شهية المخاطرة بين تفاقم المخاطر الجيوسياسية والتفاؤل بسوق الأسهم العالمية
تباينت تحركات شهية المخاطرة بصورة واضحة خلال تداولات يوم الأربعاء، بمختلف الأسواق؛ وسط تفاقم حدة التوترات الجيوسياسية بمنطقة الشرق الأوسط بعد إعلان جماعة حماس مقتل الزعيم السياسي إسماعيل هنية على أيدي قوات كيان الاحتلال في طهران.
وساهمت هذه التوترات في تعزيز الإقبال على أصول وعملات الملاذ الآمن تحوطا من سيناريو اتساع رقعة الصراع بمنطقة الشرق الأوسط بل ووقف المفاوضات الدولية التوصل لاتفاق سلام وإنهاء الحرب على غزة، حيث وجه المستثمرين تدفقاتهم النقدية لمعدن الذهب بشكل قوي ما دفع أسعار المعدن النفيس إلى أعلى مستوى له في أسبوع، والبالغ 2,420 دولار للأوقية.
وأيضا، وجدت عملات الملاذ الآمن (الفرنك السويسري والين الياباني) إقبالا قويا من جانب المتداولين؛ وسط ضعف شهية المخاطرة بشكل واضح حيث يتم تداول مؤشري الفرنك السويسري والين الياباني على صعود ليسجلا 113.81 و66.5 نقطة على التوالي.
وما يجدر ذكره بهذا الصدد، أن الين الياباني قد شهد ارتفاعا قويا أمام الدولار الأمريكي متأثرا من قرار بنك اليابان برفع أسعار الفائدة إلى 0.25% عقب انتهاء اجتماع اليوم، مع فتح الباب أمام المزيد من الزيادات بأسعار الفائدة، وهو ما عزز قوة الين الياباني بتعاملات اليوم.
وفي نفس الوقت، انتعشت شهية المخاطرة وأثرت إيجابا على أداء أسواق الأسهم العالمية خلال التداولات، مستفيدة من ارتفاع الأسهم التكنولوجية وسط حالة التفاؤل السائدة حول الأداء المالي لشركات الذكاء الاصطناعي والرقائق، خصوصا الأسهم الأوروبية ونظيرتها الأمريكية.
وبهذا الشأن، ذكرت وكالة رويترز اليوم أن إدارة بايدن تعتزم الإعلان عن المزيد من القيود الجديدة على الصين بالشهر المقبل، والتي من شأنها توسيع صلاحيات الولايات المتحدة لوقف صادرات معدات تصنيع أشباه الموصلات من بعض الدول الأجنبية إلى شركات تصنيع الرقائق في الصين، والتي قد تستبعد صادرات حلفاء الولايات المتحدة كاليابان وهولندا وكوريا الجنوبية من معدات تصنيع الرقائق الرئيسية، مما قد يحد من تأثير القيود الجديدة على صادرات الحلفاء.
كما ارتفعت الأسهم اليابانية بعدما كشفت البيانات عن نمو مبيعات التجزئة بنسبة 3.7% في يونيو من 2.8% بشهر مايو الماضي، ما يعكس انتعاش الطلب في اليابان، وهو ما عزز تأثير شهية المخاطرة على أداء الأسهم اليابانية، إلى جانب تصريحات محافظ بنك اليابان الأكثر تفاؤلا حول التعافي الاقتصادي في البلاد.
وأخيرا، ارتفعت شهية المخاطرة تجاه النفط الخام على وقع الأحداث الجيوسياسية بمنطقة الشرق الأوسط والتي قد تهدد الإمدادات العالمية من النفط الخام؛ ما عزز ارتفاع أسعاره بنهاية المطاف.