الأسواق المالية تتفاعل بقوة مع مفاجأة بيانات سوق العمل الأمريكي
شهدت الأسواق تحركات قوية للغاية بتداولات اليوم الجمعة، عقب صدور بيانات سوق العمل الأمريكي لشهر مايو الماضي، والتي كشفت عن نمو عدد الوظائف التي أضافها الاقتصاد بوتيرة أكبر من توقعات الأسواق والأمر نفسه انطبق على متوسط نمو الأجور، ما يعكس زيادة حجم التوظيف وارتفاع الأجور، وبالتالي، الإنفاق الاستهلاكي، الأمر الذي من شأنه أن يعزز موقف الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي للإبقاء على أسعار الفائدة المرتفعة لفترة أطول مما كان متوقعا وتأجيل موعد البدء في تيسير السياسة النقدية.
عاجل... بيانات سوق العمل الأمريكية تميل نحو الإيجابية خلال مايو الماضي!
وتفاعلت الأسواق بقوة فور صدور البيانات الأمريكية، وفيما يلي، نلقي نظرة على أداء أبرز الأصول والسلع والعملات:
أولا: سوق الأسهم العالمية
سجلت الأسهم الأمريكية هبوطا قويا قبيل افتتاح السوق فور صدور بيانات سوق العمل الأمريكي المفاجئة، حيث تضررت الأسهم الأمريكية جراء ارتفاع معدل البطالة في الولايات المتحدة ليسجل 4%، بأسوأ من توقعات الأسواق التي رجحت استقرار معدل البطالة عند نفس المستوى المسجل بشهر أبريل الماضي والبالغ 3.9%.
وفضلا عن هذا، ساهم ارتفاع عدد الوظائف التي أضافها الاقتصاد الأمريكي بمقدار 272 ألف وظيفة بشهر مايو، فيما توقعت الأسواق نمو الوظائف بنحو 182 ألف وظيفة فقط، بما قد يعزز استمرار ارتفاع التضخم، وبالتالي، تأخير دورة خفض أسعار الفائدة.
وفي نفس الوقت، هبطت الأسهم الأوروبية جميعها متضررة من بيانات سوق العمل الأمريكي إلى جانب تصريحات أعضاء البنك المركزي الأوروبي الأخيرة والتي أفادت في مجملها بأن البنك غير ملتزم بمسار معين لمواصلة خفض الفائدة بالاجتماعات المقبلة، مشيرين إلى أن التضخم قد يشهد تقلبات خلال العام الجاري ما يعني أن السياسة النقدية ستظل متشددة بمنطقة اليورو.
ثانيا: سوق العملات الأجنبية الرئيسية
صعد الدولار الأمريكي بصورة قوية فور صدور بيانات سوق العمل الأمريكي الإيجابية، مستفيدا من تزايد التوقعات حيال استمرار النهج التشديدي للسياسة النقدية، وأن الظروف الاقتصادية لا تدعم أي خفض قريب لأسعار الفائدة بالمقارنة مع وضع البنوك المركزية العالمية الأخرى، حيث قفز مؤشر الدولار بنسبة 0.62% إلى 104.73 نقطة، وساهم هذا الصعود الحاد في تعزيز الزخم الهبوطي لأزواجه من العملات الرئيسية الأخرى.
ثالثا: سوق السلع البارزة
تخلت عقود النفط الخام عن أرباحها المبكرة بتداولات اليوم، وسجلت انخفاضا واضحا نتيجة لبيانات سوق العمل الأمريكي الأقوى من المتوقع، وتفاقم مخاوف الأسواق حيوال تضرر الطلب الأمريكي على النفط الخام وسط بيئة التشديد النقدي علما بأن الولايات المتحدة تتصدر قائمة الدول الأعلى استهلاكا للخام.
وفي الوقت ذاته، هبطت أسعار معدن الذهب الفورية بوتيرة حادة وفقد نحو 50 دولارا متضررة من توقف الصين عن زيادة مشترياتها من الذهب لتعزيز الاحتياطي النقدي، وعمقت خسائرها القوية فور صدور بيانات سوق العمل الأمريكي والتي عززت ارتفاع الدولار، الأمر الذي انعكس سلبا على الذهب في ظل العلاقة العكسية بين الطرفين.