ملخص السوق.. التوترات الجيوسياسية تتصدر المشهد وقفزة قوية بأسعار النفط

شهدت تداولات أولى جلسات الأسبوع، يوم الاثنين، تراجعا حادا في الإقبال على الأصول عالية المخاطر؛ حيث وجّه المستثمرون تدفقاتهم النقدية لاقتناء الملاذات الآمنة تحوطا من التوترات الجيوسياسية الجارية بمنطقة الشرق الأوسط.

وفي هذا الصدد، كشفت التقارير الإخبارية عن انتهاء المفاوضات بين كيان الاحتلال وحركة حماس دون التوصل لاتفاق لإنهاء الحرب على غزة وتبادل الأسرى؛ بعدما وجه حزب الله اللبناني، يوم الأحد، هجمات واسعة النطاق دون أن يتمكن الكيان من صدها ردا على مقتل قائد الجماعة فؤاد شكر.

وهذا تزامن مع إعلان الحكومة الليبية الشرقية وقف إنتاج وتصدير النفط الخام وسط خلاف حول من سيتولى مقاليد البنك المركزي في البلاد، ما عزز مخاوف الأسواق حيال استمرار تصعيد الصراعات بمنطقة الشرق الأوسط.

وفيما يلي، يمكن تناول أهم التطورات التي شهدتها الأسواق بتعاملات اليوم:

أولا: سوق الأسهم العالمية

أثر ضعف شهية المخاطرة سلبا على أداء أسواق الأسهم العالمية بشكل واضح؛ حيث تراجعت مؤشرات الأسهم الأمريكية بقيادة مؤشر ناسداك التكنولوجي الذي فقد نحو 200 نقطة، مع ترقب إعلان تقرير أرباح إنفيديا -أكبر مصمم عالمي للرقائق- هذا الأسبوع.

كما تضررت الأسهم الأمريكية من مخاوف تضرر سوق العمل في الولايات المتحدة بعدما صرح عضو الاحتياطي الفيدرالي باركين، أن سوق العمل يتباطأ بالفعل وأن السوق يواجه مشكلة من جانب العرض، مشيرا لمخاوف فقدان الوظائف إذا ضعف الاقتصاد.

ومن ناحية أخرى، استقرت الأسهم الأوروبية عند ختام التعاملات، مع تفاقم حدة التوترات في الشرق الأوسط إلى جانب انخفاض مؤشر ifo لمناخ الأعمال في ألمانيا لشهر أغسطس الجاري، حيث أظهرت البيانات تراجع المؤشر الاقتصادي من 87 نقطة في يوليو إلى 86.6 نقطة في أغسطس.

ثانيا: سوق العملات الرئيسية

كان الدولار الأمريكي والفرنك السويسي العملات الأعلى ربحا بتداولات سوق العملات الأجنبية الرئيسية اليوم، وسط ضعف شهية المخاطرة للمستثمرين وتفضيل اقتناء عملات الملاذ الآمن وهما الدولار والفرنك.

ثالثا: سوق السلع البارزة

ارتفعت أسعار معدن الذهب خلال تداولات، حيث استفاد المعدن النفيس من دوره كملاذ آمن بأوقات التوترات والأزمات الجيوسياسية على خلفية تطورات الشرق الأوسط، كما أن الذهب لا يزال يحظى من تزايد توقعات الأسواق حيال خفض الفيدرالي الأمريكي سعر الفائدة بأكثر من 100 نقطة أساس بحلول نهاية العام.

وفي نفس الوقت، قفزت أسعار النفط الخام بصورة قوية نتيجة لإعلان الحكومة الشرقية الليبية وقف إنتاج وتصدير النفط الخام ما يهدد حجم المعروض النفطي بأسواق الطاقة، نظرا لأن ليبيا تعد من كبار المنتجين لخام النفط على مستوى العالم.