الأسواق تتفاعل بقوة فور صدور تقرير سوق العمل الأمريكي
شهدت الأسواق المالية العالمية تحركات قوية عقب صدور بيانات سوق العمل الأمريكي لشهر يونيو الماضي، والتي كشفت عن ارتفاع عدد الوظائف التي أضافها الاقتصاد الأمريكي بمقدار 206 ألف وظيفة، فيما رجحت الأسواق ارتفاع عدد الوظائف بواقع 190 ألف وظيفة في يونيو.
وأيضا، أظهرت البيانات الرسمية ارتفاع معدل البطالة لشهر يونيو ليسجل أعلى مستوياته منذ نوفمبر 2021، والتي بلغت 4.1%، فيما رجحت الأسواق استقرار معدل البطالة الأمريكية عند 4%، ويمكن إيضاح كيف أثرت هذه البيانات على الأسواق على النحو التالي:
أولا: أسواق الأسهم العالمية
انتعشت شهية المخاطرة بسوق الأسهم الأمريكية فور صدور بيانات سوق العمل الأمريكي والتي أظهرت ارتفاع معدل البطالة، ما قد يدفع السلطات النقدية للاستجابة لضعف سوق العمل وإنهاء دورة التشديد النقدي، خصوصا وأن محافظ الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي جيروم باول قد صرح بهذا الأسبوع، أن البنك المركزي الأمريكي سيسجيب لأي ضعف قد يطرأ على سوق العمل الأمريكي بسبب النهج التشديدي.
وفي نفس الوقت، ارتفعت مؤشرات سوق الأسهم الأوروبية (عدا الأسهم البريطانية) بدعم من احتمالية أن يخفض البنك المركزي الأوروبي أسعار الفائدة بوتيرة أقوى خلال الاجتماعات المقبلة، بعدما صرحت محافظ المركزي الأوروبي لاجارد أن مسار انخفاض التضخم سيستمر.
ثانيا: أسواق العملات الأجنبية الرئيسية
هبط الدولار الأمريكي بقوة فور صدور بيانات سوق العمل في الولايات المتحدة لصالح صعود أزواجه من العملات الرئيسية الأخرى، عدا الدولار الكندي بسبب سلبية بيانات التوظيف وارتفاع معدل البطالة لأعلى مستوى في أكثر من عامين.
وجاء هبوط الدولار الأمريكي مدفوعا بارتفاع معدل البطالة في الولايات المتحدة بالرغم من ارتفاع عدد الوظائف التي أضافها الاقتصاد بوتيرة فاقت توقعات الأسواق، ولكن تضرر سوق العمل وارتفاع معدل البطالة؛ قد يدفع الفيدرالي للتعجيل بخطوة البدء في خفض الفائدة وهذا الأمر عزز الضغوط الهبوطية لتحركات الدولار.
ثالثا: أسواق السلع البارزة
حقق معدن الذهب قفزة قوية عقب صدور تقرير سوق العمل الأمريكي لشهر يونيو الماضي، والتي دفعت الدولار للانخفاض بشكل حاد، ما أدى لارتفاع الطلب على السلع المقومة بالعملة الخضراء ومن بينها الذهب والفضة والبلاتين والبلاديوم.
وفي نفس الوقت، تمكنت أسعار النفط الخام من محو بعض خسائرها المبكرة عقب صدور تقرير سوق العمل الأمريكي حيث لا زالت أسعار النفط متضررة جراء التوقعات الصادرة مؤخرا بزيادة الإمدادات النفط في الأسواق بعدما أظهرت نتائج مسح وكالة رويترز، أن إنتاج أوبك النفطي ارتفع في يونيو للشهر الثاني على التوالي، مع زيادة الإمدادات من نيجيريا وإيران، كما حظيت أسعار النفط الخام بدعم من احتمالات انتهاء دورة التشديد النقدي في الولايات المتحدة، وما له من انعكاسات إيجابية على النشاط الاقتصادي بأكبر قوة اقتصادية على مستوى العالم.