أسواق الأسهم والعملات تتحرك بقوة وسط تطورات بيانات النمو الاقتصادي الأمريكي

شهدت الأسواق العالمية تحركات قوية خلال تداولات يوم الخميس، وخصوصا فور صدور بيانات النمو الاقتصادي الأمريكي الأولية خلال الربع السنوي الأول من هذا العام، والتي كشفت عن تباطؤ نمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي في الولايات المتحدة من 1.6% (القراءة التقديرية) ليسجل نحو 1.3% (القراءة الأولية)، بالرغم من أن القراءة جاءت أعلى من توقعات الأسواق التي رجحت نمو الاقتصاد بنسبة 1.2% فقط، ما يشير لتضرر النشاط الاقتصادي بأكبر قوة اقتصادية على مستوى العالم.

عاجل... الاقتصاد الأمريكي يفاجأ الأسواق وينمو بأفضل من المتوقع!

وفي السطور التالية، يمكن تناول انعكاسات هذه التطورات الأمريكية على تحركات الأسواق بتعاملات اليوم:

أولا: أسواق الأسهم العالمية

عمقت العقود الآجلة لمؤشرات الأسهم الأمريكية خسائرها المبكرة فور صدور بيانات النمو الاقتصادي الأمريكي ما غذى مخاوف المستثمرين حيال تضرر الأوضاع الاقتصادية وتباطؤ النمو بالربع الأول وسط البيئة النقدية المتشددة، مثيرة التساؤل حول مدى تأثر الاقتصاد الأمريكي بالنهج التشديدي المستمر، وهذا بدوره أثر سلبا على سوق الأسهم الأمريكية قبيل الافتتاح.

ومن ناحية أخرى، ارتفعت مؤشرات الأسهم الأوروبية على نقيض نظيرتها الأمريكية، وذلك بسبب نمو التضخم الإسباني بوتيرة أقل من توقعات الأسواق مسجلا 3.6%، فيما رجحت الأسواق نمو التضخم الإسباني إلى 3.7%، ما يشير لانحسار الضغوط التضخمية، مع ترقب أسواق الأسهم الأوروبية صدور بيانات التضخم لشهر مايو الجاري غدا الجمعة.

وعلى الصعيد الآسيوي، هبطت مؤشرات الأسهم الصينية بشكل حاد خلال جلسة اليوم، بجانب الأسهم اليابانية حيث فقد مؤشر نيكاي أكثر من 500 نقطة مع ختام التعاملات، نتيجة لتزايد المخاوف حول الأوضاع الاقتصادية في اليابان بعدما كشفت البيانات الرسمية عن تراجع ثقة المستهلك لتسجل أسوأ مستوى في 5 شهور.

ثانيا: سوق العملات الرئيسية

هبط الدولار الأمريكي بصورة قوية عقب صدور بيانات النمو الاقتصادي الأمريكي الأولية للربع الأول، حيث أثارت هذه البيانات احتمالات أن يتخلى بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي عن سياسته النقدية المتشددة وبدء دورة خفض الفائدة منعا لانزلاق الولايات المتحدة لحالة انكماش قوية، ما تسبب في هبوط الدولار وبالتالي، ارتفاع أزواجه من العملات الرئيسية الأخرى.

ثالثا: أسواق السلع البارزة

تراجعت أسعار النفط الخام بوضوح على خلفية تضرر النمو الاقتصادي الأمريكي بالربع الأول وتباطؤ النشاط، ما أثار مخاوف تباطؤ الطلب الأمريكي على النفط الخام، حيث تعتبر الولايات المتحدة أكبر دولة مستهلكة للخام عالميا.

وفي نفس الوقت، صعدت أسعار معدن الذهب بوتيرة حادة مستفيدة من هبوط الدولار الأمريكي حيث تحظى السلع المقومة بالدولار عادة، بدعم قوي عند انخفاض العملة الأمريكية، وفي ظل طبيعة العلاقة العكسية بين الطرفين.