة في خفض أسعار الفائدة، مما سيستمر بوضع ضغط على الشركات وسوق الأسهم البريطانية.
وارتفع مؤشر يورو ستوكس STOXX 600 القياسي الأوروبي بنسبة 0.45% إلى أعلى مستوياته في شهر تقريباً ليسجل 521.26 نقطة، بدعم من ارتفاع أسهم قطاع التكنولوجيا، وارتفع مؤشر داكس الألماني بنسبة 0.78%، كما صعد كاك 40 الفرنسي بحوالي 0.46%، في حين تراجع فوتسي 100 البريطاني بنحو 0.12%.
وفي نفس الوقت، انخفض مؤشر S&P 500 في بداية تعاملات جلسة وول ستريت اليوم بنحو 0.12%، بينما تراجع مؤشر ناسداك 100 التكنولوجي بحوالي 0.51%، مع حذر المستثمرين قبيل صدور تقرير أرباح إنفيديا، بينما ارتفع داو جونز بنحو 0.18%.
ومن المتوقع أن تؤدي أي خيبة أمل في نتائج أعمال إنفيديا الفصلية إلى إلحاق الضرر بالشركات الكبرى وأسهم شركات أشباه الموصلات الأخرى، بعد أن قادت مسيرة ارتفاع أسهم القطاع خلال 2024 وسط العلامات على احتمال تعزيز تكامل الذكاء الاصطناعي لأرباح الشركات، وبلغت القيمة السوقية لإنفيديا الآن حوالي 3.1 تريليون دولار.
وتشير التوقعات إلى أن إيرادات الربع الثاني لشركة إنفيديا قد تتضاعف، ويظهر تسعير عقود الخيار أن المتداولين يتوقعون تقلباً بنسبة تقترب من 10% أو نحو 300 مليار دولار في القيمة السوقية للشركة عقب صدور تقرير الأعمال، وهو ما قد يكون أكبر تحرك بعد الأرباح لأي شركة على الإطلاق، من حيث القيمة.
وبالنسبة للأسهم الأسيوية، أغلق مؤشر نيكاي 225 الجلسة عند 33,467.23 نقطة، بارتفاع 0.42% عن الإغلاق السابق، وارتفع مؤشر شنغهاي المركب الصيني ليغلق عند 3,235.67 نقطة، بارتفاع 0.56%، كما أغلق مؤشر شنتشن المركب عند 11,945.87 نقطة، بارتفاع 0.72%.
الذهب والنفط
في أسواق السلع الأساسية، تراجعت أسعار الذهب اليوم لتضع حداً لارتفاع دام لثلاثة جلسات متتالية، دفع أسعار الذهب إلى التداول قرب أعلى مستوياتها على الإطلاق، وتراجعت عقود الذهب الفورية بحوالي 0.75% إلى 2,505 دولار للأوقية، في حين انخفضت أسعار العقود الآجلة للذهب تسليم ديسمبر بنحو 0.45% إلى 2,540.70 دولار للأوقية.
وفي نفس الوقت، انخفضت العقود الآجلة لخام برنت بنسبة 1.4% ليسجل سعره 87.64 دولار للبرميل، مضيفاً لخسائر الجلسة السابقة، كما انخفضت أسعار خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بنحو 1.38% ليسجل 74.65 دولار للأوقية، وجاء تراجع أسعار النفط اليوم نتيجة للمخاوف بشأن تراجع الطلب في الصين – أكبر مشتري للخام عالمياً - ومخاطر التباطؤ الأوسع.
سندات الخزانة
أصبح يتوقع المستثمرون الآن قيام بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بالبدء في خفض أسعار الفائدة باجتماعه الشهر المقبل بعد تصريحات محافظ البنك جيروم باول في جاكسون هول الأسبوع الماضي، وصار النقاش يركز الآن على ما إذا كان سيكون خفضاً ضخماً بمقدار 50 نقطة أساس أم خفضاً أقل بمقدار 25 نقطة أساس فقط، في ظل البيانات السلبية الأخيرة.
واستقرت عوائد سندات الخزانة اليوم، ليتم تداول عوائد سندات الخزانة الأمريكية القياسية لأجل 10 سنوات عند 3.837%، بينما يتم تداول عوائد سندات الخزانة لأجل عامين عند 3.86%، لتشهد سوق السندات بذلك أضيق فجوة بينهما فيما يقرب من 3 أسابيع.
الدولار والعملات الرئيسية
ارتفع الدولار يوم الأربعاء في عملية تصحيحية عقب سلسلة الخسائر الحادة الأخيرة والتي دفعته إلى التداول عند أدنى مستوياته في 13 شهراً، حيث يترقب المستثمرون صدور البيانات الاقتصادية الأمريكية يومي الخميس والجمعة، والتي قد تحدد وتيرة ونبرة اجتماع السياسة النقدية المقبل للاحتياطي الفيدرالي.
وارتفع مؤشر الدولار DXY- الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل سلة من 6 عملات رئيسية أخرى - بنسبة 0.52% ليتم تداوله عند مستوى 101.06 نقطة، بعد أن كان قد هبط بوقت مبكر من الجلسة إلى أدنى مستوى منذ يوليو من العام الماضي عند 100.51 نقطة، ولكنه لا يزال في طريقه نحو تكبد أكبر خسائر شهرية له منذ نوفمبر 2022.
انخفض اليورو الجنيه الإسترليني بنسبة 0.34% مقابل الدولار ليسجل 1.3230 دولار بعد أن وصل إلى أعلى مستوياته منذ مارس 2022 يوم الثلاثاء، مدفوعاً بالتوقعات بأن بنك إنجلترا سيمضي بحذر أكبر في تخفيف السياسة النقدية مقارنة ببنك الاحتياطي الفيدرالي.
وفي الوقت ذاته، انخفض اليورو أيضاً مقابل الدولار الأمريكي بنسبة 0.50% تقريباً ليصل إلى 1.1129 دولار، لكنه لا يزال بالقرب من أعلى مستوياته في 13 شهراً – بعد أن حافظ على التداول بالقرب منه خلال الجلسات الثلاث الماضية - أمام العملة الأمريكية.
وجاء هذا في الوقت الذي يترقب فيه المستثمرون صدور بيانات التضخم في منطقة اليورو لشهر أغسطس في وقت لاحق من الأسبوع، والتي قد تقدم أدلة حول مسار السياسة النقدية للبنك المركزي الأوروبي خلال الفترة المقبلة.
وجاء هذا في حين تراجع الين الياباني قليلاً أمام الدولار، حيث ارتفع الدولار الأمريكي بنسبة 0.25% مقابل الين الياباني ليتم تداوله عند 144.27 ين بعد أن سجل أعلى مستوياته في 3 أسابيع يوم الاثنين الماضي، وصرح نائب محافظ بنك اليابان هيمينو صباح اليوم بأن البنك يراقب تحركات السوق قبل القرار المقبل.
وفي نفس الوقت، تراجع الدولار الأسترالي بحوالي 0.13% مقابل نظيره الأمريكي، بعد أن وصل الدولار الأسترالي إلى أعلى مستوياته في 8 أشهر، بعد أن تباطأ التضخم المحلي إلى أدنى مستوياته في أربعة أشهر خلال يوليو، ولكن التباطؤ جاء أقل من المتوقع، مما دفع الدولار الاسترالي للتداول عند 0.6783 دولار أمريكي، مع التوقعات بالإبقاء على الفائدة الاسترالية دون تغيير لفترة أطول.
العملات الرقمية
دفعت عمليات التصفية والبيع الكثيفة التي شهدتها سوق الكريبتو اليوم عملة البيتكوين إلى الانخفاض بنسبة 5% تقريباً إلى 59,672 دولار، وفي نفس الوقت، انخفضت عملة الإيثريوم بنسبة 3% إلى 2,523.63 دولار.