زوج النيوزلندي دولار يترقب صدور قرارات الاحتياطي النيوزلندي... السيناريو المتوقع!

من المقر أن تتابع الأسواق المالية باهتمام كبير صدور قرارات بنك الاحتياطي النيوزلندي لشهر يوليو الجاري، وتحديدا في تمام الساعة 2.00 صباحا بتوقيت جرينتش، نظرا لما له من انعكاسات قوية محتملة على أداء الدولار النيوزلندي وأزواجه وخاصة زوج النيوزلندي دولار.

وفيما يلي نظرة على ملابسات اتخاذ القرار داخل البنك والسيناريوهات المتوقعة للقرار:

أولا: نظرة على الأوضاع الاقتصادية الأخيرة في نيوزلندا:

منذ اجتماع الاحتياطي النيوزلندي الماضي، صدرت بعض البيانات الاقتصادية في نيوزلندا والتي قد يكون لها تأثير محتمل على قرار البنك، وأبرزها بيانات النمو الاقتصادي وبيانات مبيعات التجزئة، وفي هذا السياق، كشفت البيانات الصادرة سابقا عن مكتب الإحصاء في نيوزلندا، عن إيجابية بيانات مبيعات التجزئة النيوزلندية خلال الربع الأول من العام الجاري، لتسجل نموا بنسبة 0.5%، بينما كانت التوقعات تشير إلى انكماشها بنسبة 0.3% خلال نفس الفترة، وذلك بعدما سجلت انكماشا بنسبة 1.8% خلال الربع الأخير من العام الماضي.

وأيضا، أصدر مكتب الإحصاء في نيوزيلندا، بيانات معدل نمو الناتج المحلي الإجمالي خلال الربع الأول من العام الجاري، حيث جاءت البيانات إيجابية وأفضل من توقعات الأسواق. ووفقا للبيانات الواردة، سجل النمو الاقتصادي في نيوزيلندا نموا بنسبة 0.2% خلال الربع الأول من العام الجاري، وكانت التوقعات تشير إلى نموه بنسبة 0.1% فقط خلال نفس الفترة، وسجل اقتصاد نيوزيلندا انكماشا بنسبة 0.1% خلال الربع الأخير من العام الماضي.

وفي ضوء هذه البيانات، فإن استمرار قوة النمو الاقتصادي للبلاد، وإيجابية بيانات مبيعات التجزئة، قد يشير إلى استمرار قوة إنفاق المستهلكين في نيوزلندا، وعدم تضرر الاقتصاد من معدل الفائدة المرتفع، وهو ما يزيد الضغوط على الاحتياطي النيوزلندي للحفاظ على سعر الفائدة المرتفع خلال الاجتماع المرتقب، وقد يلمح البنك إلى أنه سيحافظ على الفائدة المرتفعة لفترة طويلة في محاولة لكبح الضغوط التضخمية.

ثانيا: تصريحات صناع السياسة النقدية النيوزلندية في الفترة الماضية

خلال الفترة الماضية، صدرت بعض التصريحات عن الاحتياطي النيوزلندي وعلى رأسها تصريحات محافظ البنك ونائبه، وفي هذا السياق، تحدثت وكالة بلومبيرج الإخبارية عن تصريحات محافظ بنك الاحتياطي النيوزلندي أدريان أور، والتي قال فيها إن البنك المركزي سيبدأ في تيسير السياسة النقدية قبل أن يتجه التضخم إلى الهدف البالغ 2%.

وأيضا، صرح نائب محافظ بنك الاحتياطي النيوزلندي ، كريستيان هواكسبي، بأن بدء خفض أسعار الفائدة ليس أمرا يمكن مناقشته على المدى القريب، كما أوضح هاوكسبي أن مخاطر التضخم تميل للاتجاه الصعودي في الأجل القريب؛ بينما الاحتياطي النيوزلندي يثق في أن التضخم بالأمد المتوسط سيعود إلى المستوى المستهدف.

ومن جانبه، قال كبير الاقتصاديين في بنك الاحتياطي النيوزلندي، بول كونواي، إلى أن التضخم في نيوزيلندا قد يكون أكثر ثباتا على المدى القصير، وأنه من المحتمل أن ينخفض التضخم بسرعة أكبر من المتوقع على المدى المتوسط، مضيفا بأنه من الضروري وجود فترة من السياسة النقدية التقييدية (أسعار فائدة مرتفعة) لإعطاء الثقة في أن التضخم سيعود إلى الهدف خلال إطار زمني معقول.

ثالثا: أهم توقعات كبرى البنوك الاستثمارية لقرار الاحتياطي النيوزلندي

تشير جميع التوقعات إلى أن بنك الاحتياطي النيوزيلندي (RBNZ) سيحتفظ بمعدل الفائدة دون تغيير عند مستوى 5.5% خلال اجتماعه غدا الأربعاء، ولكن التساؤلات حول موعد بدء خفض الفائدة النيوزلندية، وفي هذا السياق، رأى خبراء بنك ANZ أنه بحلول شهر فبراير من العام المقبل، فمن المتوقع أن يشهد بنك الاحتياطي النيوزلندي تضخم مؤشر أسعار المستهلكين (التضخم النيوزلندي) للربع الرابع عند مستوى 2.6% على أساس سنوي، بالإضافة إلى احتمالية أن تصل البطالة في نيوزلندا إلى 5%، وهذا من شأنه أن يدفع بنك الاحتياطي النيوزلندي إلى خفض أسعار الفائدة في اجتماع فبراير 2025.

وبدورها، قالت كيلي إيكهولد، كبيرة الاقتصاديين في ويستباك بنك، بأن الاحتياطي النيوزلندي يترقب العديد من البيانات وأبرزها مؤشر أسعار المستهلك للربع الثاني وتقارير سوق العمل، وسوف يرغب بنك الاحتياطي النيوزلندي في رؤية هذه البيانات قبل التفكير في أي تغيير في موقف السياسة النقدية، وأن اجتماع السياسة النقدية لشهر أغسطس قد يشهد توقعات محدثة للاقتصاد ومسارا جديدا للفائدة النيوزلندية.

رابعا: أبرز السيناريوهات المتوقعة لقرارات الاحتياطي النيوزلندي:

في ضوء العرض السابق، فإن هناك سيناريوهين أساسيين لقرارات الاحتياطي النيوزلندي، فالسيناريو الأول، يتمثل في إبقاء الاحتياطي النيوزلندي على أسعار الفائدة دون تعديل، مع التلميح بأن الفائدة المرتفعة سوف تستمر لفترة طويلة حتى يتم السيطرة على التضخم المرتفع، وكذلك، الحفاظ على لهجة تشديدية للغاية، وهذا السيناريو قد يكون إيجابي ويدعم تحركات الدولار النيوزلندي وخاصة لزوج النيوزلندي دولار.

بينما السيناريو الثاني: يتمثل في قيام الاحتياطي النيوزلندي بتثبيت سعر الفائدة، مع الإشارة إلى هدوء الضغوط التضخمية وترقبه لصدور البيانات المقبلة للنظر في تحديد الموعد المناسب لخفض الفائدة، وهذا السيناريو قد يكون له تأثير سلبي لتحركات الدولار النيوزلندي بأسواق العملات.

اقرأ أيضا:

المجموعة المصرفية ANZ تتوقع موعد خفض الاحتياطي النيوزلندي للفائدة