ضربة قاضية لقطاع العقارات الأمريكي.. أكبر خسارة هذا القرن!

ضربة قاضية لقطاع العقارات الأمريكي.. أكبر خسارة هذا القرن!
الولايات المتحدة

تكبدت شركات التأمين على المنازل في الولايات المتحدة أسوأ خسارة لها في هذا القرن في عام 2023، حيث أدى مزيج من الكوارث الطبيعية والتضخم والنمو السكاني في المناطق المعرضة للخطر إلى وضع هذا السوق الحيوي تحت ضغط حاد، وفقًا لوكالة التصنيف "أم بيست - AM Best".

وتعرضت هذه الشركات التي توفر منتجات تأمينية لأصحاب المنازل من خسارة صافية بلغت 15.2 مليار دولار العام الماضي، وهو رقم قالت إنه الأسوأ منذ عام 2000 على الأقل وأكثر من ضعف خسائر العام السابق، وفقاً لأرقام AM Best.

خسائر قياسية

يُظهر مقياس صافي أرباح الاكتتاب لدى وكالة التصنيف AM Best الفرق بين أقساط التأمين والمطالبات والتكاليف وصافي إعادة التأمين. حيث إن هذا الأداء يساهم بشكل كبير في أرباح شركات التأمين بجانب عوائد الاستثمار.

تكشف الأرقام عن ظروف الاكتتاب التي دفعت شركات التأمين الأمريكية إلى الانسحاب من المناطق المتضررة من الكوارث، إما بالخروج من الأسواق أو رفع الأسعار، مما تسبب في أزمة تحمل التكاليف لكثير من أصحاب المنازل.

أشار تقرير AM Best إلى أن زيادة عدد السكان في المناطق الأكثر عرضة للكوارث الطبيعية يعد عاملاً رئيسياً، مستشهداً بأرقام التعداد التي توضح أن ست ولايات معرضة للطقس القاسي، بما في ذلك كاليفورنيا وتكساس، كانت مسؤولة عن نصف النمو السكاني في البلاد في العقد الأول من القرن الواحد والعشرين.

وقال روبرت غوردون، نائب الرئيس الأول للسياسات والبحوث والشؤون الدولية في جمعية التأمين على الممتلكات والحوادث الأمريكية: "تواجه الصناعة مطالب متزايدة بسرعة بينما ترتفع الخسائر المؤمنة بشكل كبير".

وأضاف: "لا يتم بناء المزيد من المنازل في المناطق المعرضة لخطر الكوارث الطبيعية فقط، بل إن هذه المنازل أصبحت أكثر تكلفة على نحو متزايد لإصلاحها وإعادة بنائها حيث أدى التضخم إلى ارتفاع تكلفة العمالة والمواد المستخدمة في البناء".

كان العام الماضي هادئاً نسبياً فيما يتعلق بالأعاصير، ولكنه كان عاماً سيئاً بشكل خاص فيما يتعلق بالأمطار الغزيرة والأحداث الجوية المتطرفة التي اعتبرها قطاع التأمين "ثانوية"، مع تسجيل ٣٧ حدثاً منفصلاً على مستوى العالم خلفت خسائر مؤمنة تزيد عن مليار دولار، ومعظمها في الولايات المتحدة.

يزعم معظم خبراء التأمين أن الاحتباس الحراري العالمي يجعل العواصف والفيضانات وحرائق الغابات أكثر تطرفاً.

تسعير الأعمال

قال سريدهار مانيم، المدير الأول لبحوث الصناعة والتحليلات في AM Best: "التكرار المتزايد لشدة الخسائر الناجمة عن الطقس يشكل حالة كبيرة من عدم اليقين بما يؤثر على كل من أسواق التأمين وإعادة التأمين".

من القيود المهمة الأخرى لشركات التأمين الأمريكية الحاجة إلى الحصول على موافقة على أسعارها في بعض الولايات مثل كاليفورنيا، والتأخير في الحصول على هذه الموافقات. وفي المملكة المتحدة، حيث كانت المطالبات المتعلقة بأضرار الطقس هي الأعلى على الإطلاق في العام الماضي، تتمتع شركات التأمين بحرية إعادة التسعير بسرعة لمواكبة التضخم.

وقال روبرت غوردون: "إذا لم تتمكن شركات التأمين من تسعير الأعمال بشكل مناسب في الوقت المناسب، فإن الأسواق تتدهور بسرعة". ودعا جميع أصحاب المصلحة إلى "العمل معاً" لوضع القطاع على أساس مستدام.

وأضاف سريدهار مانيم أن الهيئات التنظيمية في الولايات المتحدة "تقع بين المطرقة والسندان"، حيث تحاول أن تكون أكثر تساهلاً مع أسعار شركات التأمين لمنع هجرة السوق المحلية، ولكن ذلك يأتي على حساب زيادة الضغوط على الأسر.

وتابع مانيم: "إنهم يريدون جذب المزيد من شركات التأمين أو على الأقل الاحتفاظ بالسوق الحالية وخلق سوق صحية، ولكن في الوقت نفسه يتعين عليهم تحقيق التوازن بين قضية القدرة على تحمل التكاليف بالنسبة للمستهلكين".


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image