كيف تفاعلت الأسواق مع مفاجأة بيانات سوق العمل الأمريكي؟
شهدت أسواق المال العالمية تحركات عنيفة فور صدور بيانات سوق العمل الأمريكي لشهر يوليو المنتهي، والتي أظهرت ضعف الأوضاع في سوق العمل الأمريكي سواء مع ارتفاع معدل البطالة الأمريكية إلى 4.3% أو تباطؤ نمو الأجور أو ارتفاع عدد الوظائف التي أضافها الاقتصاد الأمريكي بمقدار 114 ألف وظيفة، حيث جاءت جميع البيانات أسوأ من توقعات الأسواق بشكل كبير.
صدور بيانات سوق العمل الأمريكي لشهر يوليو الماضي
وتيببت بيانات سوق العمل الأمريكي بتقلبات حادة في تحركات الأسواق العالمية سواء الأسهم أو العملات أو السلع، وكانت أهم تأثيرات تقرير الوظائف على أداء الأسواق المختلفة كما يلي:
أولا: سوق الأسهم العالمية
عمّق سوق الأسهم الأمريكية خسائره الحادة عقب صدور بيانات سوق العمل الأمريكي والتي أثارت مخاوف الأسواق بشأن انزلاق الاقتصاد الأمريكي إلى منطقة الركود الحاد مع تباطؤ التوظيف جنبا إلى جنب مع ارتفاع معدل البطالة، الأمر الذي قد يكون له رياح معاكسة للنمو الاقتصادي في الولايات المتحدة.
وأيضا، عززت مخاوف الركود ضعف سوق الأسهم الأوروبية؛ حيث هبط مؤشر يورو ستوكس 600 الأوروبي بنحو 2% إلى 501.57 نقطة، إلى جانب تراجع الأسهم التكنولوجية بنحو 4.6% وسط العزوف الحاد عن المخاطرة، كما ساهم خفض سوسيتيه جنرال لتوقعاته الربحية المستقبلية في تعزيز الضغوط البيعية لأسهم قطاع التمويل.
ثانيا: سوق العملات الأجنبية الرئيسية
وجهت سلبية بيانات سوق العمل الأمريكي ضربة قوية لتحركات الدولار الأمريكي فور صدور التقرير، حيث أصبحت الأسواق ترى فرصة بنسبة 70% لخفض الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس باجتماع الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي في سبتمبر المقبل، ليبدأ البنك المركزي دورة خفض الفائدة وتخفيف حجم التشديد؛ ما أدى لهبوط مؤشر الدولار بنسبة 1% إلى 103.30 نقطة، مع أرباح جماعية لباقي العملات الرئيسية السبع الأخرى.
ثالثا: سوق السلع
قفزت أسعار الذهب بشكل حاد متجهة لتسجيل مستوى تاريخي جديد بعد وصولها أعلى مستوى 2,484 دولار للأوقية، عحيث استفادت من تراجع تكلفة حيازتها بفعل هبوط الدولار، وبجانب ذلك، حظى الذهب بدعم قوي من كونه ملاذاً آمناً بأوقات التقلبات الاقتصادية؛ حيث جذب المعدن الأصفر العديد من التدفقات النقدية للمستثمرين مع تزايد مخاوف الركود الاقتصادي المحتمل.
وفي نفس الوقت، هبطت أسعار النفط الخام بشكل حاد عقب صدور بيانات سوق العمل الأمريكي والذي كشف عن ضعف سوق التوظيف في الولايات المتحدة وارتفاع نسبة البطالة لأعلى مستوى فيما يقرب من 3 أعوام، الأمر الذي يجعل سيناريو الركود العميق للاقتصاد أكثر احتمالا؛ مما تسبب بقلق كبير من انخفاض الطلب على النفط الخام في الولايات المتحدة، أكبر مستهلك للنفط بالعالم.